توافق بين القاهرة وطوكيو على تعزيز التعاون سياسياً واقتصادياً

وزير الخارجية الياباني بدأ من القاهرة جولة شرق أوسطية

وزير الخارجية المصري ونظيره الياباني خلال مؤتمر صحافي أمس بالقاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ونظيره الياباني خلال مؤتمر صحافي أمس بالقاهرة (الخارجية المصرية)
TT

توافق بين القاهرة وطوكيو على تعزيز التعاون سياسياً واقتصادياً

وزير الخارجية المصري ونظيره الياباني خلال مؤتمر صحافي أمس بالقاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ونظيره الياباني خلال مؤتمر صحافي أمس بالقاهرة (الخارجية المصرية)

بدأ وزير الخارجية الياباني، موتيجي توشيميتسو، من القاهرة، أمس، جولة شرق أوسطية موسعة تشمل كلاً من فلسطين، وإسرائيل، والأردن، وتركيا، وإيران وقطر، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، وشهدت توافقاً على تعزيز العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك، رحب وزير الخارجية المصري بزيارة الوزير الياباني الحالية إلى القاهرة في أول محطة لجولته بعدد من الدول بالمنطقة. وأضاف أن الرئيس استقبل الوزير الياباني، حيث تم استعراض التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والاهتمام المصري بتعزيز العلاقات القائمة مع اليابان من منطلق الثقة الكاملة والاحترام والتقدير لما وصلت إليه اليابان من تقدم وقدرة على الإسهام في جهود مصر التنموية.
وأوضح شكري أنه عقد ونظيره الياباني اجتماعاً موسعاً تم خلاله التطرق إلى أوجه العلاقات الثنائية وتنفيذ ما طرح خلال اللقاء مع الرئيس السيسي بشأن وجود فرص واعدة لتكثيف التعاون الاقتصادي بين البلدين على أساس الاستفادة والمصالح المشتركة والعوائد التي تتوفر لشريك مهم مثل اليابان وقدرته على الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي وقدرتها على النفاذ إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار شكري إلى أنه تم كذلك بحث القضايا الإقليمية بما في ذلك القضية الفلسطينية والوضع في سوريا والعراق واليمن وضرورة استمرار التنسيق بين البلدين على أرضية ورؤية مشتركة من أجل تحقيق الاستقرار ونزع فتيل الأزمات والصراع، بالإضافة إلى تناول قضايا منع الانتشار وإخلاء العالم من السلاح النووي والتعاون في إطار المنظمات الدولية وأهمية تعزيز العمل المشترك في دعم جهود اليابان في تعزيز الجهود التنموية في القارة الأفريقية، في إطار مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا «التيكاد» والتحضير لاجتماعات التيكاد العام القادم.
وأعرب الوزير المصري عن التقدير لسياسات اليابان الساعية لتحقيق الاستقرار على المستوى الدولي والإقليمي ومساهمة اليابان في دعم منتدى أسوان للسلام ومركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام والمساهمة اليابانية لقوات حفظ السلام في سيناء.
من جانبه، وصف وزير خارجية اليابان مصر بأنها «دولة كبرى في المنطقة وما زالت تزدهر كأعظم الحضارات»، لافتاً إلى أنه أجرى مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وأن البلدين «تشاركا القلق حيال الأوضاع الحالية في أفغانستان»، واتفقنا أن «تتعاون اليابان مع مصر التي تملك القوى التأثيرية على العالم الإسلامي، لكي لا تصبح هذه القضية عاملاً للاضطرابات»، طالباً «من كل المعنيين العمل على استعادة الأمن والنظام، وضمان حياة الناس والممتلكات».
وأضاف توشيميتسو أنه خلال سلسلة من اللقاءات تم التأكيد على أهمية التعاون في المشروعات الثنائية، بما فيها مشروع المتحف المصري الكبير، والشراكة المصرية اليابانية في التعليم، بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بمنع تفشى فيروس «كورونا» المستجد.
وضمن جولته، التقى توشيميتسو الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في القاهرة، وبحث سبل تعميق التعاون بين الجامعة والجانب الياباني في إطار المنتدى الاقتصادي العربي الياباني الذي تأسس عام 2009. وتنشيط التعاون والحوار العربي الياباني في المجال السياسي والذي بدأ عام 2013، أخذاً في الاعتبار تطلع الجانب الياباني لعقد الدورة الثالثة للحوار السياسي العربي الياباني خلال عام 2023 حضورياً وبمشاركة جميع وزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة بالقاهرة.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إن أبو الغيط أحاط الوزير الياباني بموقف الجامعة من ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكداً على دعم الجامعة للحقوق التاريخية والمشروعة لمصر والسودان في مياه نهر النيل.
وأشار المصدر إلى أن المباحثات تناولت مختلف القضايا العربية والآسيوية ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها التطورات فيما يتعلق بالأزمة في كل من سوريا وليبيا، كما شدد الأمين العام في حديثه على ضرورة إدراك الدول الفاعلة على المستوى الدولي مثل اليابان لخطورة التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأوضح المصدر أيضاً أن اللقاء تناول كذلك تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للجامعة العربية، مشيراً إلى قيام الأمين العام بتوجيه الشكر إلى الجانب الياباني على دعمه المستمر لوكالة الأونروا، وكذلك المساعدات الإنسانية العاجلة المقدمة للجانب الفلسطيني لمواجهة الاحتياجات الطارئة المترتبة على العدوان الأخير في غزة والتداعيات الناجمة عن جائحة «كورونا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.