وزيرة ليبية تبحث في القاهرة أزمة «المتزوجات من مصريين»

وفاء الكيلاني مع القائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للسفارة)
وفاء الكيلاني مع القائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للسفارة)
TT

وزيرة ليبية تبحث في القاهرة أزمة «المتزوجات من مصريين»

وفاء الكيلاني مع القائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للسفارة)
وفاء الكيلاني مع القائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للسفارة)

تصدرت الملفات الحيوية للجالية الليبية بالقاهرة مباحثات وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة «الوحدة الوطنية»، وفاء أبو بكر الكيلاني، مع القائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة، السفير محمد عبد العالي مصباح.
وفي أولى محطاتها الخارجية منذ توليها حقيبة الشؤون الاجتماعية، وصلت وفاء الكيلاني إلى القاهرة أول من أمس، والتقت بمصباح الذي استعراض معها العديد من المشاكل، المتعقلة بالجالية الليبية، وما تحتاجه من اهتمامات ومساعدات، ومن بينها قضية الليبيات المتزوجات من مصريين. وتعد قضية عدم منح الجنسية لأبناء الليبيات، المتزوجات من أجانب، واحدة من أبرز الأزمات التي تؤرق النساء الليبيات، والتي يكافحن من أجلها منذ سنوات، ويطالبن بتعديل القوانين بهدف «الحصول على حقوقهن».
وسبق لآمال الناني، رئيسة جمعية «أنا ليبية وابني غريب» (غير حكومية)، وصف واقع الليبيات اللواتي تزوجن من أجانب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنه «مؤلم ومرير، وذلك بسبب معاملة أزواجهن وأبنائهن معاملة الأجانب، وهو ما ينجم عنه حرمانهم من التعليم والعلاج المجاني، وأي امتيازات أو منح تقدمها الدولة لمواطنيها، مثل منحة أرباب الأسر».
وقالت السفارة الليبية بالقاهرة في بيان، أمس، إنه إلى جانب مناقشة قضية الليبيات المتزوجات من مصريين، تطرق اللقاء أيضاً إلى بحث ملف مشكلة المرضى الليبيين، الذين يتلقون العلاج بمصر، وما يحتاجونه من دعم نفسي واجتماعي خلال فترة تلقيهم العلاج.
تجدر الإشارة إلى أن المادة رقم (11) من قانون الجنسية لعام 2010 لم تمنع حصول أبناء الليبيات المتزوجات من أجنبي على الجنسية، إلا أنها قيدت ذلك الحق بما تضمنته اللائحة التنفيذية للقانون من ضوابط عديدة. فمثلاً «إذا كان عمر هؤلاء الأبناء أقل من 18 عاماً فإنه لا يجوز لهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية إلا في حالة وفاة الوالد الأجنبي، أو اعتباره مفقوداً بحكم قضائي، وإذا تجاوز الأبناء هذه السن يتوجب عليهم إحضار ما يثبت موافقة الأهل على طلب اكتساب الجنسية. بالإضافة إلى مستندات تفيد بحصول والديهم على موافقة مسبقة من وزارة الشؤون الاجتماعية قبل عقد قرانهما، وبعدها يكون الأمر متروكاً لتقدير السلطات المختصة في قبول هذا الطلب أو رفضه».
كما ناقشت الوزيرة مع القائم بأعمال السفارة ملف أطفال التوحد من الليبيين الموجودين في مصر، ومدى إمكانية إيجاد حل لهم بالتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات ذات العلاقة، ودراسة إمكانية توطين تقديم خدمة الرعاية لهم محلياً.
ونظراً للعدد الكبير للجالية الليبية في مصر، بحسب السفارة، فقد تم التنويه بأهمية وجود ملحق اجتماعي بالسفارة الليبية بالقاهرة، تعهد إليه مهمة التواصل مع أبناء الجالية، وتقديم يد العون والمساعدة لهم في كافة القضايا والمشاكل الاجتماعية، التي يتعرضون لها، شأنهم في ذلك شأن الليبيين الموجودين داخل البلاد.
وشددت الوزيرة، التي قدمت درع الوزارة للسفير، على أهمية التواصل المستمر مع السفارة الليبية بالقاهرة بغية التعاون المشترك من أجل حلحلة المشاكل، التي تواجهها الجالية والتي تقع ضمن اختصاصات وزارتها، مثمنة جهود طاقم السفارة المبذولة في سبيل خدمة المواطن الليبي «رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجههم».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».