مظاهرات وإصابات عند الحدود مع غزة

عشرات الغزيين يشاركون في مهرجان بذكرى حرق المسجد الأقصى (غزة الآن)
عشرات الغزيين يشاركون في مهرجان بذكرى حرق المسجد الأقصى (غزة الآن)
TT

مظاهرات وإصابات عند الحدود مع غزة

عشرات الغزيين يشاركون في مهرجان بذكرى حرق المسجد الأقصى (غزة الآن)
عشرات الغزيين يشاركون في مهرجان بذكرى حرق المسجد الأقصى (غزة الآن)

واجه الجيش الإسرائيلي متظاهرين قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة بوابل من الرصاص الحي والمطاطي، والغاز وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابات وحوادث اختناق في أول مواجهات قرب الحدود منذ فترة طويلة. وتظاهر آلاف من الغزيين أمس (السبت) في موقع ملكة شرق غزة في ذكرى إحراق المسجد الأقصى الـ52 في مهرجان دعت له الفصائل الفلسطينية في محاولة للضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ مزيد من التسهيلات للقطاع.
وأطلقت الفصائل على المهرجان اسم «سيف القدس لن يغمد». ورغم أن أمن حماس حاول منع المشاركين من الوصول إلى الحدود لتجنب تصعيد بعد ضغوط الوسطاء، ولتجنب إفشال اتفاق يسمح بإدخال جزء من الأموال القطرية للعائلات، لكن الشبان نجحوا في اختراق الحواجز ووصلوا إلى الحدود قبل أن تواجههم إسرائيل بالرصاص.
وتقدم العشرات من الشبان تجاه السياج الأمني وأشعلوا بعض الإطارات المطاطية، فيما تسلق بعضهم السياج ورفعوا العلم الفلسطيني عالياً قبل أن يطلق الجيش الرصاص ويصيب 7 مواطنين بجراح مختلفة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن عشرات المتظاهرين اقتربوا من الحدود وهاجموا القوات المتمركزة هناك. وكان الجيش الإسرائيلي نشر القناصة استعداداً للمظاهرة عند حدود غزة.
وقررت الفصائل الفلسطينية هذه المسيرة قرب الحدود من أجل إرسال رسالة حول نيتها التصعيد بسبب تباطؤ تقدم جهود التهدئة. وتريد الفصائل تحذير إسرائيل من أن التصعيد سيكون تدريجياً، عبر البدء بمسيرات على الحدود ثم تفعيل الأدوات الخشنة بما يشمل استئناف إطلاق البالونات الحارقة وتفعيل وحدات الإرباك الليلي، لكن يعتقد أن يتم إلغاء كل ذلك أو تأجليه بعد الاتفاق على إدخال الأموال القطرية إلى غزة. ورحبت حركة «حماس»، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قطر لاستئناف إدخال المساعدات لآلاف الأسر المحتاجة في قطاع غزة. وبموجب الترتيب الجديد، ستحول الأمم المتحدة الأموال مباشرة إلى الحسابات المصرفية للأسر المحتاجة في قطاع غزة لكن ذلك لا يشمل موظفي حكومة حماس. لكن حماس أبقت على المهرجان من أجل إرسال رسائلها عبره. وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن المهرجان المركزي رسالة للاحتلال أن المعركة مفتوحة ولن نقبل بالتهويد والحصار. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، إن الجماهير المحتشدة في مخيم ملكة شرق غزة جاءت لتعلن أن مسار المعركة متجدد، وأن المواجهة ما زالت مفتوحة وأن معركتنا متواصلة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي، إن رسالة مهرجان الفصائل شرق غزة واضحة، وأن غزة وشعبها مع الأقصى والضفة.
وأضاف في تصريح: «إننا لن ننسى أسرانا وأقصانا، ونحن على التحام تام مع أهلنا، ولن نصبر على حصار غزة التي تعاني من الجوع والألم». وتابع: «ماضون بكل قوتنا وإمكانياتنا لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ونستمد من ذكرى حريق الأقصى معاني تحقيق النصر وتحرير الوطن قريباً».
وأكد أن حكومة الاحتلال قائمة على التناقضات وهي فاشلة، مضيفاً «لن نسمح لها بابتزاز شعبنا، ونعرف كيف نتعامل مع أي حكومة إسرائيلية، وسنواجه تعنتها واستمرار جرائمها، وسنقاوم بكل وسائلنا، وإذا فرضت علينا المواجهة نحن قادرون على نيل النصر وهزيمة الاحتلال».
كما أكد المتحدث باسم لجان المقاومة محمد البريم «أبو مجاهد»، أن رسالة اليوم من مهرجان الفصائل هي أن القدس عاصمة فلسطين. وأضاف في تصريح: «نرفض تهويد القدس، ولن نسمح للاحتلال بالتهرب من تفاهمات التهدئة، وسنلبي كافة مطالب شعبنا مهما كلفنا ذلك من ثمن». وتابع: «إذا لم يستجب الاحتلال لمطالب المقاومة سيدفع الثمن، والمقاومة حاضرة وأدواتها في الميدان وستقوم بواجبها لحماية شعبنا وكسر الحصار عن غزة».
أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر فقال إن غزة «لا تقبل الابتزاز ولم يعد ممكناً استمرار هذا الوضع. إن هذه السياسة لن تكسر إرادتنا، ولن تحقق أهدافها». وأوضح «أنه لم يعد ممكناً الاستمرار في الهدوء مقابل عدوان اقتصادي ومعيشي وحياتي مستمر من قبل العدو وتساوق من المجتمع الدولي. وأردف «ولى زمن الاستفراد بأي بقعة من بقاع الوطن».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.