استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان مرهون بموافقة سوريا

جزء من حل طويل الأمد تدفع به واشنطن

حتى المولدات أصبحت عاجزة عن توليد الكهرباء نتيجة أزمة الوقود (الوكالة الوطنية)
حتى المولدات أصبحت عاجزة عن توليد الكهرباء نتيجة أزمة الوقود (الوكالة الوطنية)
TT

استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان مرهون بموافقة سوريا

حتى المولدات أصبحت عاجزة عن توليد الكهرباء نتيجة أزمة الوقود (الوكالة الوطنية)
حتى المولدات أصبحت عاجزة عن توليد الكهرباء نتيجة أزمة الوقود (الوكالة الوطنية)

يتوقف استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر إلى لبنان، على المباحثات السياسية مع سوريا التي ستمر إمدادات الطاقة عبر أراضيها، وهو جزء من حل طويل الأمد لأزمة انقطاع الكهرباء في لبنان.
وهذا الحل كانت قد اقترحته السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، خلال اتصالها بالرئيس اللبناني ميشال عون الخميس (الماضي)، عندما أعلنت أنها تبلغت «قراراً من الإدارة الأميركية بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا». كذلك «سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان».
وليس المقترح الذي أعلنت عنه السفيرة الأميركية جديداً. فقد كان جزءاً من المباحثات التي عقدها رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما في القاهرة في يوليو (تموز) الفائت. وتشير مصادر نيابية في «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحريري بحث مع السيسي ملف استجرار الغاز المصري إلى لبنان، بغية إيجاد حل لأزمة توليد الكهرباء»، في مقابل مساعٍ أردنية للتواصل مع الولايات المتحدة للحصول على استثناءات حول هذا الأمر بالنظر إلى العقوبات على سوريا، وهو ما تحدث عنه الحريري في وقت سابق.
ويتيح اتفاق مشابه وصول التغذية الكهربائية عبر خطوط نقل في الأراضي السورية وتُشبك على الخطوط اللبنانية، كما يتيح وصول الغاز المصري إلى لبنان لتشغيل محطات الكهرباء العاملة على الغاز والمتوقفة عن العمل منذ 11 عاماً.
ويمتد أنبوب الغاز العربي براً من مصر إلى سوريا ولبنان عبر الأردن، ويعبر من منطقة حمص إلى شمال لبنان وصولاً إلى دير عمار في شمال لبنان.
واستفاد لبنان من هذا الخط في عام 2008. ويذكر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، خلال ندوة عن مسائل متعلقة بالمواد البترولية الموجودة في المناطق الاقتصادية الخالصة لدول شرق البحر الأبيض في عام 2019، أنه «في عام 2008، وعندما كانت هناك إمكانية لاستيراد الغاز من مصر، تم إنشاء خط بين مصر والعقبة وصولاً إلى جنوب سوريا (خط الغاز العربي) لهذه الغاية، وبدأ لبنان باستيراد الغاز»، لكنه يشير إلى أنه في الواقع «لم يستورد لبنان الغاز المصري، إذ كان الغاز المصري يصل إلى جنوب سوريا وتعطينا الأخيرة من الغاز المصري غازاً سورياً يصل إلى طرابلس، واستمر هذا الأمر على مدى عامين إلى أن توقفت مصر عن التصدير وذلك قبل أن يتم اكتشاف حقل ظُهر المصري العملاق».
وتذكر بيانات وزارة المال اللبنانية أن لبنان دفع في عام 2010 لصالح شركة E - Gas المصرية مبلغ 22 مليون دولار ثمن الغاز المصري.
وفيما يتوقف الأمر على محادثات سياسية مع سوريا لحل عقدة النقل عبر الأراضي السورية، واستثناء لبنان من عقوبات قانون قيصر، يبقى الملف التقني الذي يجب حله، حسبما تقول الباحثة في ملف الطاقة والنفط الدكتورة لوري هايتايان. وشددت هايتايان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على عدم حصر الموضوع في صيانة الأنبوب المصري الذي يصل إلى محطة دير عمار، بل «يجب توسيع شبكة البنى التحتية ومنها الشبكة الأنبوبية بغرض إيصال الغاز إلى محطات توليد الكهرباء الموجودة في لبنان العاملة على الغاز» وهي أربع محطات موجودة في منطقة دير عمار في الشمال، والذوق والجية في جبل لبنان، والزهراني في الجنوب، وذلك «بهدف توليد الكهرباء على الغاز في المحطات الأربع».
أما في ملف استجرار الكهرباء من الأردن، فدعت هايتايان للتأكد مما إذا كانت شبكة النقل صالحة، منعاً لهدر الطاقة في خطوط النقل، معربةً عن مخاوفها من أن يتعرض المشروع للعرقلة من سوريا، قائلة: «صحيح أن هناك عقبات تقنية، يمكن حلها بسهولة، لكن يجب التأكد من عدم وجود عقبات سياسية تَحول دون تنفيذ المشروع، وهو ما يجب حله قبل أي خطوة من هذا النوع».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.