بعد تألقه أمام آرسنال... لوكاكو سيكون كابوساً لمدافعي الفرق المنافسة

المهاجم البلجيكي عاد إلى تشيلسي أفضل وأكثر خبرة وفي قمة عطائه الكروي

لوكاكو سبّب متاعب لمدافعي آرسنال طوال المواجهة (رويترز)
لوكاكو سبّب متاعب لمدافعي آرسنال طوال المواجهة (رويترز)
TT

بعد تألقه أمام آرسنال... لوكاكو سيكون كابوساً لمدافعي الفرق المنافسة

لوكاكو سبّب متاعب لمدافعي آرسنال طوال المواجهة (رويترز)
لوكاكو سبّب متاعب لمدافعي آرسنال طوال المواجهة (رويترز)

عندما تعاقد المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، مع روبن فان بيرسي، كان يعلم جيداً أن المهاجم الهولندي يمكنه تسجيل الأهداف التي ستساعد مانشستر يونايتد على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد أثبت فان بيرسي بالفعل أن فيرغسون كان محقاً تماماً، خاصة في أول موسم له على ملعب «أولد ترافورد». وكان المدير الفني توماس توخيل يأمل أيضاً في أن يفعل روميلو لوكاكو نفس الشيء مع تشيلسي، بعدما انضم للبلوز.
ولم يخيّب لوكاكو أمل مدربه وهزّ لوكاكو الشباك في أول مباراة يلعبها مع تشيلسي بعد عودته للنادي ليقوده للفوز 2 - صفر على مضيفه آرسنال بعد أن شكّل خطورة على دفاع المنافس طوال المباراة. وقال لوكاكو إن الهدف الذي أحرزه في فوز فريقه على جاره آرسنال هو هدفه المفضل بين 114 هدفاً أحرزها في البطولة حتى الآن. وأضاف لوكاكو بعد المباراة: «هذا هو هدفي الأفضل. الأفضل... تعرفون أهمية ذلك بالنسبة لي معنوياً».
لقد أثبت المهاجم البلجيكي العملاق أنه يمتلك قدرات وفنيات هائلة في جميع الأندية التي لعب لها حتى الآن، ونادراً ما عانى من تراجع في المستوى رغم أنه في بعض الأحيان لم يكن الخيار الأول. وقدّم لوكاكو مستويات استثنائية مع إنتر ميلان وقاده للفوز بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 11 عاماً، منهياً هيمنة يوفنتوس على «الاسكوديتو» على مدار تسعة مواسم متواصلة. ويأمل لوكاكو في أن يكرر نفس الإنجاز مع تشيلسي.
لقد سجل لوكاكو 47 هدفاً في 72 مباراة بقميص إنتر ميلان، وهو ما يعد إنجازاً رائعاً لأي مهاجم، خاصة في دوري صعب مثل الدوري الإيطالي. وعلاوة على ذلك، فإن سجله في الدوري الإنجليزي ليس بعيداً عن ذلك، حيث سجل 113 هدفاً في 252 مباراة. لقد ساعد لوكاكو ناديي وست بروميتش ألبيون وإيفرتون على التطور والتحسن وتحقيق نتائج أفضل، وأظهر أنه كان دائماً قادراً على مواجهة الأفضل في إنجلترا، حتى عندما لم يكن يلعب في أحد أندية النخبة.
وكانت نقطة الضعف الوحيدة في تشيلسي منذ تولي توخيل المسؤولية الموسم الماضي تتمثل في مركز قلب الهجوم، حيث لم يتمكن أي لاعب في الفريق من القيام بهذا الدور كما ينبغي. وكان تيمو فيرنر هو الذي حظي بالثقة الأكبر من جانب توخيل، لكن المهاجم الألماني الشاب كان يهدر العديد من الفرص السهلة ولم يكافئ مديره الفني على هذه الثقة، في حين لم يكن توخيل يظهر أي ثقة في أوليفييه جيرو وتامي أبراهام. وهناك تصور بأن لوكاكو لا يجيد اللعب إلا داخل منطقة الجزاء، وأنه يتعين على الفريق أن يعمل جاهداً لإمداده بالكرات داخل الصندوق لتحويلها إلى أهداف، لكن الحقيقة أن المهاجم البلجيكي كان أحد أفضل اللاعبين الذين يجيدون في الهجمات المرتدة بإيطاليا، كما أنه يتحرك على الأطراف لكي يسمح لزملائه بالانطلاق في المساحات الخالية في عمق الملعب. وعلاوة على ذلك، يمكنه الربط بين خطي الوسط والهجوم، واستغلال أنصاف الفرص، كما أنه وصل الآن إلى قمة عطائه الكروي.
لقد لعب لوكاكو تحت قيادة مديرين فنيين رائعين من الناحية التكتيكية، مثل روبرتو مارتينيز وأنطونيو كونتي، وهو الأمر الذي جعله يتحرك بشكل أكثر وعياً داخل المستطيل الأخضر، كما أنه لاعب سريع وقوي ومهاري وقادر على التكيف مع الظروف الجديدة بسرعة، وبالتالي فإن انضمامه إلى الفريق الحالي لتشيلسي سيجعله بمثابة كابوس لمدافعي الفرق المنافسة، لأنه يمتلك كل المقومات التي يحتاج إليها أي مهاجم من الطراز العالمي.
وفي نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، كان لوكاكو يتحرك في بعض الأحيان على الأطراف، وهو ما كان يسمح للاعبين مثل كيفن دي بروين بالتحرك في المساحات الخالية في العمق. ويمتلك تشيلسي مجموعة رائعة من اللاعبين الموهوبين، الذين يمكنهم القيام بنفس الشيء عندما يلعبون خلف لوكاكو. وبدلاً من استبعاد فيرنر من التشكيلة الأساسية، يمكن الاستفادة به كثيراً بعد وصول لوكاكو، حيث دائماً ما يقدم اللاعب الألماني مستويات أفضل عندما يلعب بجوار مهاجم آخر، وهو الأمر الذي رأيناه جميعاً عندما كان يلعب في لايبزيغ، نظراً لأن فيرنر يجيد الانطلاق في المساحات الخالية وتكوين شراكة قوية مع قلب الهجوم. ومن الواضح أن لوكاكو وفيرنر سوف يكملان بعضهما إذا قرر تشيلسي اللعب بمهاجمين بدلاً من مهاجم واحد في الخط الأمامي.
وقد أعلن لوكاكو بالفعل أنه يحب الطريقة التي يلعب بها تشيلسي التي تعتمد على اثنين من اللاعبين خلفه، وهو الأمر الذي سيسمح بتخفيف الرقابة الدفاعية عليه، وبالتالي سيكون أكثر خطورة عند تسلمه للكرة أمام المرمى. كما أشار لوكاكو إلى أنه سيكون سعيداً أيضاً لو لعب بجوار مهاجم آخر، نظراً لأن ذلك سوف يمنح خط هجوم تشيلسي التنوع الذي يحتاج إليه بشدة في المواجهات القوية في الدوري الإنجليزي الممتاز وفي البطولات الأوروبية. ويحتاج أي فريق يسعى للمنافسة على البطولات أن يكون لديه العديد من الخيارات الهجومية وأن تكون هناك انسيابية وسلاسة في الخط الأمامي، ولم تعد الكثير من الأندية تعتمد على الشكل القديم والصارم لطريقتي 4 - 4 - 2 أو 4 - 3 – 3، حيث بات اللاعبون يتسمون بديناميكية أكبر ويمكنهم التكيف بسرعة مع المتطلبات الجديدة، وهو الأمر الذي يجبر الفرق المنافسة على تغيير طريقة اللعب أيضاً حتى يمكنها مجاراة ذلك.
في الحقيقة، لن يسعى لوكاكو لإثبات أن مسؤولي تشيلسي كانوا مخطئين عندما استغنوا عن خدماته في المرة الأولى، نظراً لأن المهاجم البلجيكي قد أثبت أكثر من مرة وفي جميع الأندية التي لعب لها أنه مهاجم من الطراز الرفيع. لقد عاد لوكاكو إلى «ستامفورد بريدج» وهو لاعب أفضل وأكثر خبرة، ولديه ثقة كبيرة بقدراته وإمكاناته وقد وصل الآن إلى قمة عطائه الكروي، وبالتالي فإنه لن يشعر بأي قلق بشأن رأي الناس فيما كان يقدمه مع تشيلسي قبل عقد من الزمن. إنه قادر على إضافة الكثير إلى الفريق، وبإمكانه أن يصبح مثل ديدييه دروغبا مع تشيلسي، نظراً لأنه يمتلك كل المقومات التي تجعله نقطة محورية في خط هجوم البلوز وتسجيل الأهداف التي يحتاج إليها النادي للمنافسة على البطولات والألقاب. لقد عاد المهاجم البلجيكي إلى إنجلترا وهو في أفضل مستوى فني وبدني له طوال مسيرته الكروية.
وأظهر لوكاكو، الذي لم يسجل أي هدف في الدوري الممتاز مع تشيلسي في فترته الأولى، لماذا اضطر تشيلسي إلى كسر الرقم القياسي لصفقات الانتقال في النادي لإعادته إلى صفوفه بعد سبع سنوات من مغادرته لندن. ومنح اللاعب البلجيكي تشيلسي القوة البدنية والشراسة المطلوبة في الهجوم التي افتقدها النادي منذ رحيل دييغو كوستا في 2017، وحرمه بيرند لينو حارس آرسنال من تسجيل الهدف الشخصي الثاني بعد أن تصدى لرأسية قوية لتصطدم الكرة في العارضة قبل 15 دقيقة من النهاية وسط ذهول لوكاكو.
ورداً على سؤال بشأن الأداء الذي قدمه أمام آرسنال قال لوكاكو: «سيطرنا على المباراة... أسعى للتحسن من مباراة إلى أخرى. أمامي طريق طويل لكني قدمت أداء جيداً اليوم لنحقق الانتصار في بداية مثالية». وعبّر توخيل مدرب تشيلسي عن سعادته الكبيرة لانسجام لوكاكو سريعاً مع التشكيلة. وقال: «يمنحنا شيئاً كان الفريق يفتقر إليه مثل الاحتفاظ بالكرة واللعب بطريقة مباشرة جداً واللمسة الأخيرة. «لا يوجد ما هو أفضل من هزّ الشباك في مشاركتك الأولى. كاد أن يسجل هدفاً ثانياً. تصدى بيرند لينو للمحاولة بشكل مذهل. إنها بداية جيدة يتعين علينا البناء عليها».
وبعد البداية الإيجابية في الجولة الافتتاحية والفوز على كريستال بالاس بثلاثة أهداف دون رد، ثم الفوز على آرسنال، فإن تحقيق نتيجة جيدة في الجولة القادمة عندما يحل تشيلسي ضيفاً على ليفربول سيكون مهماً للغاية لتشيلسي هذا الموسم. إن تحقيق الفوز في المباراة المقبلة يمكن أن يمنح تشيلسي الثقة التي يحتاج إليها، ومن المؤكد أن لوكاكو سيلعب دوراً كبيراً في ذلك.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».