نتنياهو يقترح على غانتس الانشقاق عن الحكومة

مقابل رئاسة الحكومة مدفوعاً باستطلاع بيّن تحسن موقعه

اجتماع الكابينيت في الحكومة السابقة بحضور نتنياهو (يمين) وغانتس (إ.ب.أ)
اجتماع الكابينيت في الحكومة السابقة بحضور نتنياهو (يمين) وغانتس (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يقترح على غانتس الانشقاق عن الحكومة

اجتماع الكابينيت في الحكومة السابقة بحضور نتنياهو (يمين) وغانتس (إ.ب.أ)
اجتماع الكابينيت في الحكومة السابقة بحضور نتنياهو (يمين) وغانتس (إ.ب.أ)

بعد أن أشار استطلاع رأي جديد إلى أن رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يرفع شعبيته ويزيد قوته من 30 إلى 32 مقعداً، تشجع نتنياهو وتوجه من جديد إلى وزير الأمن ورئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، باقتراح الانسحاب من الحكومة الحالية برئاسة نفتالي بنيت، لإسقاطها، وذلك مقابل تعيينه رئيساً للحكومة طيلة الدورة البرلمانية المقبلة، أي لأربع سنوات.
واعتبر بنيت هذا الاقتراح «محاولة يائسة من سياسي فاشل، لا يفهم أن الجمهور مل منه، ويصر على دق الأسافين داخل الائتلاف الحكومي». وقال مصدر في «الليكود» إن من حق نتنياهو وواجبه في المعارضة، أن يواصل جهوده لإسقاط هذه الحكومة الهشة.
وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر ناطقة بلسان نتنياهو، أنه لن ييأس من إمكانية إسقاط الحكومة وما زال يبحث عن منشقين محتملين في أحزاب الائتلاف اليمينية تحديداً، من حزبي «يمينا» برئاسة بنيت و«تكفا حدشا» برئاسة غدعون ساعر، لينضموا إلى المعارضة ويضعوا حداً للحكومة التي تستند إلى دعم الحركة الإسلامية. وهو يأمل في أن ينجح في ذلك قبل إقرار ميزانية الدولة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وذكرت الصحيفة، في تقرير رئيسي لها، أمس (الخميس)، أن نتنياهو يواصل محاولاته، «رغم إدراكه أن مالاً وفيراً يتوفر في الحكومة الحالية بشكل كبير، وسيوزع بسخاء على أي حزب يطلب تمويلاً، ولكن هذا لا يكفي. وبنيت يحتاج إلى قوى من المعارضة حتى يستطيع تمرير قانون الميزانية. وهو يحاول ذلك مع (القائمة المشتركة) للأحزاب العربية برئاسة أيمن عودة، لتمنحه شبكة أمان من خارج الائتلاف». ولكن الصحيفة شككت في قدرة بنيت على ذلك، وقالت إن «القائمة المشتركة تتألف من أحزاب متطرفة، ولذلك فإن ما نراه على الورق، أن الائتلاف سيصادق على الميزانية بأغلبية صوت واحد، لا يعكس الواقع أبداً».
ومع ذلك فإن نتنياهو يأخذ بالاعتبار احتمالات فشل تجنيد منشقين، ولذلك فقد لجأ إلى غانتس، وقد شجّعه على ذلك أن غانتس يرفض طمأنة حلفائه في الحكومة بأنه لن ينضم إلى نتنياهو، ويرد بأجوبة ضبابية. وقال، رداً على مقربين منه سألوه في الموضوع هذا الأسبوع: «ما أستطيع قوله هو إنه كان بإمكاني أن أكون رئيس حكومة، وأعتقد أنني قادر على أن أكون رئيس حكومة في أي نقطة في الزمن السياسي».
وحسب أولئك المقربين، فإن مشكلة غانتس هي أنه لا يثق بنتنياهو ويتوقع أن يطعن في ظهره في أي وقت. وما يجعله ضبابياً وغير حاسم، هو أنه يستفيد جداً من نشر عروض نتنياهو عليه، فهذا يجعل بنيت حذراً في التعامل معه ويسعى لإرضائه، وبذلك يقوي مكانته في الحكومة.
وكانت قناة 20 التلفزيونية، التابعة لليمين الاستيطاني، قد نشرت نتائج استطلاع رأي جديد يدل على أن الخريطة الحزبية في إسرائيل ستشهد تغييرات في حال إجراء انتخابات جديدة، من أهمها أن نتنياهو سيرتفع بمقعدين إضافيين، وغانتس سيرتفع ثلاثة مقاعد من 8 إلى 11 مقعداً، وحزب (يوجد مستقبل) برئاسة يائير لبيد سيحصل على 18 مقعداً. أما حزب غدعون ساعر، فسيسقط ولن يتجاوز نسبة الحسم. بينما سيرتفع اليمين المتطرف بقيادة بتصلئيل سموترتش من 6 إلى 7 مقاعد، والحركة الإسلامية سترتفع من 4 إلى 5 مقاعد، وذلك على حساب القائمة المشتركة التي ستهبط من 6 إلى 5 مقاعد. وتحافظ بقية الأحزاب على قوتها.
وبهذا، يحافظ الائتلاف الحكومي برئاسة بنيت على قوته 61 مقعداً، ويرتفع تكتل نتنياهو من 52 إلى 54 مقعداً.
ويعزو معدو الاستطلاع ارتفاع نتنياهو إلى أنه يعود إلى قناعة الجمهور بأنه أدار معركة مكافحة فيروس كورونا أفضل من بنيت. وكان استطلاع سابق نشر في نهاية الشهر الماضي، قد أشار إلى أن 52 في المائة من الجمهور يعتقد أن حكومة بنيت لا تفلح في هذه المهمة، وفقط 39 في المائة قالوا إنها تفلح. وقال 43 في المائة إن نتنياهو نجح في إدارة هذه الأزمة وقال 21 في المائة فقط إن بنيت يديرها بشكل أفضل.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.