لبنانيون يقتحمون محطات التحويل للحصول على تغذية كهربائية

لبنانيون يقتحمون محطات التحويل للحصول على تغذية كهربائية
TT

لبنانيون يقتحمون محطات التحويل للحصول على تغذية كهربائية

لبنانيون يقتحمون محطات التحويل للحصول على تغذية كهربائية

دفعت ساعات التغذية الكهربائية القليلة التي يحصل عليها اللبنانيون من مؤسسة كهرباء لبنان، وتقنين المولدات الخاصة التي باتت عاجزة عن تغطية فترات الانقطاع الطويلة بسبب فقدان مادة المازوت، عددا من اللبنانيين إلى أخذ الأمور على عاتقهم والسيطرة على محطات تحويل الطاقة بالقوة للحصول على ساعات إضافية من التغذية على حساب مناطق أخرى، ما أدى إلى خروج هذه المحطات عن السيطرة وانقطاع تام للكهرباء عن هذه المناطق كما أفادت مؤسسة الكهرباء أمس.
وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، أمس خروج 8 محطات بالكامل عن سيطرتها، عازية الأمر إلى ازدياد وتيرة الاعتداءات الحاصلة عليها من قبل «بعض المواطنين». وقالت المؤسسة في بيان، إن «عدد المحطات الخارجة عن سيطرتها ازداد، منذ مساء يوم الخميس، إلى 8 محطات ليشمل محطات الحرج، البسطا، صور، بعلبك، المصيلح، الزهراني، وادي جيلو، النبطية نتيجة ازدياد وتيرة الاعتداءات الحاصلة عليها من قبل بعض المواطنين».
وأوضحت المحطة أن المعتدين قاموا في 5 محطات تحويل (...) على إفادة المناطق التي تتغذى من هذه المحطات من ساعات تغذية إضافية تصل لمعدل أكثر من 12 ساعة في اليوم، بينما تُحرم المناطق اللبنانية الأخرى من ساعات التغذية الكهربائية المحددة لها بسبب هذه التجاوزات المستمرة في تلك المحطات، في ظلّ النقص الحاد في القدرات الإنتاجية المتوفرة على الشبكة الكهربائية بسبب الأزمة النقدية التي يمر بها البلد».
وأوضحت المؤسسة أنه «بنتيجة منع المناوبين في محطة الحرج من ممارسة أعمالهم الموكلة إليهم وتعرضهم للتهديد بالإيذاء الجسدي والمادي من قبل بعض الشبّان، انقطع التيّار الكهربائي عن المناطق التي تتغذى منها نتيجة هذه الاعتداءات، وذلك حفاظاً على السلامة العامة وسلامة المنشآت الكهربائية. وبالإضافة إلى المحطات الثماني، وإثر تلقي المناوبين في محطتي صيدا الجديدة (توتر 220 ك.ف.) وصيدا القديمة (توتر 66 ك.ف.) إلى التهديد بحصول مثل هذه الاعتداءات عليهما، تمّ عزل هاتين المحطتين وبالتالي انقطع التيّار الكهربائي عن المناطق التي تتغذى منهما جراء ذلك لفترة من الوقت، حفاظاً على سلامة المنشآت الكهربائية والمناوبين والسلامة العامة، ومن ثمّ إعادتهما للعمل بعد تدخّل القوى الأمنية لحماية المرفق العام والعاملين فيهما».
وذكّرت مؤسسة كهرباء لبنان بأن «معملي الزهراني والجية كانا قد تعرضا كذلك خلال الأيام المنصرمة إلى اعتداءات على هذا النحو والدخول عنوة من قبل بعض المواطنين، غير آبهين بتعريض سلامتهم الشخصية أولاً للخطر كما سلامة العاملين وسلامة المنشآت الكهربائية التي يُقتضى الحفاظ عليها من أي عبث منعاً لتضررها أو حصول حوادث لا تُحمد عقباها نتيجة مثل هذه الاعتداءات».
ونبّهت مؤسسة كهرباء لبنان مجدداً المواطنين من «خطر الدخول إلى محطات التحويل ومعامل الإنتاج وكافة منشآت المؤسسة»، مناشدة «القوى الأمنية المؤازرة لاستعادة السيطرة على محطات التحويل التي أصبحت خارج سيطرة مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل نتيجة هذه الاعتداءات».

يذكر أن لبنان يعاني منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في 1990 من تقنين للطاقة الكهربائية لفترات تختلف بين منطقة وأخرى، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ ذلك التاريخ من الاتفاق على حل يؤمن التيار الكهربائي بشكل دائم.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة تراجعت معها قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة دعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون المحروقات، والأدوية، وحليب الأطفال في الصيدليات، واختفاء بعض الأدوية، وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، والمواد الغذائية المدعومة.
وتتخذ مؤسسة كهرباء لبنان إجراءات احترازية منذ أشهر، وتقنن بإنتاج الكهرباء لاستمرار الإنتاج بالحدّ الأدنى لفترة أطول. وبلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي تؤمنه مؤسسة كهرباء لبنان نحو 22 ساعة يومياً في معظم المناطق اللبنانية. واتخذ أصحاب المولدات الخاصة للكهرباء قراراً بإطفاء مولداتهم في معظم المناطق اللبنانية أكثر من 10 ساعات في اليوم، بعد نفاد المازوت، وأطفأ بعضهم المولدات بشكل نهائي.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».