شركات مصرية تقاضي إثيوبيا دولياً

قالت إنها خسرت نحو 40 مليون دولار جراء الحرب في تيغراي

TT

شركات مصرية تقاضي إثيوبيا دولياً

شرعت شركات مصرية، تعمل في إثيوبيا، في اللجوء إلى التحكيم الدولي، لتعويضها عن الخسائر التي تكبدتها جراء الحرب الدائرة في إقليم تيغراي، والتي تقدر بنحو 40 مليون دولار، وفق علاء السقطي نائب رئيس اتحاد المستثمرين المصريين، وعضو مجلس الأعمال المصري الإثيوبي. وحاولت حكومة أديس أبابا، خلال الفترة الماضية، احتواء أزمة تضرر العشرات من رجال الأعمال المصريين، جراء الحرب التي شنها الجيش الإثيوبي على إقليم تيغراي المتمرد شمال البلاد، لكن دون فائدة.
وقال السقطي نائب رئيس اتحاد المستثمرين، إن «الشركات المصرية المتضررة من النزاعات والحرب الأهلية في إثيوبيا لجأت للتحكيم الدولي لتعويضها عن الخسائر».
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تنتهي قضية التحكيم خلال فترة تصل إلى 6 أشهر. ولفت السقطي، في تصريحات إعلامية، إلى أن الشركات المصرية لجأت إلى التحكيم الدولي، بعد فشل المفاوضات مع الحكومة الإثيوبية، وسفارة أديس بابا في القاهرة، وعدم الوصول إلى اتفاق يحمي ويعوض استثمارات المصانع العاملة هناك.
وأوضح السقطي أن «المحكمة الاقتصادية في باريس هي المعنية بالقضية، لكن هناك بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها، والتي تتضمن إقراراً بأني مستثمر وأخضع لقانون الاستثمار». ولفت إلى أن «الإقرار بالنزاع بين الشركات والحكومة الإثيوبية يتسبب في تخفيض التصنيف الائتماني للدولة». واندلع القتال بين الجيش الإثيوبي و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ما أدى إلى أزمة نزوح كبيرة.
وخلال الأسابيع الأخيرة امتد الصراع إلى منطقتين مجاورتين هما عفر وأمهرة، ما تسبب في نزوح 250 ألفاً آخرين تقريباً.
كان المهندس علاء السقطي نائب رئيس اتحاد المستثمرين المصريين، وعضو مجلس الأعمال المصري الإثيوبي، قد أكد في تصريحات سابقة أنه عرض على السفير الإثيوبي في القاهرة أزمة المصانع المصرية بمنطقة تيغراي، وطالب بضرورة الاطمئنان على سلامتها ومناقشة أوضاعها الحالية، إلا أنهم لم يحصلوا سوى على وعود مستقبلية برفع المطالب إلى السلطات المختصة بإثيوبيا.
وتشير الإحصائيات إلى وجود استثمارات مصرية في إثيوبيا تتعدى 750 مليون دولار في الفترة ما بين 2010 و2018، وفقاً للسقطي.
وتأتي أزمة المستثمرين المصريين في إثيوبيا، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً بسبب «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة تأثيره على حصتها من المياه، التي تعتمد عليها بأكثر من 90 في المائة.
ولم تفلح المفاوضات الدائرة بينهما، بمشاركة السودان، منذ نحو 10 سنوات، في الوصول إلى اتفاق. من جهتها، أعلنت السفارة الإثيوبية في الولايات المتحدة، أمس، أن المغتربين الإثيوبيين في أميركا جمعوا تبرعات تبلغ 757.294 دولار، دعماً لبناء «سد النهضة».
وغرد السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة فصوم أرغا، بأنه «تم التبرع بهذا المبلغ في الجولة الثالثة من عملية التبرعات وتحويل 757.294 دولار من الدعم لبناء سد النهضة، حيث بلغ إجمالي المبلغ الذي تم جمعه (التبرع به) 1.757.304.78 دولار كما تم تحويله على حساب السد». وقال أرغا في تغريدته إن «زيادة الطاقة ترتبط مباشرة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إثيوبيا، وأن الهدف من بناء السد (سد النهضة) هو تقليل الفقر والظلام في الوقت نفسه بإثيوبيا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.