الدبيية يشترط للقاء حفتر اعترافه به رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع

صالح يطالب المجتمع الدولي بإلزام تركيا بإخراج قواتها من ليبيا

الدبيية يشترط للقاء حفتر اعترافه به رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع
TT

الدبيية يشترط للقاء حفتر اعترافه به رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع

الدبيية يشترط للقاء حفتر اعترافه به رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع

أعلن رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بأنه لا يعارض لقاء المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ورأى أن سيف الإسلام، النجل الثاني للرئيس الراحل معمر القذافي، «مواطن كباقي الليبيين، ولا اعتراض على ترشح مَن ليست لديه مشكلات قانونية».
وأبلغ الدبيبة وكالة «بلومبيرغ» أنه مستعد للاجتماع مع حفتر، الذي قال إنه عقد لقاءات عدة غير مباشرة معه في السابق، تركزت حول مسائل تبادل الأسرى، لكن شريطة اعترافه به كرئيس للحكومة ووزير للدفاع، كما أبدى استياءه من التصريحات الأخيرة «غير المشجعة» لحفتر، على حد تعبيره.
ومع أن الدبيبة قال إن حكومته حققت تقدماً نحو الموافقة على خروج «المرتزقة» من ليبيا؛ لكنه لم يحدد في المقابل أي موعد لرحيلهم، مكتفياً بالقول: «قد يخرجون في غضون شهر أو شهرين، لكنهم سيغادرون في النهاية».
وبعدما تعهد مجدداً بإجراء الانتخابات في وقتها، رغم تخوفه مما وصفه بالتدخلات الدولية، والأنظمة العسكرية التي قد تخلق عقبات أمام إجراء الانتخابات، رأى الدبيبة أنه بإمكان سيف الإسلام القذافي ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، بوصفه ابن قبيلة مهمة، لكنه اشترط في المقابل معالجة مشكلاته القانونية. في إشارة إلى المطالب المتكررة من المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه ومحاكمته.
في غضون ذلك، كشف الدبيبة عن تلقيه عروضاً استثمارية من شركات إيطالية وفرنسية، مشيراً إلى أنه بصدد طرح مشروعات للاستثمار في مؤتمرين للنفط والغاز مع نهاية العام.
من جهة أخرى، أكد محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، والسفير المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، في تصريحات صحافية التزامهما المشترك بإجراء انتخابات ديسمبر (كانون الأول) المقبل في الوقت المحدد لتلبية توقعات الشعب الليبي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، لدعم ليبيا مستقرة، موحدة وديمقراطية.
وقالت السفارة الأميركية في بيان لها إن المنفي ونورلاند، اللذين تحدثا هاتفياً مساء أول من أمس، وجّها دعوة لجميع الأطراف في ليبيا بالامتناع عن أي تعبئة قد يُنظر إليها على أنها تصعيد من شأنه أن يقوّض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتزامنت هذه التصريحات مع اتهام وجّهه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إلى الحكومة بعدم توحيد مؤسسات الدولة على نحو يسمح بمشاركة كل الأقاليم في السلطة.
وقال صالح في تصريحات لوسائل إعلام روسية، مساء أول من أمس، إن قانون انتخاب الرئيس من حيث الصلاحيات والشروط سيصدر عن مجلس النواب هذا الأسبوع، أو الأسبوع القادم، وحذر من أنه «إذا لم تتم الانتخابات في موعدها المحدد، فربما تتعرض البلاد إلى التقسيم، والعودة إلى الفوضى من جديد».
وطالب صالح بخروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وحث المجتمع الدولي على معاقبة تركيا، وإلزامها بإخراج قواتها من ليبيا، لافتاً إلى أن المبرر لوجودها هو الاتفاقية المبرمة مع حكومة «الوفاق» السابقة، برئاسة فائز السراج، الذي قال إنه لا يملك عقد المعاهدات التي رفضها مجلس النواب، وعدّها «كأن لم تكن».
في شأن قريب، رصدت وسائل إعلام محلية عودة ظهور الطائرات التركية المسيّرة (درون)، وإقلاع إحداها من قاعدة معيتيقة بالعاصمة طرابلس، واستعمالها كإسعاف خاصة في إطار ما وصفته بعمليات نقل مجهولة بين ضباط أتراك، وقوة «الردع الخاصة» المتمركزة في القاعدة.
وسبق هذا التحرك اجتماع مفاجئ بالعاصمة لقادة الميليشيات المسلحة، المحسوبة على تركيا والموالية للسلطة الانتقالية في ليبيا، بعد تصاعد رفضها لمطالب اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، بشأن إخراج القوات الأجنبية «والمرتزقة» من الأراضي الليبية.
كما ظهر صلاح الدين النمروش، وزير الدفاع الأسبق المحسوب على تركيا، وهو يرتدي الزي العسكري برتبة لواء في أول اجتماع له، بصفته آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، حيث ناقش مع عمداء البلديات الواقعة في نطاق الساحل الغربي، دعم وإعادة تفعيل دور المؤسسة العسكرية، وتحديد احتياجاتها ودعمها، وفتح باب القبول للتجنيد بالجيش.
في المقابل، انتقد عبد الوهاب الحجام، عميد نالوت، قرارات المجلس الرئاسي مؤخراً بشأن المناطق العسكرية، وقال في تصريحات تلفزيونية له مساء أول من أمس، إنها تفصّل على مقاس الميليشيات القبلية والجهوية، ووصفها بأنها «مهزلة لن تنفَّذ في مناطقنا». مضيفاً: «نحن غير ملزمين وغير معترفين بتلك القرارات غير المدروسة، لأنها تضر بسمعة المؤسسة العسكرية، ولا تراعي هيكلها التنظيمي».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.