الكاظمي يبدد مخاوف أهالي الطارمية من «إيواء الدواعش»

أطلق عملية عسكرية لملاحقة الإرهابيين في تخوم بغداد الشمالية

TT

الكاظمي يبدد مخاوف أهالي الطارمية من «إيواء الدواعش»

أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن «الإرهاب لن تكون له حاضنة في العراق»، مبيناً أن مسؤولية مكافحته والقضاء عليه «إنما هي مسؤولية الجميع سواء الدولة أو المواطنين». وقال الكاظمي خلال لقائه عدداً من شيوخ ووجهاء قضاء الطارمية على التخوم الشمالية لبغداد خلال زيارته للقضاء صباح أمس الاثنين: «نؤكد على عراقيتنا قبل أي انتماء، وأن الجماعات الإرهابية تحاول المساس بكرامة الناس عبر العبث بأمنهم، والخدمات المقدمة لهم»، مضيفاً أن «الإرهابيين ليسوا أبناءنا، ولن نسمح لأي كان أن يستهدف الأجهزة الأمنية». وأوضح الكاظمي أن «القضاء لديه مطالب حقة في الخدمات والمشاريع، لكن الإرهاب يريد استهداف الحياة بأكملها»، مشدداً على «ضرورة حماية الطارمية»، ومطالباً «أهالي القضاء بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، والأهم أن نتحاور ونستمر في بناء بلدنا من كل زاوية». وأردف: «نعلم أنكم تبذلون جهوداً لحل المشكلات الاجتماعية، وستكون الأجهزة الأمنية عوناً لكم».
وتأتي زيارة الكاظمي إلى قضاء الطارمية بعد أيام من قيام تنظيم «داعش» بمهاجمة أحد ألوية الحشد الشعبي في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات بين قتيل وجريح بينهم معاون آمر فوج، كما تأتي قبل أيام من انعقاد قمة بغداد لدول الجوار الإقليمي، وهو ما يتطلب توفير أقصى درجات الأمن للقمة.
وفي هذا السياق، أطلق الكاظمي ومن الطارمية عملية عسكرية للقضاء على خلايا تنظيم «داعش» في منطقة الطارمية شمال العاصمة بغداد. وقال الكاظمي، خلال زيارته قيادة العمليات العسكرية في الطارمية، إن «مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية يجب أن يشارك فيها الجميع، والقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه يحتاج إلى عزيمة وقوة منكم، وأيضاً من خلال التعاون بين الدولة والمواطن»، مشدداً على أنه «علينا إعادة الخطط الأمنية الموضوعة لمواجهة الخلايا النائمة، ومنع تكرار أي خروقات، وسيتم حشد قوات إضافية».
ولفت الكاظمي إلى أن «الجماعات الإرهابية تحاول المساس بكرامة الناس عبر العبث بأمنهم»، مشيراً إلى أن «الطارمية فيها عشائر كريمة، وفيها موارد زراعية، المطلوب حمايتها وتعزيزها». وشدد الكاظمي: «يجب علينا الانتباه جميعاً إلى الأصوات المتطرفة، التي تبحث عن فرص لخلق شرخ اجتماعي بين العراقيين وخلق فتن طائفية، هذه الأصوات مرفوضة من قبل الجميع، فقد أثبت العراقيون أنهم لم ينجروا، ولن ينجروا وراء هذه الخطابات المغرضة». وتابع الكاظمي أن «العراق يمر اليوم بظروف حساسة جداً، وقد نجحنا بتفكيك الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية والتغلّب على العديد من التحديات، وأمامنا بحدود شهرين للانتخابات المبكرة التي ستأتي بحكومة جديدة، تستمر بما حققناه خلال العام والأشهر الماضية».
وحول الهجمات على أبراج الطاقة، قال الكاظمي إن «هذه الهجمات إساءة للعراقيين جميعاً، والإرهاب لا يهدف سوى إلى الخراب، ورأينا ما فعل في الموصل»، مبيناً: «الحكومة تحرص على تنشيط الزراعة، وستوفر قروضاً للتنمية الزراعية؛ من أجل خلق فرص العمل للشباب». 
من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان له أن «العملية العسكرية التي أطلقها الكاظمي من الطارمية لملاحقة الخلايا الإرهابية في هذه المنطقة إنما تأتي بالتعاون مع أهالي المنطقة أنفسهم»، مبيناً أن «القائد العام للقوات المسلحة وجه بإعادة الخطط العسكرية ضمن قضاء الطارمية، وتعزيز القوات الأمينة بقطعات أخرى للمسك والبحث عن الخلايا الإرهابية». 



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».