السفارة الأميركية في كابل تتهم «طالبان» بارتكاب جرائم حرب

TT

السفارة الأميركية في كابل تتهم «طالبان» بارتكاب جرائم حرب

حذر مسؤولون أفغان وأميركيون من أعمال عنف كارثية في أفغانستان مع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية بنهاية الشهر الحالي. وأبدى نادر نادري؛ العضو البارز في فريق مفاوضات السلام الأفغانية، قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع، وقال في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي»: «إذا تقدمت (طالبان عسكرية) فسوف تحترق المنطقة، ولن يتم احتواء هذه الحرب داخل حدود أفغانستان»، مؤكداً إمكانية «ظهور جماعات إرهابية جهادية تشعر بالانتصار على الولايات المتحدة وحلفاء (الناتو)».
ونددت السفارة الأميركية في كابل بممارسات حركة «طالبان» بحق قوات الأمن الأفغانية، محذرة من ارتكاب جرائم حرب. وقالت السفارة الأميركية في تغريدة عبر «تويتر» صباح أمس الخميس: «نسمع تقارير عن قيام (طالبان) بإعدام القوات الأفغانية المستسلمة. إنه أمر مقلق للغاية، ويمكن أن يشكل جرائم حرب».
وأبدى مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية قلقهم من أن سيطرة حركة «طالبان» على أفغانستان «ستسمح لـ(القاعدة) بإعادة البناء والنفوذ؛ مما يخلق مخاوف أمنية خارج الحدود الأفغانية»، مشيرين إلى أن «الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب القوات العسكرية الأميركية يمكن أن يخلق فرصة لتنظيم (القاعدة) والجماعات الإرهابية الأخرى لإعادة تنظيم صفوفها، خصوصاً إذا استولت (طالبان) على الحكومة».
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن الأمن في أفغانستان يتدهور مع استمرار «طالبان» في السيطرة على مزيد من الأراضي، مشيراً إلى أن «كل الاحتمالات والنتائج واردة ولا مفر منها؛ بما في ذلك إمكانية سقوط العاصمة كابل». في الوقت نفسه؛ لا يزال الجيش الأميركي يشن من غارة إلى 5 غارات جوية كل يوم باستخدام طائرات من دون طيار يتم إطلاقها من الدول المجاورة.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تعمل من أجل التوصل إلى إجماع دولي بشأن الحاجة إلى اتفاق سلام في أفغانستان حتى مع إقرارها بأن «جميع المؤشرات» تشير إلى سعي «طالبان» إلى «تحقيق نصر في ساحة المعركة». وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريحات الأربعاء، إنه في الوقت الذي تتقدم فيه «طالبان»، التقى مبعوثون من أميركا والصين وروسيا ودول أخرى في الدوحة مع مفاوضين من حركة «طالبان» والحكومة الأفغانية في محاولة لكسر الجمود في محادثات السلام.
وقال برايس، في إفادة صحافية، إن «طالبان» تنتهك «نص وروح» اتفاقية فبراير (شباط) 2020 بين الولايات المتحدة و«طالبان» لانسحاب جميع القوات الأميركية من أطول حرب للولايات المتحدة. وأضاف برايس أن «طالبان» ملتزمة بإجراء محادثات بين الأفغان بشأن اتفاق سلام يؤدي إلى «وقف دائم وشامل لإطلاق النار».
وأشار برايس إلى أن المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد ونظراءه الروس والصينيين والباكستانيين ومسؤولين من دول أخرى، ومنظمات دولية، بدأوا محادثات في الدوحة مع مفاوضي «طالبان» وكابل يوم الثلاثاء. وقال: «نعتزم التوصل إلى إجماع وجعل المجتمع الدولي يتحدث بصوت واحد» بشأن الحاجة إلى اتفاق سلام.
وأضاف: «كل الدلائل تشير إلى أن (طالبان) تسعى بدلاً من ذلك إلى تحقيق انتصار في ساحة المعركة عبر مهاجمة عواصم الأقاليم واستهداف المدنيين، وذلك يتعارض مع روح الاتفاق».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.