بلد قد يُمسح من الخريطة العالمية بسبب تغير المناخ

صورة التقتطها وكالة ناسا تظهر جزيرة توفالو المرجانية من الفضاء (أرشيفية - رويترز)
صورة التقتطها وكالة ناسا تظهر جزيرة توفالو المرجانية من الفضاء (أرشيفية - رويترز)
TT

بلد قد يُمسح من الخريطة العالمية بسبب تغير المناخ

صورة التقتطها وكالة ناسا تظهر جزيرة توفالو المرجانية من الفضاء (أرشيفية - رويترز)
صورة التقتطها وكالة ناسا تظهر جزيرة توفالو المرجانية من الفضاء (أرشيفية - رويترز)

كشف تقرير مناخي جديد أن توفالو، الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادي، قد تُمحى من الخريطة في غضون بضع مئات من السنين، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
تم نشر التحليل العميق الذي ينظر في تأثيرات ومستقبل الاحترار العالمي من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في 9 أغسطس (آب)، قبل مؤتمر «سي أو بي 26» المقرر عقده في غلاسكو في أكتوبر (تشرين الأول).
وأظهر التحليل أن الحرارة في أستراليا قد ارتفعت بالفعل بمقدار 1.4 درجة مئوية، وتوقع أن ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.8 درجة مئوية بحلول عام 2040، و3.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
وفيما يتعلق بمستويات سطح البحر، أبلغت اللجنة عن ارتفاع قدره 20 سم بين عامي 1901 و2018 بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وذوبان الأنهار الجليدية، مما يقدر ارتفاعاً إضافياً يتراوح بين 15 و25 سم بحلول عام 2050.
نظراً لأن توفالو - المنتشرة عبر ثلاث جزر مرجانية في منتصف الطريق بين أستراليا وهاواي - لديها أعلى نقطة تبلغ 4.5 متر فقط فوق مستوى سطح البحر، فقد تزايدت المخاوف من أن البلاد ستُبتلع في نهاية المطاف بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر.
كما أن أرخبيلات أخرى تقع بالقرب من مستوى سطح البحر، مثل جزر سليمان ومارشال، معرضة أيضاً لخطر المسح.
قدرت الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 350 ألف شخص يعيشون في جزر مرجانية منخفضة سيحتاجون إلى إعادة توطينهم في الخارج إذا أدى ارتفاع منسوب البحار لجعل أوطانهم غير صالحة للسكن.
وقالت عالمة المناخ الأسترالية شاين ماكغريغور لموقع «نيوز.كوم» رداً على التقرير: «يبدو الأمر قاسيا، لكن من الصعب حقاً تخيل أن بعض هذه الأماكن المنخفضة ستبقى موجودة».
وأضافت «قد تكون أعلى نقطة فوق مستوى سطح البحر في توفالو 4.6 متر لكن الارتفاع العام من مستوى سطح البحر يصل إلى ما يقرب من 1.2 متر، وهو منخفض للغاية، وليس لديهم الكثير من الدفاعات».
في أعقاب التقرير، أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أداة جديدة عبر الإنترنت تمكن المشاهدين من معرفة كيفية توقع ارتفاع مستويات سطح البحر في منطقتهم خلال العقود القادمة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)
الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق أحداث الطقس المتطرفة كلّفت العالم تريليوني دولار خلال عقد (أ.ب)

تقرير: الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار خلال العقد الماضي

كشف تقرير جديد عن أن الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار على مدى العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».