السعودية تحافظ على صدارة موردي النفط للصين

«دلتا» يسبب خسائر فادحة بالأسواق

ظلت السعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر التاسع على التوالي في يوليو (رويترز)
ظلت السعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر التاسع على التوالي في يوليو (رويترز)
TT

السعودية تحافظ على صدارة موردي النفط للصين

ظلت السعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر التاسع على التوالي في يوليو (رويترز)
ظلت السعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر التاسع على التوالي في يوليو (رويترز)

ظلت السعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر التاسع على التوالي في يوليو (تموز) الماضي، لكن شحناتها من الخام انخفضت 10% على أساس شهري، بينما تراجعت الشحنات القادمة من روسيا 4% فقط.
وحسب بيانات من الإدارة العامة للجمارك في الصين، بلغ إجمالي شحنات السعودية 6.69 مليون طن في يوليو، أو ما يعادل 1.58 مليون برميل يومياً، مقارنةً مع 1.75 مليون برميل يومياً في يونيو (حزيران)، لكن بزيادة أكثر من الربع مقارنةً مع يوليو من العام الماضي. وبلغت الواردات من روسيا 6.64 مليون طن الشهر الماضي، أو ما يعادل نحو 1.56 مليون برميل يومياً، مقابل 1.62 مليون برميل يومياً في يونيو.
وهوى إجمالي واردات الصين من النفط الخام الشهر الماضي قرابة 20% عنه قبل عام، إذ واجهت شركات التكرير المستقلة مخصصات استيراد أقل عدداً في ظل تضييق حكومي على تداول التصاريح.
وزادت الواردات من ماليزيا لثلاثة أمثالها عنها قبل عام إلى 1.18 مليون طن، وارتفعت من 1.17 مليون طن في يونيو. وجرى تسجيل شحنات نفط من إيران وفنزويلا على أنها قادمة من ماليزيا بعد أن تم نقل الشحنات إلى المياه الماليزية لتجنب عقوبات أميركية وفقاً لمتعاملين و«فورتيكس أنالتيكس» المتخصصة في تتبع الناقلات. ولا تسجل البيانات الرسمية وصول نفط من إيران وفنزويلا. كما أظهرت البيانات أن الواردات من الإمارات انخفضت الشهر الماضي 46% عنها قبل عام.
وفي الأسواق، نزلت أسعار النفط أمس (الجمعة)، للجلسة السابعة على التوالي لتقترب من أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر، وتتجه صوب انخفاض أسبوعي يزيد على 7%، إذ أدت عمليات الإغلاق الجديدة في البلدان التي تواجه حالات متزايدة من سلالة «دلتا» المتحورة من فيروس «كورونا» إلى إضعاف توقعات الطلب على الوقود.
كما نال عزوف المستثمرين بصورة عامة عن المخاطر من النفط مع ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر بفضل مؤشرات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يفكر في تقليص برنامجه للتحفيز هذا العام.
وقال محللو السلع الأولية لدى «إيه إن زد» في مذكرة إن «انتشار السلالة دلتا في ظل نمو اقتصادي معتدل واحتمالات تشديد السياسة النقدية يسببان تموجات طفيفة قصيرة الأمد في سوق السلع الأولية. القيود المتزايدة على التنقلات تثير مخاوف بشأن الطلب على النفط».
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 سنت، بما يعادل 1.6%، إلى 65.37 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش، قرب أدنى مستوياتها منذ مايو (أيار)، ومنخفضة ما يزيد على 7% في الأسبوع.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم سبتمبر (أيلول) والتي انتهى أجلها أمس، 1.07 سنت، بما يعادل 1.7%، إلى 62.62 دولار للبرميل وانخفضت ما يزيد على 8% في الأسبوع.
وفرضت الصين قيوداً جديدة في ظل سياستها الخاصة بفيروس «كورونا» والتي تقضي بعدم السماح بأي حالات إصابة، مما أثر على سلاسل الشحن والتوريد العالمية، وفرضت الولايات المتحدة والصين قيوداً متبادلة على طاقة رحلات الطيران. وفي غضون ذلك، أدى تفشي السلالة «دلتا» في أستراليا ونيوزيلندا إلى فرض إجراءات عزل عام صارمة.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.