بعد إنزال حاجز على الطريق مطلي باللونين الأحمر والأبيض، كتب عليه «قف»، يفحص رجال محليون درجة حرارة المارة قبل السماح لهم بدخول قرية «إيفيغة» الأمازيغية الجزائرية، وذلك على أمل احتواء تفشي متحور «دلتا»، إحدى سلالات فيروس كورونا، الذي يتسبب حالياً في زيادة عدد الإصابات في الجزائر.
وقررت قرية «إيفيغة»، كغيرها من بعض القرى الأمازيغية الأخرى القريبة من مدينة تيزي وزو، الواقعة شمال وسط الجزائر، فرض إجراءات عزل عام بشكل ذاتي، وذلك بهدف تعزيز جهود المتطوعين في القطاع الطبي للحد من عدد الإصابات، ومساعدة السكان المرضى. فيما قرر بعض الأطباء في قرية «أيت بوعدة» أن يعالجوا المرضى في قراهم، بدلاً من جعلهم يتنقلون عبر المدن.
وقال الطبيب المتطوع عليوة لوكالة «رويترز» للأنباء: «فضلنا أن نفحص المرضى في الضواحي والقرى لتقليل الضغط على المستشفيات، وليكون لدينا بشكل خاص نوع من إجراءات العزل العام».
من جهتها، قالت فاطمة، وهي من سكان قرية أيت بوعدة، بعد أن حضرت لمستوصف طبي لتوقيع الكشف عليها: «منذ أسبوع لا أشعر أنني بحالة جيدة، فقررت أن أذهب للطبيب لمعرفة ما إذا أصبت بعدوى ثانية بكوفيد – 19، إذ سبق لي أن أُصبت بالفعل بهذا المرض من قبل، ولم يكن الأمر صعباً، لكننا الآن خائفون، لأن هناك حالات كثيرة. وقد جئت لرؤية الأطباء يوم الأربعاء ولم يكونوا يعملون، ولذلك عدت اليوم».
بدورها، قالت مريضة من سكان أيت بوعدة أيضاً، تدعى أدجيا، قبل فحصها في المستوصف الطبي: «من الأفضل لي أن يفحصني طبيب، ولو احتاج الأمر إلى إجراء اختبارات للمرة الثانية فسأفعل ذلك لحماية نفسي. وأتمنى أن نتخلص من فيروس كورونا قريباً».
وأوضح الطبيب عليوة أن هذه المريضة، البالغة من العمر 66 عاماً، جاءت للكشف عليها لأول مرة، وأنها تحتاج إلى العلاج بالأكسجين. لكن هذا النوع من العلاج غير متوفر بسهولة، وفي هذا السياق تقول الطبيبة المتطوعة، حكيمة بنميلات: «أنا هنا لمساعدة القرويين. المستشفيات مكتظة، لكنّ هناك نقصاً في الأكسجين، وهناك خوف، لذلك قمنا بتحسين المستوصف من خلال تبرعات الناس».
وفي حالة تم تشخيص أحد السكان بأنه مريض بكوفيد – 19، فإن متطوعين محليين يدعمونه بإرسال الطعام وأسطوانات الأكسجين له لو استدعى الأمر.
يقول حكيم، وهو متطوع يحمل أسطوانة أكسجين لمسكن أحد المرضى: «نحن ننقذ المرضى الذين يحتاجون إلى أكسجين. نأتيهم بأسطوانات الأكسجين، ونعطي كل منهم خمسة لترات من الأكسجين المُكثف، لكنها تظل غير كافية، ولذلك نحضر هذه الأسطوانة التي يمكن أن تصل إلى 30 لتراً».
وتسبب متحور «دلتا» في قفزة مأساوية في إصابات كورونا في أنحاء الجزائر. فحسب معهد «باستور» بالجزائر فقد شكلت الإصابات بمتحور «دلتا» أكثر من 70 في المائة من إصابات كورونا في الجزائر خلال شهر يوليو (تموز) الماضي. ورغم حرائق الغابات التي اندلعت في المناطق القريبة من مناطق الغابات، فقد حافظت قرى تيزي وزو على إجراءات العزل العام، وواصلت العمل التطوعي.
وسجلت الجزائر حتى الآن 187603 إصابات بفيروس كورونا، بينها 4822 وفاة.
قرى الجزائر تفرض إجراءات ذاتية لمكافحة الفيروس
تشمل العزل العام وتقديم الطعام وأسطوانات الأكسجين للمصابين
قرى الجزائر تفرض إجراءات ذاتية لمكافحة الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة