الفصائل ستواصل الفعاليات الشعبية في غزة

نقل شاب أصيب في إطلاق نار على الحدود مع غزة أثناء مظاهرات السبت (إ.ب.أ)
نقل شاب أصيب في إطلاق نار على الحدود مع غزة أثناء مظاهرات السبت (إ.ب.أ)
TT

الفصائل ستواصل الفعاليات الشعبية في غزة

نقل شاب أصيب في إطلاق نار على الحدود مع غزة أثناء مظاهرات السبت (إ.ب.أ)
نقل شاب أصيب في إطلاق نار على الحدود مع غزة أثناء مظاهرات السبت (إ.ب.أ)

أكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أنها مستمرة في الفعاليات الشعبية دون تردد أو تراجع «حتى يكف الاحتلال عن القدس المحتلة والشعب الفلسطيني، وحتى يكسر حصار غزة ويتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ويتوقف عن عرقلة الإعمار وحرمان غزة من الانفتاح على العالم».
الموقف الفلسطيني الذي مثلته حركة «حماس» وباقي الفصائل، جاء بعد ساعات من قصف إسرائيلي على غزة رداً على مظاهرات أطلقتها الفصائل قرب الحدود، السبت، وتسببت في إصابة أحد قناصة الجيش الإسرائيلي بشكل خطير بعد إطلاق النار عليه. وقال ممثل عن الفصائل خلال مؤتمر صحافي عقد في مخيم ملكة، شرق مدينة غزة الذي شهد مواجهات السبت، إن «الفصائل ستمضي في الفعاليات الشعبية وفق خطة ورؤية محددة».
ودعت الفصائل الفلسطينيين إلى المشاركة الواسعة وفق ما يتم الإعلان عنه من فعاليات ومحددات. وشددت الفصائل على رفضها العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتابعت: «نقول للعالم وللأصدقاء والوسطاء، إن غزة جزء من فلسطين، ولن ينجح أحد في عزلها عن وطنها وشعبها، ولن نقبل باستمرار حصارها وابتزازها، فليلتقطوا هذه الرسالة كي يعملوا على إنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع».
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارات جوية على قطاع غزة بعد إصابة جندي إسرائيلي من «حرس الحدود» برصاص متظاهر فلسطيني، أثناء اشتباكات على الحدود مع قطاع غزة. وخلّفت المواجهات عشرات المصابين الفلسطينيين كذلك. وقالت وزارة الصحّة في غزة في بيان إن «41 مدنياً أصيبوا بجروح»؛ بينهم طفل (13 عاماً) حالته حرجة بسبب إصابته في الرأس.
وقالت إسرائيل إنها قصفت 4 مواقع تابعة لـ«حماس» تستخدمها في تصنيع السلاح وتخزينه. وقال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس: «هذه بلا شك أحداث بالغة الخطورة تتطلب رداً». لكن «حماس» عدّت أن القصف الإسرائيلي هدفه التغطية على الفشل والخيبة «أمام صمود وثبات الجماهير الفلسطينية ومقاومتها الباسلة». وقال فوزي برهوم؛ الناطق باسم «حماس»، تعقيباً على القصف الإسرائيلي: «من الواضح أن الاحتلال أساء تقدير الموقف وتجاهل رسائل شعبنا وفصائله المقاومة، وبادر بإطلاق الرصاص الحي والمباشر عليهم وعلى الصحافيين والأطفال وأصاب العشرات منهم».
وتريد «حماس» استمرار الفعاليات في محاولة للضغط على إسرائيل من أجل تسريع جهود التهدئة، لكن من دون أن يجر ذلك إلى مواجهة جديدة، خصوصاً بعد وجود اتفاق يسمح بإدخال جزء من الأموال القطرية للعائلات، ووعود من الوسطاء بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل المواجهة الأخيرة في مايو (أيار) الماضي.
وكانت «حماس» قد رحبت بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه لاستئناف إدخال المساعدات لآلاف الأسر المحتاجة في غزة. وبموجب الترتيب الجديد، ستحول الأمم المتحدة الأموال مباشرة إلى الحسابات المصرفية للأسر المحتاجة في القطاع. وتريد الحركة شمل موظفيها في الاتفاق، كما تريد السماح بإدخال مواد الإعمار، من دون أن يرتبط ذلك بإنجاز اتفاق تبادل أسرى. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان إن الفصائل الفلسطينية وجهت رسائل لكل المعنيين والوسطاء، بضرورة التدخل العاجل وممارسة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار والإسراع في إعادة إعمار القطاع.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.