«الكفاءة» تغيب كورنادو... وكاريلي يجهزه للنهائي العربي

برنامج خاص يعيد زياد الصحفي للمباريات

كورنادو (الشرق الأوسط)
كورنادو (الشرق الأوسط)
TT
20

«الكفاءة» تغيب كورنادو... وكاريلي يجهزه للنهائي العربي

كورنادو (الشرق الأوسط)
كورنادو (الشرق الأوسط)

سيضطر البرازيلي ايغور كورونادو محترف الاتحاد الجديد، للغياب مباراة أخرى عن فريقه هذا الموسم، وتحديداً أمام الرائد اليوم ضمن منافسات الجولة الثانية لدوري «كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين»، وذلك في ظل عدم قيد إدارة النادي للاعب، بسبب عدم استخراج شهادة الكفاءة المالية.
ويُنتظر أن يعد المدرب البرازيلي فابيو كاريلي كورونادو لمواجهة القمة المرتقبة التي ستجمع الفريق بالرجاء المغربي في نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال (البطولة العربية)، السبت المقبل، في المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط.
ووضع البرازيلي كاريلي يوم أمس اللمسات الأخيرة على المنهجية التكتيكية التي سيدخل بها مواجهة اليوم أمام الرائد، بعد وقوفه على جاهزية لاعبيه خلال الحصة التدريبية يوم أمس، التي تركزت على الجوانب الفنية والتكتيكية وتوجيه اللاعبين لعدد من النقاط الفنية.
وانعش المدافع زياد الصحفي تدريبات الفريق الجماعية بعد انتهاء برنامجه التأهيلي في فرنسا وعودته إلى جدة، واحتفى اللاعبون بعودة زميلهم للتدريبات بممر شرفي وسط ترحيب إداري باللاعب، بينما فرض كاريلي برنامجاً خاصاً للاعب لتعزيز جاهزيته اللياقية والفنية للمباريات التنافسية، فيما تظل مشاركة الصحفي في موقعة الليلة مرهونة بمدى جاهزيته الفنية للمباراة.
وشهدت تذاكر مواجهة الاتحاد والرائد إقبالاً جماهيرياً عريضاً من أنصار الفريق المستضيف خلال الساعات الماضية، حيث سيتاح الحضور الجماهيري لـ60 في المائة من السعة الإجمالية للمدرجات، وفق المعمول به، بينما حددت أسعار التذاكر: الموحدة بـ30 ريالاً والفضية بـ150 ريالاً والذهبية بـ300 ريال، في الوقت الذي ستكون رابطة الجماهير الاتحادية بزي موحَّد خلف المرمى، بينما سيتوقف بيع التذاكر في «موقع مكاني» الإلكتروني عصر اليوم، حيث لن يكون هناك بيع للتذاكر في ملعب المباراة.
ويتطلع الاتحاد اليوم لتحقيق الفوز ليكون دافعاً كبيراً للاعبين في مواجهة النهائي المرتقب أمام الرجاء المغربي، الذي سيعيد الفريق لمنصات التتويج الذي ابتعد عنها في السنوات الأخيرة. وسينعش خزينة النادي بمبلغ مالي جيد يتمثل في الجائزة التي سيتحصل على الفائز بـ«الكأس العربية» البالغة 6 ملايين دولار.
من جهة ثانية، كثفت إدارة الاتحاد تحركاتها لحسم التعاقد مع مهاجم أجنبي خلال الساعات القليلة المقبلة بغية تدعيم صفوف الفريق للموسم الرياضي الجديد، في الوقت الذي اقتربت فيه بشكل كبير من الوفاء بمتطلبات ومعايير شهادة الكفاءة المالية التي تتيح لها قيد محترفين جدد خلال فترة الانتقالات الحالية.
ونجحت إدارة الاتحاد في حسم ارتباطها مع المهاجم الصربي ألكسندر بريجوفيتش، بعد إنهاء العلاقة التعاقدية بالتراضي بين الطرفين، وذلك في إطار العمل الدؤوب لحسم التعاقد مع المهاجم، وقيد في كشوفات الفريق خلال فترة الانتقالات الحالية وسط وجود عدد من الأسماء على طاولة المفاوضات، والاهتمام بمهاجم أجنبي يلعب لأحد الأندية السعودية.
وسيكون المهاجم الأجنبي الجديد الذي ينوي الاتحاديون ضمه لقائمة الفريق بديلاً عن لاعب الرأس الأخضر غاري رودريغيز أو البرازيلي برونو هنريكي، بينما سيتم تسويق المدة المتبقية من عقد أحدهما لتجنب النادي أي تبعات مالية.
وانضم بريجوفيتش صاحب الـ31 عاماً لصفوف الاتحاد، في يناير (كانون الثاني) 2019، قادماً من باوك اليوناني، بعقد يمتد حتى يونيو (حزيران) 2023 المقبل. وشارك المهاجم الصربي في 25 مباراة مع خلال موسم 2020 - 2021 في جميع المسابقات، وسجل خلالهم 8 أهداف، بحسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمي.
وبحسب مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، فإن مسألة استخراج شهادة الكفاءة باتت مرجحة إلى حد كبير بعد وفاء الإدارة بالعديد من الالتزامات المالية على النادي، حيث يتبقى بعض المبالغ المالية التي ينتظر الوفاء بها خلال الساعات المقبلة، في الوقت الذي تتأهب لإغلاق مطالبات ناديي الفيصلي والقادسية المالية، التي تُقدّر بـ15 مليون ريال، لتجنب أي عقوبات قد تصدر على النادي حيث تنتهي المدة الممنوحة للنادي للسداد، غداً (الثلاثاء)، قبل بحث لجنة الانضباط تطبيق عقوبة خصم النقاط.
وكانت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم، أبلغت أندية الاتحاد والفيصلي والاتفاق والقادسية، بأن مهلة السداد ليست محددة بيوم الأحد الماضي، بل تمتد إلى يوم 17 أغسطس (آب) الحالي، وذلك استناداً إلى المادة 108 الخاصة بانقطاع القيد الزمني، وتحديداً الفقرة الأولى. وبحسب اللائحة أيضاً، يستطيع رئيس لجنة الانضباط تمديد المهلة الزمنية بشكل استثنائي، إذا رأى أن الظروف تحتم ذلك.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.