البلجيكية «الصغيرة» تنطلق بجولتها العالمية وحيدة

زارا راذرفورد تنطلق بطائرتها حول العالم (إ.ب.أ)
زارا راذرفورد تنطلق بطائرتها حول العالم (إ.ب.أ)
TT

البلجيكية «الصغيرة» تنطلق بجولتها العالمية وحيدة

زارا راذرفورد تنطلق بطائرتها حول العالم (إ.ب.أ)
زارا راذرفورد تنطلق بطائرتها حول العالم (إ.ب.أ)

في المرحلة الأولى من مغامرة تجول خلالها على 52 بلدا وخمس قارات، انطلقت ابنة التسعة عشر ربيعا زارا راذرفورد من بلجيكا بطائرتها الصغيرة. الشابة البلجيكية البريطانية الجريئة تحلم بأن تصبح ذات يوم رائدة فضاء، لكن هدفها في الوقت الراهن هو أن تكون بالطائرة التي تقودها أصغر امرأة تكمل بمفردها رحلة جوية حول العالم.
واستهلت زارا رحلتها بعبور بحر المانش جواً من مسقطها مدينة كورتريك الواقعة ضمن إقليم الفلاندرز في غرب بلجيكا، إلى السواحل الإنجليزية. وهي تعتزم الانتقال تباعاً إلى المحطات الأخرى من رحلتها عبر البحار والمحيطات والصحارى والغابات والمساحات البرية الشاسعة في سيبيريا. وفي طائرتها الصغيرة الخفيفة من نوع «شارك يو إل» التي لا يتجاوز وزنها 325 كيلوغراماً وتعمل بواسطة المراوح، ستحاول زارا تجنب المطارات الرئيسية المزدحمة، باستثناء مطار جون كيندي في نيويورك، وتخطط بدلاً من ذلك للهبوط في المطارات الصغيرة لأخذ قسط من الراحة ليلاً والتزود وقوداً. وحصلت زارا على الإذن بالطيران فوق غرينلاند وهندوراس والمملكة العربية السعودية وبورما على سبيل التعداد، وستتولى بمفردها قيادة طائرتها في كامل الرحلات التي يستغرق كل منها ما بين خمس وست ساعات.
وتحمل زارا معها هاتفاً متصلاً بالأقمار الاصطناعية وجهاز اتصالات لا سلكية للتواصل مع مراقبي الحركة الجوية في البلدان التي يشملها مسار رحلتها، ولكن في قمرة القيادة، ستكون وحدها مع موسيقاها وتدويناتها الصوتية (بودكاست).
ومع أن أي طائرة أخرى لن تتبعها لتوفير الدعم لها إذا اقتضت الحاجة، خطط فريق معاونيها الموجود في بلجيكا بعناية للمغامرة، ولا سيما لجهة استحصاله سلفاً على التصاريح اللازمة لعبور المجال الجوي لنحو خمسين دولة. فبعد بلجيكا والجزر البريطانية، سيكون عبور المحيط الأطلسي أول تحد كبير لها، قبل أن تقودها رحلتها إلى سيبيريا ومنغوليا، وأحياناً إلى مواقع بعيدة جداً من المناطق المأهولة.
وقالت زارا لوكالة الصحافة الفرنسية «لم أنم جيداً. أنا شديدة التوتر ولكنني متحمسة. في الوقت الراهن، لا أزال غير مصدقة، ولكن سأبدأ بإدراك الأمر عندما أهبط في بريطانيا».
وانطلقت زارا في مغامرتها بوجود أفراد عائلتها وأصدقائها ورئيس بلدية المدينة وبعض الصحافيين الذين حضروا إلى مطار كورتريك - فيفلخم ليشهدوا بداية الرحلة.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.