غارات روسية على «داعش» في البادية السورية

TT

غارات روسية على «داعش» في البادية السورية

نفذت طائرات حربية روسية عشرات الغارات الجوية على البادية السورية لاستهداف تنظيم «داعش».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قصفت طائرات روسية بأكثر من 30 غارة بادية الشولا جنوب دير الزور، وبادية الرصافة غرب الرقة، تزامناً مع استمرار عمليات البحث عن عناصر تنظيم داعش، وتفجير المغر التي يتوقع أن عناصر التنظيم يستخدمونها في التخفي وتخزين المواد اللوجيستية لهم».
وفي 12 الشهر الجاري، قُتل عنصران من الميليشيات الإيرانية من الجنسية السورية، جراء انفجار لغم أرضي على سلسلة جبال البشري في بادية الرقة الشرقية، حيث تنشط خلايا تنظيم «داعش» في المنطقة.
كما شن عناصر التنظيم هجوماً على نقاط تابعة للدفاع الوطني التابع لقوات النظام، في باديتي المسرب والمدحول بريف دير الزور الغربي، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية في صفوف عناصر الدفاع الوطني.
وفي نهاية الشهر الماضي، قُتل سبعة عناصر على الأقل من قوات النظام في هجوم شنته عناصر تنظيم «داعش» في شرق سوريا.
ومنذ إعلان القضاء على مناطقه في 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ تنظيم «داعش» إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.
وأفاد «المرصد» بأن «عناصر تنظيم (داعش) شنّوا خلال الساعات الماضية هجوماً واسعاً على قوات النظام والمجموعات الموالية لها في بادية دير الزور، وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة الرقة» المحاذية.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين إثر الهجوم؛ ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام وخمسة مقاتلين من التنظيم المتطرف.
ومع ازدياد هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة ضد قوات النظام، تحولت البادية مسرحاً لاشتباكات ترافقها غارات روسية، دعماً للقوات الحكومية، وتستهدف مواقع مقاتلي التنظيم.
ووثق «المرصد» منذ مارس (آذار) 2019، مقتل أكثر من 1500 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فضلاً عن أكثر من 970 عنصراً من التنظيم المتطرف جراء الهجمات والمعارك في البادية.
وفي شمال شرقي سوريا، اعتقل عناصر قوى الأمن الداخلي، بدعم جوي من التحالف الدولي شخصاً يتزعم مجموعة خلايا نائمة لتنظيم «داعش» في مدينة الحسكة بحوزته أسلحة رشاشة ومعدات.
وفي 8 الشهر الجاري، نفذت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، عملية أمنية بدعم من التحالف في ريف الشدادي بريف الحسكة.
ووفقاً للمصادر، فإن العملية الأمنية استهدفت عنصرين من خلايا التنظيم، كانا يتخفيان قرب منطقة تل الجاير في الريف الشرقي لبلدة الشدادي، حيث تمكنت القوات المداهمة من اعتقالهما ومصادرة وثائق ومعدات تقنية ومستندات كانت بحوزتهما.
وفي 6 الشهر، استهدف مسلحون مجهولون بالرصاص، سيارة تقل قائد جهاز الأمن العام في تل حميس التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مع مرافقه، ما أدى إلى إصابتهم بجروح خطيرة، وذلك على طريق تل حميس - تل براك بريف الحسكة.
ويأتي ذلك في ظل نشاط خلايا التنظيم وانتشارها في مناطق واسعة شمال شرقي سوريا، حسب «المرصد».
إلى ذلك، أفادت مصادر لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستبقي على نحو 900 عسكري، بينهم عناصر «القبعات الخضراء» لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» في محاربة «داعش».
وكان هذا قبل الانسحاب من أفغانستان والتقدم السريع لـ«طالبان» فيها.
ونقلت «بوليتيكو» عن مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه، قوله: «لا أتوقع أي تغيرات الآن للمهمة أو للحضور في سوريا».
وأضاف المسؤول: «في سوريا ندعم (قوات سوريا الديمقراطية) في قتالها ضد (داعش). وهذا كان ناجحاً وهذا ما سنستمر به».
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تحدث عن سعيه لإنهاء «الحروب الأبدية» التي تخوضها الولايات المتحدة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».