خسائر نفطية حادة مع زيادة مخاوف الطلب

{برنت} لأدنى مستوى منذ مايو عند 66 دولاراً

انخفض النفط إلى 66 دولاراً للبرميل الخميس تحت وطأة المخاوف من ضعف الطلب (رويترز)
انخفض النفط إلى 66 دولاراً للبرميل الخميس تحت وطأة المخاوف من ضعف الطلب (رويترز)
TT

خسائر نفطية حادة مع زيادة مخاوف الطلب

انخفض النفط إلى 66 دولاراً للبرميل الخميس تحت وطأة المخاوف من ضعف الطلب (رويترز)
انخفض النفط إلى 66 دولاراً للبرميل الخميس تحت وطأة المخاوف من ضعف الطلب (رويترز)

انخفض النفط إلى 66 دولارا للبرميل الخميس، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار)، تحت وطأة المخاوف من ضعف الطلب مع زيادة الإصابات بـ(كوفيد - 19) وارتفاع الدولار الأميركي وقفزة مفاجئة في مخزونات البنزين الأميركية. وحذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار سلالة دلتا المتحورة من فيروس «كورونا» في المناطق التي تتراجع فيها معدلات التطعيم. وارتفعت الوفيات المرتبطة بفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي.
وسجل الدولار أعلى مستوى في تسعة أشهر مما أثر على السلع المسعرة بالعملة الأميركية.
وبحلول الساعة 09:05 بتوقيت غرينيتش، كان خام برنت منخفضا 2.10 دولار، بما يعادل 3.1 في المائة، إلى 66.13 دولار للبرميل بعدما لامس أدنى مستوياته منذ 21 مايو. ونزل خام غرب تكساس الأميركي الوسيط 2.28 دولار، بما يعادل 3.5 في المائة، إلى 63.18 دولار للبرميل بعدما تراجع وصولا إلى 62.96 دولار، وهو أيضا المستوى الأدنى منذ 21 مايو. ويتراجع كل من خام برنت والخام الأميركي منذ ستة أيام متتالية، في أطول سلسلة خسائر منذ هبوط استمر ستة أيام أيضا لعقود الخامين انتهى في 28 فبراير (شباط) 2020.
وقال نعيم أسلم من شركة أفا تريد للسمسرة: «المخاوف من ضعف توقعات الطلب نتيجة لزيادة حالات الإصابة بفيروس (كورونا) في مختلف أنحاء العالم ساهمت في الانخفاض».
وقال كريج إرلام كبير محللي السوق لدى أواندا أوروبا في مذكرة إن هبوط أسعار النفط نتج عن تباطؤ النمو في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مع فرضها المزيد من القيود بسبب زيادة إصابات (كوفيد - 19) وبعض الضعف في بيانات أميركية صدرت الأسبوع الماضي.
وأدى ارتفاع مفاجئ في مخزونات البنزين الأميركية الأسبوع الماضي أيضا لزيادة المخاوف حيال بطء الطلب، خاصة أن صيف نصف الكرة الشمالي هو الوقت الذي يشهد عادة ذروة الطلب على الوقود.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية مساء الأربعاء إن مخزونات البنزين ارتفعت 696 ألف برميل إلى 228.2 مليون برميل، بينما توقع المحللون انخفاضا قدره 1.7 مليون برميل. لكن الإدارة قالت أيضا إن مخزونات الخام الأميركية انخفضت 3.2 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 435.5 مليون، وهو المستوى الأدنى منذ يناير (كانون الثاني) 2020.
ويعزز ارتفاع الدولار الضغوط. وصعد الدولار وسط توقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في تقليص برنامج التحفيز هذا العام. ويجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى ويؤثر عادة على الأسعار.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا المدير العام للبحوث لدى نيسان للأوراق المالية إن «ذروة موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة تنتهي قريبا، في الوقت الذي من المقرر أن ترفع فيه البلاد الإنتاج... ستظل أسعار النفط تحت الضغوط في الأجل القصير من عوامل موسمية ومخاوف الجائحة».
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات رسمية الخميس أن صادرات النفط الخام السعودية زادت إلى 5.965 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران)، من 5.649 مليون برميل يوميا في مايو. وتقدم الرياض وأعضاء آخرون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أرقام التصدير الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة (جودي) التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.


مقالات ذات صلة

الغيص يُسلط الضوء على فقر الطاقة في أفريقيا

الاقتصاد أمين عام «أوبك» يتحدث في مائدة مستديرة تضم وزراء نفط أفارقة في مؤتمر «أسبوع الطاقة الأفريقي 2024» (حساب «أوبك» على «إكس»)

الغيص يُسلط الضوء على فقر الطاقة في أفريقيا

قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، إن مستقبل النفط والغاز في القارة الأفريقية يتمتع بنظرة إيجابية من توقعات «أوبك».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إحدى الحفارات التابعة لـ«الحفر العربية» (موقع الشركة)

تعليق 3 منصات بحرية يهبط بأرباح «الحفر» السعودية في الربع الثالث

تراجع صافي أرباح شركة «الحفر العربية» السعودية بنسبة 39.4 في المائة في الربع الثالث من العام الحالي، على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ملصق مكتوب عليه «نفط خام» على جانب خزان تخزين بحوض بيرميان في مينتون بمقاطعة لوفينغ- تكساس (رويترز)

النفط يتراجع مع إغلاق معظم مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة

هبطت أسعار النفط أكثر من واحد في المائة اليوم (الأربعاء) مع تماسك الدولار بفعل رهانات السوق على أن انتخابات الرئاسة الأميركية قد تميل لصالح دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مجلس الوزراء العراقي مجتمعاً برئاسة محمد شياع السوداني (وكالة الأنباء العراقية)

حكومة العراق تأمر إقليم كردستان بنقل إنتاج النفط إلى «سومو» على الفور

قالت الحكومة العراقية، يوم الثلاثاء، إنها أمرت إقليم كردستان بنقل إنتاجه النفطي على الفور إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو).

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد ويبين لي نائب الرئيس لهندسة النفط والغاز في شركة «جيريه» وعبد المنعم الكندي المدير التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في شركة «أدنوك» خلال توقيع العقد (الشرق الأوسط)

«أدنوك» الإماراتية تُرسي عقداً للتحكم بالآبار عبر حلول الذكاء الاصطناعي

أرست «أدنوك» الإماراتية عقداً بقيمة 920 مليون دولار للتحكم بالآبار عبر حلول الذكاء الاصطناعي على شركة «جيريه أويل آند غاز»

«الشرق الأوسط» (دبي)

منطقة اليورو مهددة بركود اقتصادي بعد فوز ترمب

سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

منطقة اليورو مهددة بركود اقتصادي بعد فوز ترمب

سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

مع تحول «ترمب 2.0» إلى واقع، أصبحت أوروبا على استعداد لنزول مستنقع جيوسياسي وتجاري جديد مع أكبر شركائها التجاريين.

وقد يلحق فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الضرر بالاقتصاد الأوروبي، فالرسوم الجمركية الأميركية المقترحة بنسبة 10 في المائة قد تؤثر على الصادرات الأوروبية، مثل السيارات والمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى تآكل الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنسبة تصل إلى 1.5 في المائة أو نحو 260 مليار يورو.

ويحذر المحللون من خفض «البنك المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة، وضعف اليورو، وخطر الركود.

وفق كثير من التحليلات الاقتصادية، هناك اتفاق واسع النطاق على أن التعريفات الجمركية الشاملة التي اقترحها ترمب بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات الأميركية، قد تعطل النمو الأوروبي بشكل كبير، وتزيد من حدة التباين في السياسة النقدية، وتفرض ضغوطاً على القطاعات الرئيسية المعتمدة على التجارة، مثل السيارات والمواد الكيميائية.

وقد تكون التأثيرات طويلة الأجل على مرونة الاقتصاد الأوروبي أكثر أهمية؛ إذا كانت التعريفات الجمركية أدت إلى صراعات تجارية مطولة، مما دفع «البنك المركزي الأوروبي» إلى الاستجابة بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير لتخفيف التأثير، وفق «يورو نيوز».

والرسوم الجمركية التي اقترحها ترمب على الواردات، بما فيها تلك الآتية من أوروبا، قد تؤثر بشكل عميق على قطاعات تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى أميركا.

وتظهر بيانات «المفوضية الأوروبية» أن «الاتحاد الأوروبي» صدّر سلعاً بقيمة 502.3 مليار يورو إلى الولايات المتحدة في عام 2023، وهو ما يمثل خُمس إجمالي الصادرات غير الأوروبية.

وتتصدر الصادراتِ الأوروبية إلى الولايات المتحدة الآلاتُ والمركباتُ (207.6 مليار يورو)، والمواد الكيميائية (137.4 مليار يورو)، والسلع المصنَّعة الأخرى (103.7 مليار يورو)، وتشكل معاً نحو 90 في المائة من صادرات الكتلة عبر المحيط الأطلسي.

ويحذر محللون في بنك «إيه بي إن أمرو» بأن الرسوم الجمركية «ستتسبب في انهيار الصادرات إلى الولايات المتحدة»، حيث من المرجح أن تكون الاقتصادات المعتمدة على التجارة، مثل ألمانيا وهولندا، الأكثر تضرراً.

ووفق «البنك المركزي الهولندي»، فإن الرسوم الجمركية المتوقعة من شأنها أن تخفض النمو الأوروبي بنحو 1.5 نقطة مئوية، وهو ما يعني خسارة اقتصادية محتملة قدرها 260 مليار يورو، استناداً إلى الناتج المحلي الإجمالي المقدر لأوروبا في عام 2024 بنحو 17.4 تريليون يورو.

وإذا تعثر نمو أوروبا تحت وطأة هذه الرسوم الجمركية المقترحة، فقد يضطر «البنك المركزي الأوروبي» إلى الرد بقوة، وخفض أسعار الفائدة إلى نحو الصفر بحلول عام 2025.

وفي المقابل، قد يستمر «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في رفع أسعار الفائدة، مما يؤدي إلى «أحد أكبر وأطول الاختلافات في السياسة النقدية» بين «البنك المركزي الأوروبي» و«الاحتياطي الفيدرالي» منذ إنشاء اليورو في عام 1999.

يرى ديرك شوماخر، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي الأوروبي في مؤسسة «ناتيكسيس كوربوريت» الألمانية، أن زيادة التعريفات بنسبة 10 في المائة قد تقلل الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.5 في المائة بألمانيا، و0.3 في المائة بفرنسا، و0.4 في المائة بإيطاليا، و0.2 في المائة بإسبانيا.

ويحذر شوماخر بأن «منطقة اليورو قد تنزلق إلى الركود بتأثير التعريفات الجمركية الأعلى».

كما أن أرباح الشركات الأوروبية والاستثمارات في خطر، فوفقاً لخبراء الاقتصاد في «غولدمان ساكس»، فمن المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية واسعة النطاق إلى تآكل الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنحو واحد في المائة.

ويتوقع الخبراء أن تؤدي خسارة واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلى ضربة لأرباح سهم «EPS» للشركات الأوروبية بنسبة بين 6 و7 نقاط مئوية، وهذا سيكون كافياً لمحو نمو ربح السهم المتوقع لعام 2025.