طوابير أمام محطات البنزين قبل نفاد المخزون الأسبوع المقبل

أزمة المحروقات أوقفت الإنترنت عن 14 ألف مشترك

تشييع أربعة من ضحايا انفجار خزان البنزين في عكار أمس (إ.ب.أ)
تشييع أربعة من ضحايا انفجار خزان البنزين في عكار أمس (إ.ب.أ)
TT

طوابير أمام محطات البنزين قبل نفاد المخزون الأسبوع المقبل

تشييع أربعة من ضحايا انفجار خزان البنزين في عكار أمس (إ.ب.أ)
تشييع أربعة من ضحايا انفجار خزان البنزين في عكار أمس (إ.ب.أ)

تهافت اللبنانيون أمس على محطات البنزين لملء خزانات سياراتهم بالوقود، قبيل انتهاء المخزون الذي سينفد منتصف الأسبوع المقبل، فيما انقطعت خدمة الإنترنت في لبنان عن 14 ألف مشترك بالحد الأدنى، بسبب انقطاع مادة المازوت التي تشغل محطات الاتصالات.
وامتدت الطوابير أمام محطات المحروقات إلى مسافات بعيدة، واضطر بعض اللبنانيين للوقوف أكثر من 6 ساعات ليتمكنوا من تعبئة خزانات سياراتهم، فيما ركنها آخرون أمام المحطات بانتظار ملء خزاناتها في اليوم التالي.
وفي عكار في شمال لبنان، تم تشييع عدد من ضحايا الانفجار الذي وقع صباح الأحد الماضي بسبب حرق شب في أحد الخزانات الذي كان ممتلئاً بالبنزين، وذهب ضحيته 30 قتيلاً وعشرات الجرحى الذين أصيب بعضهم بحروق بالغة.
وقال عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس لـ«الشرق الأوسط»، إن «المخزون من مادة البنزين الموجود لدى الشركات قد يكفي حتى نهاية الأسبوع، والمخزون الموجود في المحطات يكفي إلى منتصف الأسبوع القادم». وأكد أن «الاشتباك ما زال قائما بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبين الحكومة»، في إشارة إلى تأكيد سلامة عجزه عن الاستمرار بدعم المحروقات طارحاً البديل بالذهاب إلى الشراء على سعر صرف الدولار في السوق السوداء (18500 ليرة للدولار)، في حين تتمسك الحكومة بالبيع على سعر صرف 3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد.
وكان مصرف لبنان المركزي قد أعلن الأسبوع الماضي أنه لم يعد بإمكانه مواصلة دعم استيراد البنزين والمازوت، مما ينهي فعليا الدعم ويؤدي إلى زيادات حادة في الأسعار. ويشترط سلامة إقرار قانون في البرلمان يسمح له باستخدام الاحتياطي الإلزامي لدى مصرف لبنان للاستمرار بالدعم.
وفي حين أشار البراكس إلى أن مخزون البنزين يكفي حتى منتصف الأسبوع المقبل، أعلن ممثل موزّعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أمس، أن مخزون الشركات من البنزين نفد، وأشار إلى أن لا اتفاق حتى اليوم بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزارة الطاقة والمسؤولين، وقال: «المواطن يُذلّ».
وتصاعدت التحذيرات من أن تطال أزمة المحروقات القطاع الاستشفائي. وأكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون في تصريح صحافي، أن «الوضع مأساوي، نتسول المحروقات يوماً بيوم»، وقال: «كان من الممكن أن نصل إلى مرحلة نفقد فيها مرضى بسبب الأزمة التي تعصف بالقطاع الصحي».
وعاشت مستشفيات عدة في لبنان القلق خلال الأيام الماضية، حيث هددت أزمة المحروقات بتوقفها عن العمل، وساهمت شركات محروقات ومحطات محددة، إضافة إلى مبادرات فردية في تأمين مخزون من مادة المازوت في عدد من المستشفيات، الأمر الذي جنب البلاد كارثة صحية، لكنه لم يلغها، فالمخزون المؤمن يكفي لأيام معدودة فقط ومن بعدها ستعود الأمور إلى نقطة الصفر مجدداً.
وطالت أزمة المحروقات قطاع الاتصالات أيضا، وشهد لبنان انقطاعا للاتصالات بجميع الشركات العاملة، بما فيها شبكتا الخلوي «ألفا» و«تاتش» المملكوتان للدولة، بالإضافة إلى شبكة هيئة «أوجيرو» التي تدير الخطوط الثابتة والإنترنت الثابت (DSL) في البلاد.
وشهدت معظم المناطق في لبنان انقطاع خدمات الاتصالات، من مدينة صور جنوبا إلى حلبا شمالا مرورا بجونيه وجوارها والهرمل والقرى المجاورة في شرق البلاد، إضافة إلى العديد من القرى والبلدات في منطقتي حاصبيا والبقاع الغربي.
وأوضح مدير عام هيئة «أوجيرو» عماد كريدية لـ«الشرق الأوسط» أن «انقطاع خدمة الإنترنت في لبنان طال 14 ألف مشترك من أصل مليون مشترك لم تصلهم الخدمة»، مؤكدا أن الغالبية العظمى ما زالت تحصل على خدمة الإنترنت تماما كما كانت قبل الأزمة.
وأوضح أن «انقطاع تسليم المحروقات الذي حصل في عطلة الأسبوع الماضي نظرا للبلبلة التي حصلت بعد قرار حاكم مصرف لبنان رفع الدعم، دفع المنشآت النفطية إلى «عدم تسليم مادة المازوت»، مشيرا إلى أن «عدم تسليم المازوت لهيئة أوجيرو تسبب بانقطاعه عن السنترالات البعيدة وتوقفت عن العمل كليا».
ولا يستطيع كريدية تأكيد حصول الحل النهائي لمشكلة انقطاع خدمة الإنترنت، موضحا أنه «لطالما هناك مازوت، فالخدمة مستمرة»، منبهاً من أنه «في حال أوقفت المنشآت النفطية تسليمنا مادة المازوت أو الأوضاع الأمنية في الشارع حالت دون وصول المادة إلى السنترالات، فإنني لا أستطيع أن أضمن استمرار الخدمة في المناطق»، رغم تأكيده أنه تقنيا «نحن على جهوزية تامة ونستطيع إيصال الخدمة لكل مواطن موجود في منزله».
في غضون ذلك، يستمر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بضبط المحروقات المخزنة بانتظار رفع الدعم وتاليا بيعها على سعر مرتفع. وأفادت قوى الأمن الداخلي عبر حسابها على «تويتر» أمس بضبط فصيلة الهرمل أكثر من 20 ألف لتر من البنزين في خزانات عائدة لثلاث محطات وقود، وإجبار أصحابها على فتحها وتعبئة الوقود للمواطنين بناء على إشارة القضاء المختص».
كما ضبطت قيادة الجيش «خزانين داخل محطة محروقات مهجورة في بلدة الحلوسية (الجنوب) تحتوي 9800 ليتر من مادة البنزين تم إلزام أصحابها ببيعها للمواطنين بحسب التسعيرة الرسمية، و11500 لتر من مادة المازوت تم توزيعها على أصحاب المولدات».



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.