«بينو» يقترب من الأرض بحلول عام 2300 من دون أن يشكل خطراً

المركبة الفضائية «أوزيريس ريكس» في الكويكب بينو (أ.ب)
المركبة الفضائية «أوزيريس ريكس» في الكويكب بينو (أ.ب)
TT

«بينو» يقترب من الأرض بحلول عام 2300 من دون أن يشكل خطراً

المركبة الفضائية «أوزيريس ريكس» في الكويكب بينو (أ.ب)
المركبة الفضائية «أوزيريس ريكس» في الكويكب بينو (أ.ب)

في عام 2135، سيقترب الكويكب بينو كثيراً من الأرض ليصبح على بعد نصف المسافة فقط بين كوكبنا والقمر، لكن احتمالات حدوث ارتطام لاحق بحلول سنة 2300، لا تزال ضئيلة للغاية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. هذا الكويكب الذي اكتُشف عام 1999 ويبلغ قطره 500 متر، هو أحد الكويكبين المعروفَين في نظامنا الشمسي اللذين يشكلان الخطر الأكبر على الأرض، بحسب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وكان قد أمضى مسبار «أوزيريس - ريكس» التابع لوكالة «ناسا» عامين في المدار حول بينو، وقد غادره في مايو (أيار) الماضي لإحضار العينات التي جُمعت خلال احتكاك لبضع ثوانٍ مع أرض الكويكب والتي ستصل إلى كوكبنا عام 2023. وأتاحت المهمة دراسة الكويكب عن كثب، وتحسين التكهنات بشكل كبير بشأن مساره في المستقبل. وخلص العلماء إلى أنه بحلول عام 2300، لا يتخطى احتمال الاصطدام بالأرض 0.057 في المائة.
وقال الباحث في مركز «نير إيرث أوبجكت ستاديز» التابع لـ«ناسا» ديفيده فارنوكيا خلال مؤتمر صحافي: «بكلام آخر، هذا يعني أنّ ثمة احتمالاً بنسبة 99.94 في المائة بألا يكون (الكويكب) بينو على مسار ارتطام»، لذا «لا داعي للهلع». لكن لماذا لا يمكن الجزم بنسبة 100 في المائة؟
في سبتمبر (أيلول) 2135، سيمر الكويكب بينو في نقطة قريبة جداً من الأرض. هذا سيترك احتمالاً لعبور ما يسمى «ثقب المفتاح الجاذبي»، وهي منطقة من شأنها أن تغير مسار الكويكب بشكل طفيف، بسبب تأثير جاذبية الأرض، مما يؤدي تالياً إلى وضعه في مسار تصادم مستقبلي.
وقبل مهمة «أوزيريس - ريكس»، كان يُحتمل أن يكون 26 «ثقب مفتاح» بحجم كيلومتر أو أكثر على طريق بينو في عام 2135. وبفضل التحليلات التي سمح بها مسبار «أوزيريس - ريكس»، تمكن العلماء من استبعاد 24 من هذه الثقوب، وبقي اثنان أخيران. وبحسب العلماء، فإن التاريخ الأكثر احتمالاً للارتطام سيكون عام 2182.
وإذا حدث ذلك، سيكون الحدث كارثياً. وقال ليندلي جونسون من مكتب «بلانيتاري ديفنس كووردينايشن أوفيس» التابع لـ«ناسا» إن «حجم الحفرة عادة ما يكون من 10 إلى 20 ضعفاً حجم الجسم». وبالتالي بالنسبة لبينو، يتراوح قطر الحفرة بين 5 و10 كيلومترات. لكن «منطقة الدمار ستكون أكبر بكثير من ذلك، بما يصل إلى 100 ضعف حجم الحفرة»، بحسب جونسون. وقال جونسون إن الباحثين كانوا يعرفون نحو 79 في المائة من الكويكبات بحجم بينو والقريبة من الأرض.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.