أنظار العالم تتجه إلى ملعب سان جيرمان أكثر من أي وقت مضى

مشاركة ميسي مستبعدة لكن حمى انضمام اللاعب إلى نادي العاصمة الفرنسية تتواصل

ميسي ونيمار معاً مرة أخرى في  سان جيرمان (أ.ف.ب)
ميسي ونيمار معاً مرة أخرى في سان جيرمان (أ.ف.ب)
TT
20

أنظار العالم تتجه إلى ملعب سان جيرمان أكثر من أي وقت مضى

ميسي ونيمار معاً مرة أخرى في  سان جيرمان (أ.ف.ب)
ميسي ونيمار معاً مرة أخرى في سان جيرمان (أ.ف.ب)

ستكون أنظار العالم وليس فرنسا فقط شاخصة اليوم نحو «بارك دي برينس» أكثر من أي وقت مضى ليس لأن باريس سان جيرمان يخوض مباراته الأولى للموسم في معقله، بل بسبب الوافد الجديد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي وقع مع نادي العاصمة عقداً لعامين ونصف مع خيار التمديد لعام إضافي. وبعدما افتتح رحلة استعادة لقب الدوري الفرنسي من ليل - الذي يتواجه اليوم في ملعبه مع مهندس التتويج الأول له منذ 2011 كريستوف غالتييه حين يستضيف نيس - بالفوز على تروا 2 - 1 بغياب العديد من نجومه الموجودين أصلاً في الفريق أو الوافدين الجدد، يخوض سان جيرمان اليوم مباراته الأولى بين جماهيره ضد ستراسبورغ.
صحيح أن مشاركة ميسي في اللقاء مستبعدة جداً بما أنه خاض الخميس مرانه الأول مع فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، لكن حفلة الجنون التي أحدثها أفضل لاعب في العالم ست مرات بقرار الانضمام إلى نادي العاصمة الفرنسية ستتواصل بالتأكيد. وشارك ابن الـ34 عاماً الخميس في مرانه الأول مع زملائه الجدد ومن بينهم صديقه وزميله السابق في برشلونة البرازيلي نيمار الذي كان من الغائبين عن المباراة الأولى ضد تروا كما حال مواطنه ماركينيوس، والإيطاليين ماركو فيراتي والوافد الجديد الحارس جانلويجي دوناروما، والأرجنتينيين أنخل دي ماريا ولياندرو باريديس المتوجين مع ميسي بلقب كوبا أميركا، وغريم الأخير لأعوام طويلة في الدوري الإسباني قائد ريال مدريد السابق والوافد الجديد سيرخيو راموس (للإصابة).
وفي مقابلة تلفزيونية له، توقع دي ماريا الخميس «المزيد من الضغوط» على سان جيرمان مع قدوم لاعب بحجم ميسي الذي افترق عن برشلونة بعدما دافع عن ألوانه طيلة 21 عاماً وتوج معه بجميع الألقاب الممكنة، أبرزها 10 في الدوري الإسباني و4 في دوري الأبطال من أصل 35 بالمجمل. وقال دي ماريا «الضغوط أكبر الآن مع قدوم ليو. من الواضح أن لقب دوري الأبطال هو الهدف الأساسي أكثر من أي وقت مضى»، متوقعاً «ألا يكون الأمر سهلاً على بوكيتينو من أجل الاعتماد على تشكيلة». وأشار ابن الـ33 عاماً إلى أن «تشارك غرفة الملابس مع ميسي شيء فريد من نوعه، حلم بالنسبة لي. تحققت كافة أحلامي: في شهر واحد فزت بلقب كوبا أميركا (سجل هدف النهائي الوحيد للأرجنتين في مرمى البرازيل المضيفة) وسألعب مع ميسي (في سان جيرمان)».
ويحتاج ميسي على الأرجح لبعض الوقت قبل المشاركة مع فريقه الجديد، وهو قال بشأن بروتوكول عودته التدريجية إلى الملاعب «توقفت عن مزاولة كرة القدم خلال أكثر من شهر (بعد الفوز بكوبا أميركا)... يجب علي أن أخضع لتحضير بدني. آمل في أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن، لأني أرغب في اللعب. لا يمكنني أن أحدد أي تاريخ. عندما يقرر الطاقم قدرتي على اللعب، سيكون ذلك مع الكثير من الرغبة... أرغب في أن تمر الأمور بسرعة».
والتقى ميسي في مركز تدريب سان جيرمان المهاجم الشاب كيليان مبابي (22 عاماً) الذي لم يصدر عنه أي موقف علني بشأن وصول الأرجنتيني إلى باريس حتى بعد ظهر الخميس حين رحب بزميله الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي، ناشراً على إنستغرام وتويتر صورة للاعبين معاً خلال التمارين في المركز التدريبي للنادي «كامب دي لوج»، وأرفقها بعبارة «أهلاً وسهلاً بك في باريس، ليو».
وما زالت الشكوك تحوم حول مستقبل المهاجم الفرنسي مع فريقه قبل عام من انتهاء عقده، إذ في وقت اجتاحت حمى ميسي فرنسا ظل مبابي صامتاً، فيما رحب العديد من اللاعبين أمثال نيمار والمهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي ودي ماريا وراموس بوصول الأرجنتيني على مواقع التواصل. وتشير وسائل إعلام إسبانية إلى أن ريال مدريد قد يكون الوجهة المقبلة لمبابي الذي كان متواجداً مع الفريق في مباراته الأولى ضد تروا حيث حسم النادي الباريسي النقاط الثلاث بفضل الوافد الجديد المغربي أشرف حكيمي وإيكاردي.
وقبل توجه الأنظار اليوم إلى العاصمة، ينصب الاهتمام على المباراة التي تجمع ليل بضيفه نيس لأنها ستكون الظهور الأول لغالتييه على ملعب الفريق الذي قاده الموسم الماضي إلى اللقب للمرة الأولى منذ 2011. وبعد البداية المتعثرة أمام رينس (صفر - صفر)، يأمل غالتييه أن يصعق فريقه السابق بقيادة مجموعة شابة جديدة في الفريق تضم الهولنديين كالفين ستينغس (22 عاماً) وجاستن كلويفرت (22 عاماً) وبابلو روزاريو (24 عاماً)، أو الفرنسي ملفين بار (20 عاماً) والغابوني ماريو ليمينا (27 عاماً). وكما نيس، بدأ ليل مشواره في الدوري بقيادة مدربه الجديد جوسلان غوفرنيك الذي قاده قبيل انطلاق الموسم إلى إحراز كأس الأبطال على حساب سان جيرمان، بتعادل أمام متز 3 - 3.


مقالات ذات صلة

سلوت بعد فوز يفطر القلب على سان جيرمان: كان أفضل منا

رياضة عالمية أرنه سلوت (رويترز)

سلوت بعد فوز يفطر القلب على سان جيرمان: كان أفضل منا

أقر أرنه سلوت مدرب ليفربول بأن باريس سان جيرمان تفوق على فريقه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمس الأربعاء، رغم انتصار النادي الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب أولمبيك ليون لحظة الاعتداء على الحكم ميلو (أ.ف.ب)

بعد مواجهته الحكم... رابطة الدوري الفرنسي توقف فونسيكا 9 أشهر

قالت رابطة الدوري الفرنسي للمحترفين لكرة القدم في بيان، الأربعاء، إن باولو فونسيكا، مدرب أولمبيك ليون، تم إيقافه حتى 30 نوفمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية أرني سلوت مدرب ليفربول (أ.ف.ب)

سلوت: ليفربول سيخوض تحدياً هائلاً أمام أحد أقوى الفرق

وصف أرني سلوت مدرب ليفربول منافسه باريس سان جيرمان بأنه أحد أقوى الفرق في أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية دورتموند وليل اكتفيا بالتعادل 1/1 (أ.ف.ب)

«أبطال أوروبا»: ليل يفرض التعادل على مضيفه دورتموند

عاد ليل الفرنسي بتعادل جيد من عقر دار بوروسيا دورتموند الالماني وصيف الموسم الماضي 1-1 في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)
رياضة عالمية باولو فونسيكا (أ.ف.ب)

فونسيكا يواجه «عقوبة شديدة» بعد تصرفه العنيف تجاه الحَكم

يواجه مدرب ليون، البرتغالي باولو فونسيكا، احتمال التعرض لعقوبة كبيرة، بعد أن استدعته لجنة الانضباط، التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم، للحضور الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (باريس)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.