إصابة أكثر من 200 فلسطيني في مواجهات مع الاحتلال

45 ألف مصلٍّ في الأقصى و3 آلاف في الإبراهيمي

TT

إصابة أكثر من 200 فلسطيني في مواجهات مع الاحتلال

أصيب أكثر من 200 فلسطيني، أحدهم بالرصاص الحي، والعشرات بالضرب أو بحالات اختناق بالغاز، خلال المسيرات الأسبوعية التي ينظمونها بعد صلاة الجمعة، والتي تقمعها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة. وقد وقع نصف عدد الإصابات في بلدة بيتا جنوب نابلس، التي تقيم مظاهرات يومية ضد الاستيطان على أراضيهم.
وصرح مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في نابلس، أحمد جبريل، بأن مواطناً أصيب بالرصاص الحي في منطقة الفخذ. وأن الطواقم الطبية تعاملت مع 12 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و91 بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، و12 أخرى توزعت بين السقوط والحروق، وجرى علاجها كلها ميدانيا. وقال جبريل، إن فلسطينيا أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و13 آخرين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات شبيهة في بيت دجن شرقي نابلس، تنديدا بالاستيطان على أراضي القرية. وقامت قوات الاحتلال باعتقال 5 من المشاركين في الوقفة، بينهم متضامنان أجنبيان.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية شرق قلقيلية، المناهضة للاستيطان وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» عن منسق المقاومة الشعبية بالقرية، مراد شتيوي. وفي أراض مهددة بالمصادرة قرب بلدة يطا جنوبي الخليل، أدى المئات صلاة الجمعة، فهاجمتهم القوات الإسرائيلية وفرقتهم بالقوة مستخدمة قنابل الصوت والغاز فأصيب عدد من المشاركين بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع.
يذكر أن نحو 3 آلاف مواطن فلسطيني أدوا صلاة الجمعة، أمس، في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، وسط تعزيزات لقوات الاحتلال في محيط الحرم. وقال مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة، إن هذه المشاركة تؤكد إصرار المواطنين على رفض إجراءات الاحتلال في الحرم وساحاته والتي كان آخرها شروع الاحتلال في إنشاء مصعد كهربائي ومسار سياحي. وأكد أن الصلاة جاءت تلبية لدعوات التواجد بالحرم دعما له في وجه إجراءات الاحتلال، فيما دعا أبو سنينة إلى مزيد من التواجد في الحرم في مواجهة إجراءات الاحتلال. وأشار إلى أن صلاة الجمعة تمت اليوم، وسط تعزيزات للاحتلال على الحواجز والبوابات المنتشرة في محيط الحرم الإبراهيمي.
أما في القدس فقد أدى 45 ألف مواطن صلاة الجمعة، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الاحتلال على أبوابه. وأفادت دائرة الأوقاف بالقدس، بأن «أبناء شعبنا في القدس وداخل أراضي الـ48 والضفة الغربية توافدوا لصلاة الجمعة في رحاب الأقصى، في الذكرى الأليمة لإحراقه من قبل المتطرف اليهودي، مايكل دينيس، قبل 52 عاما».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».