وفد برلماني برئاسة المغرب يلتقي رئيس الاتحاد الأفريقي

اطلع تشيسيكيدي على الاختلالات التي يعرفها برلمان أفريقيا

TT

وفد برلماني برئاسة المغرب يلتقي رئيس الاتحاد الأفريقي

أطلع وفد برلماني أفريقي، بقيادة المغرب، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، فيلكس تشيسيكيدي، في كينشاسا على الاختلالات التي يعرفها البرلمان الأفريقي.
وأوضح مجلس النواب المغربي في بيان أمس أن هذا اللقاء يأتي في إطار متابعة وتنفيذ التوصيات، الصادرة عن اللقاء التشاوري لرؤساء البرلمانات الأفريقية، المنعقد في الرباط في الثامن من يوليو (تموز) الماضي، برعاية البرلمان المغربي، والذي جرى خلاله المصادقة بالإجماع على البيان الختامي، الذي تطرق إلى عدد من الاختلالات المقلقة، التي شابت عمل البرلمان الأفريقي منذ مايو (أيار) الماضي.
ومثل رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي في هذا اللقاء نائبه محمد التويمي بنجلون، الذي استعرض نيابة عن لجنة المتابعة والمصالحة التوصيات، المنبثقة عن الاجتماع التشاوري، الذي عقد في الرباط، مؤكدا على ضرورة مواجهة الأسباب واستخلاص كل النتائج المترتبة عن فشل الدورة الأخيرة للبرلمان الأفريقي، وذلك من أجل التوصل إلى حل توافقي، وإعادة إطلاق الأنشطة القانونية للمؤسسة القارية
من جانبه، رحب الرئيس تشيسيكيدي بمبادرة المغرب، وأعرب عن أسفه العميق لما حدث خلال الدورة الرابعة للجمعية العمومية للبرلمان الأفريقي. وقال إن «مثل هذه الأحداث تعكس صورة سيئة للغاية عن القارة»، داعيا أعضاء البرلمان الأفريقي إلى تجاوز ما وقع «وتغليب المصالح العليا للقارة».
وخلص البيان إلى أن الرئيس الكونغولي تعهد بدعوة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى تنظيم اجتماع خاص يشارك فيه مكتب ندوة الرؤساء ورؤساء المجموعات الاقتصادية الإقليمية من أجل «بلورة التوجهات» المرتبطة بالأزمة، التي يمر بها البرلمان الأفريقي.
وكان رئيس مجلس النواب المغربي قد وجه انتقادات لاذعة إلى رئيس البرلمان الأفريقي، وذلك على خلفية أحداث شهدها البرلمان ما يعكس استمراراً للتوتر بين الرباط وبريتوريا. ويرجع ذلك التوتر إلى ما تروجه جنوب أفريقيا عن أطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما يثير حفيظة المغرب الذي حقق نتائج ميدانية ودبلوماسية مهمة ضد الجبهة.
وقال المالكي في كلمة له في يوليو الماضي، على هامش انطلاق أشغال اللقاء التشاوري لرؤساء البرلمانات الأفريقية في مجلس النواب المغربي، إن «بعض الفضائح ميزت الدورة الأخيرة في برلمان مجلس عموم أفريقيا خلال الدورة الأخيرة بجنوب أفريقيا، بالجميع تابع تلك الممارسات التي تنافي البناء الديمقراطي لقارتنا، ما جعل من هذه التجربة بائسة، ولا علاقة لها بما عشناه سابقا في القارة» وذلك في إشارة إلى جلسة انتخاب رئيس البرلمان الأفريقي، التي انعقدت في يونيو (حزيران) الماضي، وشهدت سجالات وعراكا بين ممثلي جنوب أفريقيا والمغرب، فيما واجه برلمانيو جنوب أفريقيا اتهامات بمحاولة سرقة صندوق التصويت، بعدما فقد حليفهم من زيمبابوي حظوظ نيل منصب رئيس البرلمان أمام مرشحة دولة مالي البرلمانية، عائشة سيسي. وبادرت آنذاك النائبة البرلمانية المغربية، مريم أوحساتي، بالتصدي لعملية خطف الصندوق أثناء عملية التصويت، ليتم الإعلان عن تعليق الأشغال، وبالتالي تأجيل انتخاب رئيس البرلمان.
ويرى مراقبون أن جنوب أفريقيا تحاول استغلال البرلمان الأفريقي للترويج لأطروحات جبهة البوليساريو.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.