في الوقت الذي رفع فيه الجيش الإسرائيلي من حشوده حول قطاع غزة، ونشر قوة قناصين، هدد رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، باستهداف قادة فصائل المقاومة في قطاع غزة، وقال في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس: «سنحاسب من يستهدف مقاتلينا ومواطنينا»، في إشارة إلى إصابة جندي إسرائيلي خلال مواجهات عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة السبت.
وأكد بنيت أن القصف الإسرائيلي في القطاع، الليلة قبل الماضية، كان بداية الرد على الإجراءات الفلسطينية العدائية التي تمثلت في عودة المظاهرات العنيفة على الشريط الحدودي، مضيفاً أن «الجيش الإسرائيلي شن هجوماً واسعاً في القطاع الليلة الماضية، وقد أجريت الأسبوع الماضي تقييماً للوضع في فرقة غزة العسكرية مع وزير الأمن، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، وبإمكاني إبلاغكم بأن الجيش الإسرائيلي، وقيادة المنطقة الجنوبية، وفرقة غزة العسكرية، جاهزون لأي سيناريو».
وخلال جلسة الحكومة، خرج وزير الاستيعاب الإسرائيلي، نحمان شاي، بتهديدات مماثلة، وقال إن إسرائيل ستوجه «ضربة شديدة» لقطاع غزة، لكن ذلك لن يتم خلال زيارة رئيس الحكومة إلى الولايات المتحدة التي ستبدأ الثلاثاء. وتابع في أثناء مقابلة مع إذاعة (103FM) في تل أبيب: «لا يمكن استدراجنا إلى توقيتهم (الفصائل في القطاع)، ولن نسمح لهم بأن يملوا علينا وتيرة العمل».
يذكر أن محيط قطاع غزة قد شهد توتراً يوم السبت، على أثر خروج ألوف المتظاهرين الفلسطينيين، مقابل السياج الحدودي مع إسرائيل، لإحياء الذكرى السنوية الـ52 لإحراق المسجد الأقصى بأيدي متطرف يهودي.
وعدت إسرائيل هذه المظاهرة، وهي الأولى منذ شهور، محاولة من حركة حماس للتعبير عن غضبها من حجب رواتب موظفي حكومتها من المنحة القطرية. فمع أن الحركة وافقت على الاتفاق الذي وقعته دولة قطر مع الأمم المتحدة، وفيه تعطى 10 ملايين دولار مساعدات للمواطنين المحتاجين (100 دولار لمائة ألف مواطن)، و10 ملايين أخرى لمشاريع إعمار غزة، فإنها لم تتخلَّ عن مطلب دفع 10 ملايين أخرى رواتب لموظفي حكومة غزة.
ويتوقعون في إسرائيل أن يكون هذا الاحتجاج مستمراً متصاعداً حتى يتم تحويل تلك الرواتب، ولكن عدداً من الخبراء الإسرائيليين يعتقدون أن حكومة نفتالي بنيت لا تحسن قراءة المشهد الفلسطيني في غزة، وتتخبط في قرارات متناقضة.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، يوسي يهوشع، إن «إسرائيل فشلت في قراءة توجهات قائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بشكل صحيح. فقد حدث ذلك في معركة (حارس الأسوار) الأخيرة على قطاع غزة في شهر مايو (أيار) الماضي، وها هو يحدث اليوم أيضًا».
وأكد يهوشع أن «هذا ليس رأيي فقط، بل رأي كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية». واتخذ موقع «واللا» الإخباري موقفاً شبيهاً، إذ قال إنه «على الرغم من الأحداث على حدود قطاع غزة، وإصابة قناص حرس الحدود بجروح بالغة الخطورة، وغارات سلاح الجو الليلة الماضية، فقد قررت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم، صباح أمس، لنقل البضائع، ومعها أكثر من مليون لتر من الوقود إلى محطة الكهرباء في غزة».
وقال مراسل «القناة 20»، التابعة لليمين الاستيطاني، نوعم أمير: «استثمرت إسرائيل عشرات المليارات في بناء جدار حول قطاع غزة، ثم وصل فلسـطيني في غزة بمسدس ثمنه 500 شيكل، وأصاب قناص حرس الحدود بجروح حرجة؛ واستثمرت المليارات في عملية (حارس الأسوار)، فما الإنجاز التكتيكي الذي حققته؟ لا شيء! تستطيع (حمـاس) العودة إلى إطلاق الصـواريخ على القدس غداً؛ إنه لمن المحرج أن نرى الضرر الاستراتيجي الذي نلحقه بأنفسنا».
وتساءل المستشرق اليميني يوني بن مناحيم، المقرب من رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو: «هل ما يحدث بسبب غباء المخابرات الإسرائيلية أم غباء صناع القرار؟ كيف لا يقرؤون الصورة الحقيقية لنوايا (حمـاس)؟ أم هو تفضيل لدفن الرأس في الرمال؟».
وقال المراسل العسكري لصحيفة «معريب»، تل ليف رام، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل و«حماس» أمام مواجهة عسكرية: «لقد اختارت إسرائيل الرد المنضبط، ونرى أن حركة حماس لا تستجيب له»، فيما أكد العميد احتياط تسفيكا فوجل لإذاعة الجيش: «ليكن الأمر واضحاً؛ الأموال القطرية ستذهب في الغالب إلى (حمـاس) التي لا تقتصر مطالبها على المال فحسب، بل لديهم مطالب إضافية يحاولون إجبارنا على قبولها».
بنيت يهدد باغتيال قادة فلسطينيين في غزة
انتقادات واسعة في إسرائيل لـ {تردده} تجاه «حماس»
بنيت يهدد باغتيال قادة فلسطينيين في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة