الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد في الضفة وغزة

ضغوط مصرية وقطرية على «حماس» لمنح جهود التهدئة وقتاً إضافياً

متظاهر فلسطيني خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في قرية بيتا شمال الضفة (أ.ف.ب)
متظاهر فلسطيني خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في قرية بيتا شمال الضفة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد في الضفة وغزة

متظاهر فلسطيني خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في قرية بيتا شمال الضفة (أ.ف.ب)
متظاهر فلسطيني خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في قرية بيتا شمال الضفة (أ.ف.ب)

قال مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي إن قواته تستعد لاحتمال تصعيد أمني في الضفة الغربية وقطاع غزة في حال عدم تهدئة الموقف في الضفة، وعدم التوصل إلى تفاهمات مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وحذر المسؤول من تصعيد متزامن في ظل «الغليان الميداني» الحالي، موضحاً أن «هناك نشاطاً إرهابياً مقلقاً في جنين، ويمكننا العودة إلى حارس الأسوار» وهي التسمية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على حربه الأخيرة على قطاع غزة في مايو (أيار) الماضي.
وجاءت تصريحات المسؤول العسكري الإسرائيلي في وقت تشهد فيه الضفة الغربية اشتباكات يومية وقتلى وجرحى، فيما تدرس الفصائل الفلسطينية التصعيد على جبهة غزة بسبب تباطؤ جهود التهدئة.
ولمح المسؤول في تصريحات نقلتها هيئة البث الرسمية الإسرائيلية إلى أن سلوك جيشه قد يكون أسهم في إشعال الأوضاع في الضفة الغربية، مشيراً إلى أحداث متفرقة، مثل إعدام الطفل محمد العلامي، مؤكداً أن الجندي الذي قتله «سيخضع للاستجواب لدى وحدة التحقيق في الشرطة العسكرية».
وركزت وسائل إعلام إسرائيلية على التصعيد الأمني المحتمل، خصوصاً مع قطاع غزة.
وكتبت صحيفة «معاريف» أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً نتيجة «تعثر جهود الوساطة» لحل الملفات العالقة، مؤكدة أن الجيش يستعد لإمكانية اندلاع التصعيد على جبهات عدة في وقت واحد.
وقال مراسل موقع «واللا» العبري، أمير بوخبوط، إن قطاع غزة قريب جداً من الانفجار، مضيفاً أن «التسهيلات التي وافقت عليها القيادة السياسية في إسرائيل كانت تهدف إلى تهدئة حماس، لكن هذه التسهيلات إذا لم تكن كافية لـ(يحيى) السنوار (قائد حماس في غزة) ورفاقه، فإن الانفجار قريب».
وكانت إسرائيل صادقت الجمعة على خطوات مدنية عدة تلبية لاحتياجات أهالي غزة، على خلفية الاستقرار الأمني الموجود في الفترة الأخيرة في القطاع.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، غسان عليان، إن «إسرائيل ستسمح للتجار ورجال الأعمال من قطاع غزة بدخول معبر إيريز (بيت حانون) لأول مرة منذ 18 شهراً».
وأضاف عليان أنه «تمت الموافقة على دخول 1000 عامل وإصدار 350 تصريحاً لرجال الأعمال من غزة إلى إسرائيل، وسيتم إصدار التصاريح لمن تعافى أو تلقى التطعيم ضد وباء (كورونا) فقط»، مؤكداً أنه «سيتم تجديد تصدير كافة أنواع البضائع والمنتجات من القطاع مثلما كان عليه قبل حملة حارس الأسوار».
وأكد المنسق على أنه «تم توسيع الاستيراد إلى القطاع، ما يشمل المعدات لمجالي المواصلات والاتصالات، كما سيتم إدخال البضائع والمعدات لصالح المشاريع الإنسانية في القطاع».
وأردف: «جاءت المصادقة على هذه الخطوات بفضل الاستقرار الأمني، مع العلم أنه يمكن استمرار وتوسيع هذه السياسة المدنية في حال بقاء الاستقرار الأمني». وخاطب عليان سكان غزة بالقول: «هذه مصلحتكم أنتم. إذا قررت منظمات الإرهاب خرق الهدوء، فستتحمل هي المسؤولية عن تعطيل نمط حياتكم وإلغاء الخطوات». وتضاف هذه الخطوات إلى أخرى سابقة تتعلق بمساحة منطقة الصيد البحري والاستيراد والتصدير والتنقل.
وقال نوعم أمير، مراسل القناة 20 الإسرائيلية: «إن الشيء الوحيد الذي يفسر قرار الحكومة بتسهيلات التجار والمعابر لغزة هو تقديراتهم باقتراب جولة أخرى من القتال. المشكلة أنهم في المنظومة يرفضون فهم أن مثل هذه التسهيلات لا تساعد في منع الجولة، لأنه عندما تريد حمـاس شن جولة تصعيد جديدة، سيكون هناك جولة بغض النظر عن التسهيلات».
وارتفع الاعتقاد في إسرائيل باقتراب موجة قتال أخرى، مع تعثر جهود إدخال الأموال القطرية إلى القطاع.
وتعثر الاتفاق الذي توصلت إليه السلطة الفلسطينية مع السفير القطري محمد العمادي، بسبب رفض البنوك التي لها فروع في غزة العمل كقناة لتوزيع دولارات على المستفيدين في القطاع، خشية ملاحقتها وتجريمها بموجب قانون مكافحة الإرهاب الأميركي.
وكانت إسرائيل أوقفت تحويل الأموال القطرية إلى قطاع غزة، والبالغة 30 مليون دولار شهرياً، منذ حرب الـ11 يوماً في مايو الماضي، واشترطت تحويلها من خلال السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. لكن مسؤولين في قطاع غزة قالوا لوسائل إعلام تابعة لـ«حماس» وأخرى مستقلة، إن السلطة الفلسطينية تعرقل إدخال المنحة القطرية إلى غزة وتضع شروطاً مقابل ذلك.
ويضغط وسطاء بينهم مصر وقطر والأمم المتحدة على «حماس» من أجل إعطائهم فرصة من أجل حل المسألة وعدم التصعيد. وطلبت مصر وقطر وقتاً إضافياً من أجل دفع اتفاق التهدئة إلى الأمام. وتحاول مصر الوصول إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل أسرى، باعتبارها المدخل الأهم للتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد، يشمل إعادة إعمار القطاع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.