التطعيم شرط للاستمتاع بمقاهي فرنسا... وسنغافورة تفتح مطاعمها لغير الملقحين

«الجواز الصحي» ضروري لتناول القهوة والكرواسان في باريس

التطعيم شرط للاستمتاع بمقاهي فرنسا... وسنغافورة تفتح مطاعمها لغير الملقحين
TT

التطعيم شرط للاستمتاع بمقاهي فرنسا... وسنغافورة تفتح مطاعمها لغير الملقحين

التطعيم شرط للاستمتاع بمقاهي فرنسا... وسنغافورة تفتح مطاعمها لغير الملقحين

تختلف القوانين الخاصة بمكافحة فيروس كورونا بين بلد وآخر وبين مدينة وأخرى، ففي فرنسا أصبح تناول القهوة مع قطعة كرواسون في أحد المقاهي المفتوحة أكثر تعقيداً، إذ يجب على أي شخص إظهار شهادة صحية تفيد تطعيمه ضد كوفيد - 19 أو نتيجة اختبار سلبية لكوفيد - 19 قبل جلوسه في مقهاه المفضل.
وقفزت معدلات التطعيم مع احتمال حرمان الفرنسيين من بعض الملذات اليومية. لكن الأمر أثار كذلك موجة احتجاجات بالشوارع.
وقال رومان ديكريسينزو، مدير مقهى فراي باريس بحي مونمارتر بالعاصمة الفرنسية: «الأمر بسيط، حملنا تطبيقاً... بالتالي نجري مسحاً لرمز الاستجابة السريعة (البار كود) للعملاء، ولو كان مقبولاً يصبح بوسعهم الدخول. أما إذا لم يكن كذلك فلا يسعنا خدمتهم».
وأوضح أنه لم يسمح بدخول العشرات، الذين نسي بعضهم الشهادة الصحية إضافة إلى من لم يحصلوا على التطعيم.
ومن يستخف بالأمر من أصحاب المقاهي والحانات يتلقى تحذيراً في أول مخالفة ويتبعه أمر إغلاق لسبعة أيام في المخالفة الثانية. وفي حالة حدوث مخالفتين أخريين يصبح المخالف عُرضة للسجن عاماً.
ومع ذلك، فإن نصف أصحاب عشرة مطاعم ومقاه تحدثت معهم «رويترز» في باريس اليوم الاثنين قالوا إنهم رفضوا تفعيل فحوص الشهادة الصحية.
وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة تتساهل في البداية.
واشترطت بعض الدول الأوروبية الأخرى، مثل إيطاليا، شهادات صحية مماثلة، لكن شهادة فرنسا هي الأشمل. ويقول معارضو الشهادة الصحية إنها تمثل اعتداء على حريتهم وتمييزاً ضد الذين لا يريدون أخذ تطعيم كوفيد - 19.
وتظهر استطلاعات للرأي أن غالبية الفرنسيين يؤيدون الشهادة الصحية.
وسيستمر تطبيق التشريع الخاص بالشهادة الصحية حتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني). كما أنه يجعل تطعيم العاملين في قطاع الصحة ضد كوفيد - 19 إلزامياً.
أما في سنغافورة فسمحت السلطات للمجموعات التي يصل عددها إلى خمسة أشخاص ممن حصلوا على اللقاح المضاد لفيروس كورونا وشخصين ممن لم يحصلوا عليه، بتناول الوجبات داخل المطاعم، كجزء من التعديلات الأخيرة التي أدخلتها الدولة على القيود التي تفرضها لمكافحة تفشي وباء كورونا.
وتسمح القواعد الجديدة بحضور ما يصل إلى 500 شخص من الحاصلين على اللقاح، الفعاليات المقامة داخل أماكن مغلقة، وبحد أقصى قدره 50 شخصاً من غير الحاصلين على اللقاح. كما يمكن لما يصل إلى 30 شخصاً من الحاصلين على اللقاح الوجود داخل الصالات الرياضية وبدون استخدام كمامات لممارسة الرياضة. في الوقت نفسه، يمكن لما يصل إلى 50 في المائة من الموظفين أن يعودوا إلى مكاتبهم.
وتم خلال الأسابيع الأخيرة حظر تناول الطعام داخل المطاعم ثم السماح به ثم حظره مرة أخرى، كرد فعل على أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا المنخفضة ولكن المتقلبة.
وتأتي أحدث قرارات إعادة الفتح بعد يوم من عطلة الاستقلال السنوية، وهو الحدث الذي يتميز هذا العام بإعلان وزارة الصحة حصول نحو 8.‏3 مليون شخص من السكان البالغ عددهم نحو 7.‏5 مليون شخص على جرعتي اللقاح.



المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».