السودان يقرر رسمياً إنشاء بورصة للذهب

TT

السودان يقرر رسمياً إنشاء بورصة للذهب

أصدر وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، أمس، قراراً رسمياً بتشكيل بورصة للذهب والمعادن، يتوقع أن يبدأ عملها في القريب العاجل.
وتسعى الحكومة السودانية بتأسيس البورصة للحد من عمليات تهريب الذهب، وتطبيق أسعار البيع والشراء بالأسعار العالمية، لتوفير النقد الأجنبي لمقابلة احتياجات الاستيراد الضرورية. وبحسب القرار، تتكون لجنة تسيرية للإعداد لقيام سوق المال والمعادن، برئاسة وكيل وزارة المالية، وعضوية كل من وكيل وزارة المعادن، ونائب محافظ بنك السودان، ومدير عام مصفاة السودان للذهب، وسوق الخرطوم للأوراق المالية، بالإضافة إلى عدد من الخبراء المتخصصين في أسواق المال العالمية والمعادن الثمينة.
ومهمة اللجنة وضع خطة تنفيذية لقيام «البورصة» وتصور للبنية التحتية لسوق مال المعادن وفق المعايير العالمية المتعارف عليها في أسواق المال، بالإضافة لوضع تصور للهيكل التنظيمي وتصور للوائح البورصة التنفيذية وفقاً لأحدث الممارسات ووضع تصور للمتطلبات الفنية الخاصة بنظام التداول الإلكتروني للبورصة.
وقال عضو اتحاد أصحاب العمل السوداني، أحمد محمد سيد، إن إنشاء بورصة الذهب يمثل دفعة حقيقية للإنتاج في قطاع التعدين. وأضاف «شكّل تدني سعر الشراء سبباً رئيسياً لتهريب الذهب للخارج، وبالتالي يتحمل المنتج مخاطر التهريب، وأيضاً مخاطر الاتجار في السوق السوداء، وضياع نسبة مقدّرة من الإنتاج».
وأشار إلى أن عدم وجود معمل معترف به يصدر شهادات معايرة عالمية مثّل تحدياً للإنتاج السوداني من الذهب؛ إذ يذهب للخارج في شكل خام من غير شهادة معتمدة، وأوقع ذلك المنتج في فخ الغش، وخصم نسبة 12 في المائة من قيمة الذهب المبيع، وهذه خسارة ضخمة للاقتصاد السوداني.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن وجود بورصة معتمدة تعفي المنتجين من الذهاب ببضاعتهم للخارج؛ لأن المشترين يمكنهم الشراء المباشر عبر البورصة، وتقليل المخاطر والفاقد بالنسبة للمنتج، والسعر المجزي. وأضاف، أن البورصة تمكن من إنشاء عقود آجلة بضمان الإنتاج توفر عائداً من العملات الصعبة للمنتجين والبنك المركزي، وإنشاء سندات ذهبية بضمان الذهب نفسه للاستثمار في مدخرات المغتربين السودانيين؛ مما يوفر تمويلاُ لتطوير البورصة وتوسعها، وتوفر للبنك المركزي مورداً من العملات الصعبة بهامش ربح أفضل من الاقتراض.
وبلغ إنتاج الذهب خلال النصف الأول من العام الحالي 30 طناً من «شركات الامتياز ومعالجة المخلفات إلى جانب التعدين التقليدي». ويتراوح إنتاج الذهب في السودان ما بين 120 و200 طن سنوياً، ثلثه من التعدين الأهلي «التقليدي»، وتقدر عائدات الذهب بنحو 5 مليارات دولار في العام.
ويطالب القطاع الخاص بخروج البنك المركزي والشركات الحكومية، من مناطق الإنتاج، وترك تحديد الأسعار لحركة العرض والطلب. وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أصدر في مايو (أيار) العام الماضي قراراً بإنشاء بورصة للذهب وتوحيد سعره مع السعر العالمي، تتبعها تدابير مشددة للسيطرة على الصادرات.



معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024، ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال، إلى جانب العلاقة الوثيقة بين المنازل الذكية والطاقة النظيفة، مشددين في الوقت ذاته على الحاجة إلى تبني تقنيات الطاقة الخضراء.

ونجح المعرض في استقطاب أكثر من 30000 زائر، مسجلاً إقبالاً غير مسبوق، يعزز مكانته كحدث رائد في قطاع البناء والتشييد. واستضاف المعرض، الذي أقيم برعاية وزارة البلديات والإسكان من 4 إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، نحو 600 شركة من 31 دولة، ما يعكس أهمية الحدث بصفته وجهة رئيسية للمستثمرين والخبراء في مجالات التشييد والبنية التحتية المستدامة.

وشهد المعرض توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية شملت قطاعات متنوعة؛ بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتسريع التحول الرقمي ودعم الابتكار، إضافة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجال البناء المستدام والبنية التحتية الذكية.

واختتم المعرض، اليوم الخميس، بجلسات نقاشية تناولت الاتجاهات الحديثة في الإضاءة المستدامة والإسكان الذكي، حيث استعرضت الجلسة الأولى حلول الإضاءة المتطورة، مع التركيز على قضايا مثل تلوث الضوء وأثره على رؤية السماء الليلية، ومبادئ تصميم الإضاءة التي تأخذ بعين الاعتبار التكيف البشري وإدراك الألوان والتسلسل البصري.

وسلط المتحدثون الضوء على أهمية التحكم في السطوع والتباين لتسليط الضوء على النقاط المهمة في المساحات العامة. وفي الجلسة الثانية، تناولت التحديات التي تواجه المستثمرين في هذا القطاع، والحاجة إلى الابتكار وربط الأبحاث بحلول قابلة للتسويق.

واستعرضت الجلسة أيضاً التوجه نحو المدن الذكية وممارسات البناء الأخضر، حيث شدد المتحدثون على أن قانون البناء السعودي يضع معايير صارمة للاستدامة، فيما تهدف وزارة الطاقة إلى تحقيق نسبة 50 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كما تم استعراض نماذج ناجحة لهذا التحول، من ضمنها استبدال مصابيح الشوارع التقليدية بمصابيح LED في العديد من المدن.

يذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الحالية حقق نمواً ملحوظاً ورقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار والمشاركين بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، ما يعزز دوره بوصفه محركاً أساسياً للتطوير في قطاع البناء ووجهة أساسية للمهتمين بتطورات القطاع على المستويين المحلي والإقليمي.