السنيورة لـ«الشرق الأوسط»: انعقاد «الأعلى للدفاع» بغياب دياب «غير دستوري»

أزمة الكهرباء والمحروقات تتفاقم... و«المركزي» عاجز عن تأمين الدولار لاستيراد المحروقات

فؤاد السنيورة
فؤاد السنيورة
TT

السنيورة لـ«الشرق الأوسط»: انعقاد «الأعلى للدفاع» بغياب دياب «غير دستوري»

فؤاد السنيورة
فؤاد السنيورة

أبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المجلس الأعلى للدفاع أمس، أن المصرف المركزي لم يعد قادراً على دعم شراء المحروقات، وطالب باقتراح قانون في مجلس النواب بطلب صرف اعتمادات لـ«كهرباء لبنان» من أجل شراء الفيول، في ظل أزمة مرتبطة بانقطاع الكهرباء عبر محطات التوليد ومحطات الشبكة البديلة، فضلاً عن تجدد الطوابير أمام محطات تعبئة الوقود.
وترأس الرئيس ميشال عون أمس اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، بغياب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب المحجور صحياً بسبب مخالطة مصابين بفيروس «كورونا»، وهو ما أثار جملة أسئلة حول دستورية الاجتماع، كون رئيس الحكومة هو عضو أساسي فيها، إذ أشار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة إلى أن غياب رئيس الحكومة عن الجلسة، وهو نائب رئيس المجلس الأعلى للدفاع «سابقة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن الجلسة بغياب رئيس الحكومة «غير دستورية».
وكان المجلس عقد جلستين، الأولى في حضور نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة زينة عكر، ووزراء المالية والداخلية والاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، أما الثانية فشارك فيها قادة الأجهزة الأمنية ووزيرا الأشغال والطاقة في حكومة تصريف الأعمال وحاكم مصرف لبنان.
وقال أحد الوزراء المشاركين في الاجتماع الأول لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع بحث إعطاء الإذن لملاحقة مدير عام أمن الدولة اللواء أنطوان صليبا في ملف انفجار مرفأ بيروت، في ضوء الاستشارة اللي وضعتها هيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل التي ألحقت بموجبها اللواء صليبا برئيس المجلس الأعلى للدفاع الرئيس ميشال عون ونائبه الرئيس دياب.
وقرر المجلس الأعلى للدفاع إحالة طلب ملاحقة اللواء طوني صليبا إلى النيابة العامة التمييزية.
وفي الاجتماع الثاني، أبلغ حاكم مصرف لبنان المجلس أن لا قدرة له على توفير الدولار لاستيراد المحروقات، علما بأن «المركزي» يوفر العملة الصعبة لاستيرادها قبل أن يشح احتياطي المصرف من العملة الصعبة. وقال المصدر الوزاري إن سلامة «أكد أنه لم يعد قادراً لأن كل القوى السياسية تعارض المس بما تبقى من احتياط دولار لدى المركزي»، وقال إنه على استعداد لتسهيل من يريد استيراد المحروقات على سعر صرف الدولار في السوق السوداء البالغ نحو 20 ألف ليرة للدولار الواحد، وإلا فإن الحل الثاني يتمثل في اقتراح قانون في مجلس النواب لفتح اعتماد لاستيراد الفيول من الاحتياطي الإلزامي، أسوة بما جرى في المرة الماضية في شهر مايو (أيار) الماضي.
وقال المصدر إن سلامة بذلك «يرفع المسؤولية عن نفسه لجهة المساس بالاحتياطي الإلزامي».
ولا تستطيع الحكومة المستقيلة أن تعد مشروع قانون لمجلس النواب تطلب فيه اللجوء إلى الاحتياطي الإلزامي للمصارف في مصرف لبنان لتأمين دعم الفيول، فيما يستطيع البرلمان أن يطلب ذلك عبر اقتراح قانون معجل مكرر يتقدم به عشرة نواب يقر في الهيئة العامة لمجلس النواب.
وأشار وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر إلى «أننا اليوم في مرحلة الذروة في الحاجة للكهرباء. حاجتنا هي 3000 ميغاواط والقدرة الإنتاجية بحسب الفيول المتوفر لا تتجاوز الـ750 ميغاواط». وقال إن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أشار إلى أن الحل باقتراح قانون في مجلس النواب بطلب صرف اعتمادات لكهرباء لبنان من أجل شراء الفيول لأنها الحل الأوفر على المواطن حتى ولو تم رفع التعرفة عليه.
وتمثل أزمة الكهرباء أكبر التحديات للسلطة السياسية على ضوء الشح بمادة المازوت التي باتت تهدد قطاعات واسعة. ورأى عضو كتلة «حزب الله» النيابية النائب حسين الحاج حسن، أن «حل أزمة المازوت يكمن بفتح اعتمادات جديدة من قبل حاكم مصرف لبنان وتوقيع قرارات استثنائية لتأمين محروقات لمؤسسة كهرباء لبنان وإيجاد الحل ليس من مسؤولية الناس، بل يقع على عاتق حكومة تصريف الأعمال في انتظار تشكيل حكومة جديدة». وأشار في حديث إذاعي إلى أن «تكلفة تمويل شراء المحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان أقل بنسبة 30 في المائة من تمويل شراء المازوت للمولدات».
ولفت الحاج حسن إلى أن «وزارة الطاقة أنجزت مناقصة لتحويل النفط العراقي إلى محروقات قابلة للاستخدام، وهناك العديد من العقبات التي يجري تذليلها راهنا»، ونقل عن وزير الطاقة تأكيده أن «وصول الفيول العراقي بات قريبا، ما يعني زيادة في التغذية الكهربائية بين خمس وست ساعات يوميا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».