كيف يمكن إيقاف مانشستر سيتي؟

الفريق فاز بلقب الدوري للمرة الثالثة خلال 4 سنوات

جاك غريليش... هل يضيف جديداً إلى مانشستر سيتي؟ (أ.ب)
جاك غريليش... هل يضيف جديداً إلى مانشستر سيتي؟ (أ.ب)
TT

كيف يمكن إيقاف مانشستر سيتي؟

جاك غريليش... هل يضيف جديداً إلى مانشستر سيتي؟ (أ.ب)
جاك غريليش... هل يضيف جديداً إلى مانشستر سيتي؟ (أ.ب)

بدأ مانشستر سيتي الموسم الماضي بأسوأ بداية للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا خلال مسيرته التدريبية، لكنه فاز باللقب في نهاية المطاف بفارق 12 نقطة عن أقرب ملاحقيه. وفاز الفريق بثلاثة ألقاب للدوري في آخر أربع سنوات، بمتوسط نقاط بلغ 91 نقطة لكل موسم. وخلال الموسم الماضي، سجل مانشستر سيتي 10 أهداف أكثر من أي فريق آخر، واهتزت شباكه بأربعة أهداف أقل من أي منافس آخر.
وقبل بداية الموسم الجديد، تعاقد «السيتزنز» مع نجم أستون فيلا جاك غريليش، وربما يتم التعاقد أيضا مع المهاجم الكبير هاري كين. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: كيف يمكن حقا إيقاف هذا الفريق؟ ربما تكون أسهل طريقة للتغلب على مانشستر سيتي هي اللعب أمامه وهو مشغول بالتفكير في المراحل النهائية من دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي تستحوذ على التفكير الأكبر لغوارديولا والتي يسعى للحصول على لقبها بأي طريقة ممكنة.
إن تداعيات قرار غوارديولا بعدم الاعتماد على كل من رودري وفرناندينيو في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي الموسم الماضي قد تظل تطارد مانشستر سيتي خلال الفترة المقبلة. ورغم أن البعض قد يرى أن هزيمة مانشستر سيتي أمام تشيلسي كانت أول مرة يصل فيها مانشستر سيتي لنهائي البطولة الأقوى في القارة العجوز، وأن هذه ستكون مجرد البداية للتألق في هذه البطولة، فإن تداعيات تلك المباراة ستؤثر على مانشستر سيتي لفترة طويلة.
ويتفق الجميع على أن غوارديولا مدير فني لامع يتعاقد مع لاعبين جيدين ويجعلهم أفضل. وعلى مدى السنوات الـ13 الماضية، غير المدير الفني الإسباني الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم، ومعايير ما يُعتبر ممكناً. لكنه يرتكب بعض الأخطاء في دوري أبطال أوروبا، حيث يبدو في المباريات الكبرى أنه لا يثق في الطريقة التي يلعب بها، وبالتالي يغيرها حتى لا تتاح الكثير من الفرص للفرق المنافسة بسبب المساحات الشاسعة التي تكون موجودة خلف خط الدفاع المتقدم كثيرا للأمام.
ويجب أن نعرف أنه لا توجد طريقة دون أخطاء أو هامش للفشل. إن الفرق التي يتولى غوارديولا تدريبها تعتمد على الاستحواذ على الكرة والضغط على الفريق المنافس من الأمام، لكن هذا يعني حتماً أنه إذا تمكن الفريق المنافس من التغلب على الضغط العالي الذي يمارسه مانشستر سيتي - وهو أمر صعب للغاية - فستكون هناك مساحات شاسعة خلف خط الدفاع ويمكن استغلالها وتشكيل خطورة هائلة على مرمى سيتي.
إن الأمر الذي جعل الخلل في نهائي دوري أبطال أوروبا غير متوقع تماما هو أن غوارديولا كان قد أجرى في الموسم الماضي تعديلاً على طريقة اللعب يبدو الهدف منه هو تقليل الخطورة التي تشكلها الفرق المنافسة في الهجمات المرتدة. وبالتالي، كان من النادر أن يتقدم كلا الظهيرين للأمام مرة واحدة - وهي المشكلة التي لفت المدير الفني الهولندي لويس فان غال الأنظار إليها في الموسم الثاني لغوارديولا في إنجلترا - كما كنا نرى خمسة لاعبين من مانشستر سيتي خلف الكرة في كثير من الأحيان، وبالتالي تمكن مانشستر سيتي من غلق المساحات وتقليل خطورة الفرق المنافسة في الهجمات المرتدة بشكل أفضل مما كان عليه الأمر في الماضي. ومع ذلك، فقد غوارديولا الثقة في هذه الطريقة في نهاية المطاف وغيرها أمام تشيلسي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
لكن السؤال المطروح الآن هو: هل سنصل إلى نقطة يبدأ عندها هذا الاتجاه القاتل في تقليل ثقة اللاعبين في غوارديولا؟ وما الذي دار في ذهن فرناندينيو ورودري عندما شاهدا الفريق يلعب بهذه الطريقة في المباراة النهائية، ثم شاهدا كاي هافرتز، وهو ينطلق في المساحة الموجودة أمام المدافعين الأربعة والتي كان من المنطقي أن يغطيها اللاعب الذي يلعب كمحور ارتكاز في مانشستر سيتي؟ ربما يتلاشى كل هذا أمام قدرات ومواهب غوارديولا الواضحة، حيث يجب أن يعرف اللاعبون أيضاً أنهم تحسنوا تحت قيادته، لكنه شخصية قوية وصعبة ولن يكون مفاجئاً إذا بدأ البعض في التساؤل عما إذا كان الأمر يستحق فعلا كل الأشياء التي يطلبها، إذا كان هو الشخص الذي يكلفهم خسارة أكبر بطولة في القارة!
لقد لمح رحيم سترلينغ إلى أن كل شيء قد لا يكون جيداً تماماً في مانشستر سيتي في المقابلة الصحافية التي أجراها بعد المباراة التي فازت فيها إنجلترا على كرواتيا بهدف دون رد في بطولة كأس الأمم الأوروبية، حيث أشار إلى أن هناك «العديد من الأسباب المختلفة» لمستواه السيئ مع مانشستر سيتي خلال الشهرين الأخيرين من الموسم المحلي.
لقد تعاقد مانشستر سيتي مع جاك غريليش ومن الممكن أن يتعاقد مع هاري كين، وبالتالي قد يجد سترلينغ نفسه لا يشارك في المباريات لفترات طويلة على أي حال، لكن طريقة غوارديولا تتطلب قدرات فنية وبدنية هائلة، نظرا لأن طريقة الضغط العالي التي يعتمد عليها الفريق قد تنهار تماما إذا لم يقم أحد اللاعبين بواجبه كما ينبغي في أي جزء من الملعب، أو إذا لم يؤمن أي لاعب بجدوى هذه الطريقة أو لم ينفذ تعليمات المدير الفني بحذافيرها.
وهذا يعني أنه إذا حدث خطأ في مانشستر سيتي، فقد يؤدي هذا الخطأ إلى تداعيات هائلة وسريعة. لكن من الناحية الواقعية، من غير المرجح أن تسوء الأمور بدرجة كبيرة. لقد تطور مستوى خط دفاع الفريق بشكل كبير نتيجة التعاقد مع المدافع البرتغالي روبن دياش وعودة جون ستونز إلى مستواه المعروف. ومن المعروف أيضا أن الطريقة التي يلعب بها غوارديولا لا تتطلب وجود مهاجم صريح، لكن من الواضح أن الفريق بات بحاجة للتعاقد مع مهاجم جديد بعد رحيل سيرجيو أغويرو، وقد يكون هاري كين هو البديل المناسب.
ولم يتمكن مانشستر سيتي أبدا من إيجاد بديل للنجم الألماني ليروي ساني بانطلاقاته السريعة ومهاراته الفائقة، لكن غريليش سيقدم نوعاً مختلفاً من التهديد من منطقة مماثلة. وحتى العجز المحتمل في مركز محور الارتكاز قد تم تغطيته من خلال تمديد التعاقد مع فرناندينيو لسنة إضافية. ومن المؤكد أن مانشستر سيتي الذي كان قويا الموسم الماضي سيصبح أكثر قوة خلال الموسم الجديد. إذن، كيف يمكن للأندية المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز أن تجاري مانشستر سيتي؟ لقد خسر مانشستر سيتي ست مرات في الدوري الموسم الماضي، كما خسر في كأس الاتحاد الإنجليزي. وجاءت أول هزيمتين - على ملعبه أمام ليستر سيتي وخارج ملعبه أمام توتنهام - في الجزء الأول من الموسم قبل أن يبدأ مانشستر سيتي الانطلاق بخطى ثابتة، وبينما كان غوارديولا لا يزال يحدث بعض التغييرات على الطريقة التي يلعب بها.
ثم جاءت الهزيمة أمام مانشستر يونايتد، حيث تسبب المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير في إزعاج غوارديولا مرة أخرى من خلال الاعتماد على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة. ومع تحول تركيز مانشستر سيتي على بطولة دوري أبطال أوروبا، خسر الفريق مرة أخرى أمام ليدز يونايتد وبرايتون، وكلاهما كانا يعتمدان أيضا على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة.
لكن الأهم كان الثلاث هزائم المتتالية أمام تشيلسي: في كأس الاتحاد الإنجليزي، والدوري ثم نهائي دوري أبطال أوروبا. من الواضح أن السبب في ذلك يعود إلى أن تشيلسي يمتلك حقا مجموعة رائعة من اللاعبين الموهوبين، لكن الرسالة كانت واضحة تماما، وهي أنه حتى بعد التعديلات التي أجراها غوارديولا، فإن أفضل طريقة للتغلب على مانشستر سيتي هي امتصاص الضغط وعدم التراجع للخلف بشكل مبالغ فيه وسد فرص التمرير في منطقة الجزاء، ثم الانطلاق السريع في المساحات الخالية خلف خط الدفاع. ومع ذلك، فإن كل هذا ما هو سوى الخطوة الأولى فقط، لأنه من الصعب للغاية وضع خطة مناسبة وتطبيقها على الواقع أمام هذا الفريق الاستثنائي!


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية رودريغو بينتانكور خلال مشاركته مع منتخب الأوروغواي في مواجهة البرازيل الأخيرة بالتصفيات (د.ب.أ)

بوستيكوغلو: سندعم بينتانكور بالطرق الصحيحة للمضي قُدماً

وصف أنجي بوستيكوغلو، مدرب فريق توتنهام هوتسبير، لاعب خط وسط الفريق، رودريغو بينتانكور بأنه «شخص استثنائي»، بعد معاقبة الأوروغواياني؛ لاستخدامه لغة عنصرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.