الدبيبة يتعهد مجدداً إجراء الانتخابات الليبية في موعدها

توافق أعضاء البرلمان على مشروع قانون لانتخاب الرئيس المقبل بشكل مباشر من قبل الشعب

رئيس الحكومة الليبية في ندوة حوارية عن الانتخابات (منصة حكومتنا)
رئيس الحكومة الليبية في ندوة حوارية عن الانتخابات (منصة حكومتنا)
TT

الدبيبة يتعهد مجدداً إجراء الانتخابات الليبية في موعدها

رئيس الحكومة الليبية في ندوة حوارية عن الانتخابات (منصة حكومتنا)
رئيس الحكومة الليبية في ندوة حوارية عن الانتخابات (منصة حكومتنا)

تعهد عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية، مجدداً بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها، المقرر نهاية العام الحالي، والتصدي لمن وصفهم بـ«الفاشلين»، وذلك بعد ساعات من إعلان مجلس النواب توافق أعضائه على مشروع قانون، هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد، لانتخاب الرئيس المقبل بشكل مباشر من قبل الشعب.
وقال الدبيبة في ندوة حوارية حول الانتخابات القادمة، نظمتها اللجنة الوزارية المعنية بدعمها وإنجاحها، مساء أول من أمس بالعاصمة طرابلس، إنه «لا هدف أمام الحكومة بوزاراتها ومؤسساتها إلا الوصول إلى الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، الذي لا نريده حلما، بل واقعا في ظل تنفيذ انتخابات حرة نزيهة، ينتخب فيها الليبيون من يريدون في تبادل سلمي للسلطة».
وأضاف الدبيبة في الندوة، التي حضرها عدد من الوزراء ورؤساء البعثات السياسية والدبلوماسية المعتمدة أن «الفاشلين هم الذين سيتصدون للنجاح، ولا يريدون للانتخابات أن تنفذ في موعدها، ونحن نقول لن نترككم، وسنقفل الطريق أمامكم، ولا بد لليبيين من الوصول إلى الانتخابات».
وتابع الدبيبة موضحا: «بعد سنوات من إدارة الفاشلين، الذين لم يتركوا الكراسي، لابد من إزاحتهم وترك الأمر للشباب والشعب الليبي، ومشروع الانتخابات لابد من الوصول إليه»، مكررا قوله: «أنا مع الانتخابات. والحكومة رصدت مبلغ 50 مليون دينار حسب طلب المفوضية العليا للانتخابات، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 200 مليون دينار لصالح وزارة الداخلية للمساهمة في تنفيذ، وتأمين الانتخابات وتوفير الإمكانيات لها».
وطالب الدبيبة المفوضية بالتوقف عن قبول أي أموال من الخارج، مؤكدا قدرة الحكومة على دعمها وتوفير الأموال التي تحتاج إليها، داعيا إلى توسيع مشاركة الشباب والمرأة في الانتخابات، وإظهار دورهم في هذه المرحلة «لكونهم يمثلون النسبة الأعلى من السكان، والقوة الفاعلة في البناء والتنمية».
في سياق ذلك، أكد الدبيبة في رسالة وجهها أمس إلى عماد السائح، رئيس مفوضية الانتخابات، استعداد الحكومة لأي التزامات أو مصاريف تحتاج إليها المفوضية، فيما يخص التجهيز للانتخابات، معتبرا أن «الأمر لا يتطلب تلقي الدعم من أي منظمة دولية، أو محلية لإنجاز الاستحقاق الوطني».
بدوره، أكد وزير الداخلية خالد مازن تجهيز نحو 37 ألفا من عناصر الشرطة، وخطة لتأمين الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاحها، بما في ذلك تأمين مراكز الاقتراع، وخلق بيئة آمنة للناخبين والمراقبين والإعلاميين، وحماية صناديق الاقتراع.
وكان عبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب، قد أعلن عقب ختام جلسته مساء أول من أمس، بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، أنه تم إحالة مشروع الانتخابات الرئاسية إلى اللجنة التشريعية بالمجلس لصياغته النهائية، بعد استكمال مناقشته بشكل كامل، لافتا إلى أن المجلس عمم مشروع قانون الميزانية العامة للدولة للعام الحالي المُعدل مرة أخرى، من قبل الحكومة على أعضاء المجلس.
في غضون ذلك، اتهم محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة الوطنية»، اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بـ«الانحراف عن مسارها المهني، والتدخل في الشؤون السياسية، بطلبها تعيين وزير للدفاع».
وبعدما تخوف من أن تصبح اللجنة «سلطة جديدة فوق السلطات القائمة»، حذر الحداد مما وصفه بالانعكاسات السلبية لهذه «التدخلات المرفوضة» على مهام المجلس الرئاسي، برئاسة محمد المنفي، باعتباره القائد الأعلى الوحيد للجيش، وعلى مهام حكومة «الوحدة» المنوط بها إدارة الشأن العام وحدها دون غيرها.
وطلب الحداد من المنفي والدبيبة التدخل لوقف «التجاوزات التي لا تخدم حالة السلم السياسي والمجتمعي، وأن يكون عمل اللجنة مهنيا طبقا لسياساتهما».
في شأن آخر، ظهرت أمس بوادر منافسة بين «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية للسلطة الانتقالية في البلاد، على فتح منظومة المياه بالنهر الصناعي من منطقة الشويرف، التي أغلقها أنصار عبد الله السنوسي، صهر العقيد الراحل معمر القذافى والرئيس السابق للاستخبارات الليبية، المعتقل حاليا في أحد سجون العاصمة طرابلس في محاولة لإطلاق سراحه، بدعوى تدهور وضعه الصحي.
وعزز «الجيش الوطني» بشكل مفاجئ من قواته، وسط معلومات عن إعلان مرتقب من رئيسه أركانه الفريق عبد الرزاق الناظوري بعودة المياه.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.