الهيدروجين «الأزرق» ربما يضر المناخ

إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة أفضل للبيئة (شاترستوك)
إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة أفضل للبيئة (شاترستوك)
TT

الهيدروجين «الأزرق» ربما يضر المناخ

إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة أفضل للبيئة (شاترستوك)
إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة أفضل للبيئة (شاترستوك)

يُعدّ استخدام الهيدروجين «النظيف» بديلاً حيوياً ومراعياً للبيئة في مجال الطاقة، لكن دراسة حديثة أظهرت أنه قد يتسبب بانبعاثات لغازات الدفيئة أعلى من تلك الصادرة عن الفحم.
ويتم الحصول على هذا الهيدروجين المسمى «أزرق» عندما يُحتبس ثاني أكسيد الكربون المنبعث، فيعاد استخدامه أو يخزن، في حين أن الهيدروجين «الأخضر»، يُنتج من مصادر الطاقة المتجددة، مثل تلك الريحية أو الشمسية.
ويُفترض بالهيدروجين «الأخضر» المساهمة في إزالة الكربون من وسائل النقل والصناعة وتخزين الطاقة المتجددة على حد سواء.
ويندد القيمون على هذه الدراسة بـ«الهيدروجين الأزرق»، معتبرين أنه «يبدو من الصعب تبرير استخدامه لأسباب مناخية»، وفق ما جاء في مقال نُشر في مجلة «إينرجي ساينس أند إنجينيرينغ» الجامعية، لفت إلى التأييد الواسع لهذا النوع من الوقود، خصوصاً في واشنطن.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن بعض الخبراء يعتقدون أن مفهوم الهيدروجين «النظيف» يشمل في طياته الهيدروجين «الأزرق».
ويحذر القيمون على الدراسة، خصوصاً من استخدام الهيدروجين «الأزرق» بسبب تخزين الكربون. فلن تسير الأمور على خير ما يرام، إلا إذا كان ممكناً «تخزين ثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل، بما لا نهاية له، في المستقبل، من دون أي تسرب إلى الغلاف الجوي».
كما أن إنتاج الهيدروجين «الأزرق» يستهلك كمية كبيرة من الطاقة، مع انبعاثات تصدر خلال عمليات التسخين والضغط، فضلاً عن استخدام الغاز الطبيعي كوقود أساسي لتوليد الهيدروجين، وفق هذه الدراسة التي أشرف عليها روبرت هوارث من جامعة كورنل ومارك جايكوبسون من ستانفورد.
واعتبر الباحثون أن الهيدروجين «الأزرق» مجرد «أداة تلهية» من شأنها «تأخير التدابير اللازمة لإزالة المريون فعلاً من الاقتصاد».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».