بينت يمنع غانتس من لقاء الرئيس الفلسطيني

مخاوف حزبية من انهيار الائتلاف الحكومي

احتجاجات بتل أبيب ضد قرار الحكومة فرض قيود للسيطرة على وباء كورونا (أ.ف.ب)
احتجاجات بتل أبيب ضد قرار الحكومة فرض قيود للسيطرة على وباء كورونا (أ.ف.ب)
TT
20

بينت يمنع غانتس من لقاء الرئيس الفلسطيني

احتجاجات بتل أبيب ضد قرار الحكومة فرض قيود للسيطرة على وباء كورونا (أ.ف.ب)
احتجاجات بتل أبيب ضد قرار الحكومة فرض قيود للسيطرة على وباء كورونا (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تطالب فيه الإدارة الأميركية حكومة إسرائيل، بإبداء «نوايا طيبة» واتخاذ خطوات «تعيد الثقة مع الفلسطينيين»، وبينما تبث فيه تل أبيب إشارات إلى أنها معنية بالتجاوب مع الطلب الأميركي، كشفت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء، نفتالي بينت، منع وزير الأمن في حكومته، بيني غانتس، من إجراء لقاء في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت القناة، إن غانتس تحدث إلى أبو مازن مرتين منذ تشكيل الحكومة الحالية واتفق معه على لقاء قريب. لكن بنيت لم يوافق على ذلك، مما جعل غانتس يشعر بخيبة أمل. ونقلت على لسانه، القول، إن «لقاء عباس في هذه الظروف، ذو أهمية كبيرة في تعزيز وتقوية التعاون الأمني». لكن بنيت طلب تأجيل الموضوع إلى «حين تنضج الظروف المناسبة لذلك».
وكشف مقربون من بنيت، أمس الأحد، أن مسؤولين في حزب «يمينا» الذي يترأسه بنيت، أعربوا عن مخاوفهم من أن يؤدي استئناف الحوار المباشر مع السلطة الفلسطينية، وغيره من مطالب إدارة جو بايدن بشأن الفلسطينيين، إلى انهيار الائتلاف الحكومي. وحسب مصادر تحدثت إلى صحيفة «يسرائيل هيوم»، قال مسؤولون في الحزب، إنهم يتوقعون أن تقدم الإدارة الأميركية على طرح مطالب عدة على حكومة بنيت، بعد إقرار الميزانية العامة للحكومة الإسرائيلية، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وعلى رأس ذلك قرارها إعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس، التي كان الرئيس دونالد ترمب قد أغلقها في إطار إجراءات اعتبار «القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، واستئناف الحوار والإقدام على إجراءات عملية تعيد الثقة إلى العلاقات بين القيادتين، في تل أبيب ورام الله».
وأضافت المصادر، أن واشنطن قبلت طلب الحكومة الإسرائيلية التريث حتى إقرار الموازنة، وذلك «لأن تمرير مشروع الموازنة في الهيئة العامة للكنيست (البرلمان)، سيكون الاختبار الأبرز لمدى استقرار الائتلاف الحكومي، ففي حال تم تمريرها فإن الحكومة ستكمل ولايتها، وعندها سيكون سهلاً عليها اتخاذ قرارات غير شعبية، مثل القرار باستئناف العلاقات مع السلطة الفلسطينية». وأضافت أنه «حتى ذلك الحين، ينبغي أن يبقى الوضع كما هو».
المعروف أن أحزاب الائتلاف الحكومي الثمانية، كان اتفقت على أن تركز حكومة بنيت لبيد في القضايا الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة كورونا، وألا تنشغل في القضايا السياسية الكبرى. وكما قال بنيت في حينه، لن يتم تحقيق طموحات اليمين في الحكومة بما في ذلك حزبه «يمينا»، في ضم غور الأردن وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، ولن يتم تحقيق طموحات أحزاب اليسار الراديكالي، مثل العمل وميرتس وطموحات الحركة الإسلامية في تجميد البناء الاستيطاني والسعي لإعادة المفاوضات على أساس حل الدولتين. وحسب مصادر حكومية، قبلت الإدارة الأميركية هذا المبدأ ولكنها أضافت إليه بنداً آخر، هو «عدم فرض وقائع على الأرض تخرب على حل الدولتين». وهي تعتبر قرارات توسيع الاستيطان في الضفة الغربية بإقامة أحياء استيطان جديدة أو تحويل بؤر استيطانية إلى مستوطنات ثابتة، من ذلك النوع المقصود بإجراءات فرض الواقع. وفي يوم الجمعة الماضي، نشرت وسائل الإعلام الأميركية تصريحات لمسؤول كبير في وزارة الخارجية في واشنطن، يعقب فيه على ما نشر في تل أبيب عن نية حكومية بنيت إقرار مشاريع بناء جديدة: 2300 بيت سكني في المستوطنات وحوالي 900 بيت فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية. واعتبر المسؤول الأميركي هذه المشاريع بمثابة مساس بحل الدولتين، ودعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، إلى الامتناع التام عن القرارات والإجراءات أحادية الجانب. وقال إن قرار البناء في المستوطنات ينخرط في إطار التخريب على الجهود المبذولة لإعادة المفاوضات.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.