كلينت إيستوود... «كاوبوي» قديم

جديد ابن الحادية والتسعين قراءة في ماضيه

إيستوود في فيلمه الجديد «كراي ماتشو»
إيستوود في فيلمه الجديد «كراي ماتشو»
TT

كلينت إيستوود... «كاوبوي» قديم

إيستوود في فيلمه الجديد «كراي ماتشو»
إيستوود في فيلمه الجديد «كراي ماتشو»

في الأسبوع الأول من الشهر المقبل فيلم وسترن معاصر (أي يقع في الزمن الحالي) تطرحه شركة وورنر في الأسواق وعلى منصّة HBO MAX في وقت واحد عنوانه Cry Macho. لكن هذا ليس الخبر، وإذا كان فهو يشترك في العديد من الأفلام التي عُرضت أو ستعرض قريباً أو لاحقاً. ‬
الخبر أن البطولة والإخراج لكلينت إيستوود الذي احتفل في 31 مايو (أيار) بعيد ميلاده الحادي والتسعين. ليس هذا فقط، هو كان في الثامنة والثمانين من العمر قبل أربع سنوات عندما أنجز فيلمين متلاحقين: The 15:17 to Paris وThe Mule وكان في مطلع الثمانينات من حياته عندما حقق أفلامه بنسبة فيلم واحد كل سنة.
«كراي ماتشو» هو فيلمه الثالث والستين ممثلاً والثالث والأربعين منتجاً والواحد والأربعين مخرجاً. وإذا ما جمعنا أعمالاً تلفزيونية ومقطوعات موسيقية وبعض الأفلام القصيرة والفيديو ارتفعت الأرقام على نحو يتطلّب الوقت لإحصائه.
في مهنته، التي بدأت سنة 1955 بفيلم «انتقام المخلوق» (Revenge of the Creature)، أمتلك القرار وحافظ على نظام عمل ربطه بشركة وورنر إلى اليوم. وفي حين أنتج وأخرج ومثل وكتب الموسيقى إلا أنه لم يكتب السيناريو. هذا كان موضوع أحد أسئلتي إليه عندما التقيت به سنة 2002 للمرّة الأولى (من مرّتين). ابتسم وقال: «لست جيداً في ابتكار الحكايات. أفضل أن أقرأها. كتابة السيناريو حرفة يجيدها عديدون لكني لا أدري إذا كنت مناسباً لها».
جرذ في المعطف
في ذلك الفيلم الأول الذي أخرجه جاك أرنولد يمر المشهد الذي يظهر فيه خاطفاً. هو مساعد شاب لعالم في المختبر. يتقدّم من رئيسه ويشكو إن هناك جرذاناً فلت من قفصه. ثم ينتبه إلى أن هناك شيئاً في جيب سترته فيمد يده ويخرج جرذاً أبيض اللون ويقول «ما الذي أتى به إلى جيبي؟». إذا كان القصد هنا إحداث لفتة كوميدية في فيلم رعب حول مخلوق برمائي متوحش، فإن النكتة لم يكن لها أي صدى. كذلك تمثيله لم يكن دلالة على أن ممثل مشهد الدقيقة هذا سيعود لاحقاً في أدوار أكبر. ولا حتى أصغر. وعندما دفعه طموحه في تلك الآونة للحديث مع أحد كبار المنتجين في شركة كولمبيا حينها، لعله يؤم بطولة أحد الأفلام قال له ذاك: «لن تصبح نجماً مهما حاولت مستر إيستوود. لديك تفاحة آدم كبيرة تمنع الجمهور من الإعجاب بك».
طبعاً لو اقتنع إيستوود بذلك وبقي في عداد الأدوار الموجزة لما بات لاحقاً أحد أشهر ممثلي عصره وعصر سواه.
حلقات «روهايد» التلفزيونية أنقذته. عُرض عليه تمثيل الدور الثاني في مسلسل الغرب الأميركي حول رعاة البقر المنتقلين دوماً في البراري مع حكاياتهم وصراعاتهم ضد لصوص البقر والعصابات الشريرة والهنود الحمر. لفت نظر سيرجيو ليوني قبل أن يعرف اسمه. كان يبحث عن بطل لفيلم استوحاه من «يوجيمبو» للياباني أكيرا كوروساوا (1961). فيلم ليوني كان «لأجل حفنة دولارات» (1964) و«إيستوود»، الذي وصل إلى التصوير منتعلاً الحذاء ذاته الذي ظهر به في المسلسل، لم يكن الاختيار الأول للدور. المخرج وشركاه كانوا اتصلوا بلي مارفن وهنري سيلفا وروري كالهون وكلي ف روبرتسون وبستيف ريفز من بين آخرين قبله. كلهم رفضوا أو كانوا مرتبطين.
عُرف إيستوود في ذلك الفيلم بالرجل الذي بلا اسم ونجاحه أدّى إلى «لأجل حفنة أخرى من الدولارات» (1965) ولاحقاً إلى «الطيب والسيء والبشع» (1966).
النجاح الكبير الذي حققه إيستوود في هذه الثلاثية أثمر عن عودته إلى أميركا لا مجرد ممثل لا يعرف اسمه أحد، بل إلى بطل الأفلام التي عُرضت سريعاً عليه. أولها «أشنقهم عالياً» لتد بوست (وسترن) و«حيث تجرؤ النسور» لبرايان ج. هاتون (حربي) و«آدهن عربتك» لجوشوا لوغن (وسترن موسيقي)، و«خديعة كوغن» لدون سيغال (بوليسي). كل هذه الأفلام توالت ما بين 1968 و1970.
حلول فردية
«خديعة لوغن» أثمر عن أول تعاون بينه وبين المخرج دون سيغال الذي عاد إليه بسيناريو فيلم وسترن عنوانه «بغلان للأخت سارا» (1970). في تلك الأثناء عرض عليه برايان ج. هاتون بطولة فيلم حربي آخر هو «أبطال كيلي» سنة 1970 أيضاً. لم يكن بطلاً منفرداً لكن إيستوود وافق عليه ثم انطلق من بعده لأداء بطولة فيلم آخر لسيغال هو «المخدوع» (1971) وكل هذا قبل أن ينتقل بنجاح إلى شخصية المحقق الذي يفهم القانون ويطبقه بعيداً عن قواعده وشروطه محوّلاً نفسه إلى قاضٍ ومنفّذ إعدام في الوقت ذاته. الفيلم هو «ديرتي هاري» (1971) الذي تبعته سلسلة مشهودة شملت أربعة أفلام أخرى.
تبعه كذلك وقوف إيستوود مخرجاً للمرة الأولى مفاجئاً معجبيه بأن الفيلم الذي اختاره لهذه الغاية كان فيلماً عاطفياً («اعزف لي ميستي»، 1971)
الطريق باتت مفتوحة أمامه والانطلاقة كانت بسرعة ضوئية. اثنا عشر فيلماً ما بين 1971 و1980 هي مزيج من أفلام حققها آخرون له وأخرى من إخراجه. سمة العديد من هذه الأفلام (خصوصاً التي حققها له دون سيغال) إنها يمينية، لكن يمينية إيستوود لم تمنعه من نقد النظام في أكثر من فيلم. عندما ينفّذ هاري القانون بيديه في «ديرتي هاري» فإنه ينتقد تقاعس وبيروقراطية النظام، ولو من وجهة نظر تقترح تأييد الحلول الفردية. وعندما ووجه بانتقادات الإعلام الحادة لهذا الدور أقدام على تليين الموقف في «ماغنوم فورس»، منتقداً الصورة التي قدّمها في «ديرتي هاري». هذا مكّنه من الاستقرار على نوع منفتح من الأداءات غالباً كما الحال في «ثندربولت ولايتفوت» (مايكل شيمينو، 1975) و«التحدي» (إيستوود، 1977) «الهروب من الكاتراز» (سيغال، 1979) و«برونكو بيلي» (إيستوود، 1980).
في مضامين أفلامه ممثلاً في شكل عام هناك شخصية رجل يريد أن يسخر قليلاً من ماضيه. التحري هاري بات يقارع الشرب في «تأثير مفاجئ» (إيستوود) وفي «هونكي تونك مان» (1982) ويعود إلى شخصية الرجل بلا اسم في «فارس شاحب» (إخراجه، 1985) ويدلف نقاط الظلام في شخصية مستوحاة من شخصية المخرج جون هيستون في «صياد أبيض، قلب أسود» (إخراجه، 1990).لكنه ملتزم بخطه السياسي في فيلمين حربيين هما «فايرفوكس» و«هارتبريك ريدج» وكلاهما في عهد الرئيس (الآتي من التمثيل بدوره) رونالد ريغان. الأول يتحدث عن عملية تسلل للاتحاد السوفياتي سنة 1982) والثاني عن الغزو الأميركي لغواتيمالا (1986).
في فيلمه الجديد «كراي ماتشو» ما يوازي اهتماماته في الأفلام الأخيرة له منذ «غران تورينو» (2008) وما بعد: إعادة النظر في تكوين رجل صعد الجبل ونظر منه إلى العالم ثم هبط عنه مخلفاً هناك أيقونته. في هذا الفيلم يلعب حياته مختصرة: كاوبوي قديم يحاول نقد الهالة التي واكبته ويعيش عالماً لن يعود لما كان عليه من قبل.


مقالات ذات صلة

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سينما «الرحلة 404» اشتراك مصري لهاني خليفة (فيلم كلينيك)

سباق أوسكار أفضل فيلم أجنبي بدأ عربياً وأجنبياً

لم تتقدّم بعد أي دولة عربية بفيلم لها في غمار سباق أوسكار «أفضل فيلم عالمي» (أفضل فيلم أجنبي)، وسيكون من الملاحظ أن الزحام الذي حدث في العام الماضي

سينما «خط أخضر» (ماد سوليوشن)

شاشة الناقد: حروب أهلية

خط أخضر - عودة إلى الحرب اللبنانية في فيلم تسجيلي بتوقيع سيلڤي باليو (لبنان، قطر، فرنسا - 2024).

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق أوطاننا تربّي القلق في أبنائها وتواجههم بأشكال النهايات (صور ماري لويز إيليا)

«الموت ومخاوف أخرى»... تمادي العبث اللبناني

الفيلم يتحوّل جماعياً بتبنّي حالة اللبناني المُدرِك أنّ خلف الفرح غصّة. وحين تقول صاحبته: «بِعتَل هَم انبسط»، فذلك لحتمية تسلُّل الأحزان من حيث لا ندري.

فاطمة عبد الله (بيروت)

المخرج تاكيشي كيتانو لـ«الشرق الأوسط»: عليّ أن أكون قادراً على التعبير عن نفسي بالطريقة وبالأسلوب الذي أراه

تاكيشي كيتانو (ذ هوليوود ريبورتر).
تاكيشي كيتانو (ذ هوليوود ريبورتر).
TT

المخرج تاكيشي كيتانو لـ«الشرق الأوسط»: عليّ أن أكون قادراً على التعبير عن نفسي بالطريقة وبالأسلوب الذي أراه

تاكيشي كيتانو (ذ هوليوود ريبورتر).
تاكيشي كيتانو (ذ هوليوود ريبورتر).

ذات مرّة لبّى المخرج الأميركي سام بكنباه نداءات النقاد وقام بتحقيق فيلم يخلو من العنف (باستثناء مشهد واحد لا يندرج تحت الوصف تماماً). الفيلم كان «حكاية كابل هوغ الشعرية» (The Ballad of Cable Hogue)... وفشل الفيلم تجارياً.

تعليق بكنباه على ذلك كان ساخراً: «يطلبون مني التخلي عن مشاهد العنف، وعندما أفعل، يفشل الفيلم».

المخرج الياباني تاكيشي كيتانو لديه المشكلة ذاتها: إذا ما أنجز فيلماً لا يقوم على العنف كعادة أعماله فإن القلّة تحتفي به. حدث هذا عندما قام في عام 1999 بتحقيق Kikujiro، دراما خفيفة حول رجل (كيتانو نفسه) ينطلق مع صبي صغير يبحث عن أمّه. الإقبال كان أقل على نحو ملحوظ من أفلام كيتانو الأخرى.

«السيّاف الأعمى زاتويشي (أشاي ناشنال كومباني).

سؤال في العنف

أذكر له ذلك في لقائي معه خلال حضوره مهرجان ڤينيسيا (أحد رواد هذا المهرجان منذ سنوات بعيدة) فيبتسم ويجيب: «ربما لم يكن فيلماً جيداً. لا أدري. لكن الدرس الذي تعلّمته في مهنتي أن المخرج عليه أن يلبي حاجته الشخصية وإذا ما اضطر إلى القيام بشيء مختلف فإن عليه أن يتوقع عدم استجابة الآخرين له. هذا يحدث كل يوم مع كتّاب روايات ورسّامين وموسيقيين وممثلين ومخرجين».

مهنته كمخرج بدأت سنة 1989 عندما حقق «شرطي عنيف» (Violent Cop). أحداثه، مثل عنوانه. كيتانو يلعب فيه دور الشرطي الذي لا يؤمن بأن يمضي الجناة من دون عقاب ويكتشف أن زميلاً له يتاجر بالمخدرات. سوف لن يرحمه ولن يرحم شركاءه. يعلّق على هذا الفيلم الأول بقوله: «أردت أن أمنح المشاهدين عملاً يقتص من المجرمين الخارجين عن القانون والذين يعتقدون أنهم فوقه. لا يهمني أن أكتب وأخرج فيلماً يتناول مثل هذه القصص درامياً أو كنوع إرشادي. أنا مثل بطل الفيلم أريد للقانون أن يحكم ويكون قوياً في الحكم».

كيتانو في «غضب محطّم» (مهرجان ڤنيسيا).

‫* هذا المنوال يتكرر في كل أفلامك اللاحقة تقريباً. هل هو الحل أو أنك تصنع هذه الأفلام تلبية لرغبة الجمهور؟‬

- في البداية لا يعرف المخرج ما يريده الجمهور بالتحديد، لكن ذلك يتغيّر سريعاً. حين تسأل إذا ما كان العنف هو الحل، فإن الجواب البديهي أنه ليس كذلك لكني أتمنى لو كان هناك من يرى غير ذلك. لا أمارس العنف في حياتي على الإطلاق لكن أفلامي تعبّر عن نظرتي ومعرفتي. أيضاً أنا لا أصنع أفلامي لكي تطرح حلاً، بل لتقديم وضع يتضمن بالطبع رغبة الفيلم بالوصول إلى جمهور يقدّر ما أقوله.

عبر أفلامه، يعمد كيتانو لتداول صورة عن يابان لم تعد موجودة. صورة مستمدة من زمن الفروسية في قرون ماضية. يابان الساموراي والياكوزا والإمبراطورية التي تتنازع فيما بينها. حين أسأله إذا ما كان هذا صحيح، يقول:

«ليس كله صحيحاً. العصابات موجودة في أفلامي وموجودة في تاريخ اليابان وحاضره. لا أدّعى أنني أنقل صورة واقعية، لكن أوافق على أني أقدم أفلاماً تعبّر عن فروسية وبطولة مضت، وعليّ أن أكون قادراً على التعبير عن نفسي بالطريقة وبالأسلوب الذي أراه».

ياكوزا من جديد

فيلمه الجديد «غضب محطّم» (Broken Rage) هو ثالث ثلاثية عن عصابات الياكوزا التي يعود تاريخها حسب بعض المراجع إلى القرن السابع عشر. فيلم كيتانو لا يتحدث عن عصابات الأمس، بل تقع أحداثه في الزمن الحاضر. الموضوع، بحد ذاته، يتيح لكيتانو الاشتغال على النوعية التي يحبّها أكثر من سواها وهي مزيج من الحركة (الأكشن) والجريمة والمشاهد العنيفة.

كان مقدّم «توك شو» كوميدي على الشاشة الصغيرة قبل أن يؤدي دور القائد الياباني القاسي سنة 1983 في فيلم ناغيزا أوشيما «ميلاد سعيد، مستر لورنس» (Merry Christmas Mr. Lawrence).

* ذكرت في أحاديث مختلفة لك أن هذا الفيلم جعلك تفكّر بالتحوّل إلى الإخراج. كيف ذلك؟

- قبل ذلك لم أكن فكّرت في السينما كمخرج. حين راقبت أوشيما وهو يدير كل شيء ويصنع من كل مشهد الصورة التي يريد وينتج عن ذلك الفيلم الذي يتحدّث فيه عن كل ما في باله وغايته، أدركت أن هذا ما أود القيام به. كنت أجلس وأراقبه من دون تطفّل.

‫*‬ لكن أسلوبك غير أسلوبه.

- هذا طبيعي ولو لم يكن أوشيما بل مخرج آخر لكان هذا أيضاً أمر طبيعي. عندما أدركت ما أريد القيام به فعلاً وأن إخراج الأفلام هو الخطوة الصحيحة لي وجدت أن عليّ أن أنجز ما ينتمي إليّ فقط.

أفلام كيتانو لا تعرف المهادنة. أسلوبه يتبع نهجاً فنياً واضحاً. المهم لديه هو أن تكون الصورة نقية. الكاميرا تعيش الحدث والفكرة سهلة الوصول.

هذا مؤكد في أفلامه البوليسية مثل «سوناتين» (Sonatine) و«ما بعد الغضب» (Beyound Outrage) و«أخ» (Brother) من بين أخرى. حتى عندما يختار الانتقال إلى حكاية ليست معاصرة فإنه يبقى في أفضل حالاته. مثال ذلك «السيّاف الأعمى زاتويشي» (The Blind Swordsman‪:‬ Zatoichi) الفيلم الذي حققه سنة 2003 والذي يأتي بعد سلسلة من تلك الأسطورة حول محارب أعمى ينتصر للحق. كالعادة لعب كيتانو بطولة هذا الفيلم أيضاً.

في «غضب محطّم» يؤدي دور قاتل محترف نراه ينفّذ عمليّتين بنجاح كبير. بعد ذلك هو في قبضة رجلي بوليس يريدان منه تنفيذ عملية خطرة وصعبة لحسابهما مقابل إطلاق سراحه ومنحه هوية جديدة. المهمّة هي الانضمام إلى المافيا اليابانية (الياكوزا) كجاسوس. الفيلم ممتع بصرياً كمعظم أفلامه بالإضافة إلى ذلك هناك اشتغال على أسلوب السرد وتقسيم الحبكة لمنهجين من تفعيل الحكاية:

«لا أدري إذا كنت لاحظت أنه وراء قناع الدراما ومشاهد العنف هناك دائماً خيط ساخر. ما يقع في الفيلم لا يقع في الحياة. السينما ليست لنقل الحياة كما هي وإلا لما كانت هناك حاجة لها».