اكتشاف «مقبرة جماعية» جديدة في ترهونة

استخراج جثث من «مقبرة جماعية» بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا)
استخراج جثث من «مقبرة جماعية» بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا)
TT

اكتشاف «مقبرة جماعية» جديدة في ترهونة

استخراج جثث من «مقبرة جماعية» بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا)
استخراج جثث من «مقبرة جماعية» بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا)

عثرت فرق «إدارة البحث عن الرفات» بالهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا على تسع جثث مجهولة الهوية في مدينة ترهونة (95 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس). وسبق لفرق البحث العثور على عشرات الجثث في مقابر متفرقة بالمدينة منذ انتهاء الحرب على طرابلس، وهروب ميليشيا «الكانيات»، المتهمة بارتكاب جرائم خطف وتعذيب، وقتل مواطنين معارضين لتوجهها. وقالت الهيئة العامة للبحث عن المفقودين، أمس، إن «الجثث عثر عليها في مقبرة جديدة تم اكتشافها أول من أمس في منطقة المشروع الزراعي، على بعد 5 كيلومترات عن مركز مدينة ترهونة»، مؤكدة انتشال الجثث التسع، واستمرار أعمال البحث في المنطقة استجابة لبلاغات أخرى واردة للهيئة. ووفق تقديرات الهيئة فإن حصيلة الجثث المكتشفة في ترهونة ومحيطها وصل إلى 177 جثة، «وجدت أغلبها مكبلة اليدين»، وتم التعرف على 34 منها بواسطة البصمة الوراثية.
وكانت ترهونة معقلاً للواء التاسع، المسمى «الكانيات» نسبة لعائلة الكاني، التي تزعم أبناؤها اللواء التابع لـ«الجيش الوطني»، والذي خاض معه الحرب على العاصمة الليبية منذ أبريل (نيسان) عام 2019. وفي يوليو (تموز) الماضي، أكد سفير بريطانيا السابق لدى ليبيا، نيكولاس هوبتون، على عزم حكومة بلاده على دعم التحقيقات الجارية بشأن العثور على هذه «المقابر الجماعية»، ومحاسبة مرتكبي «الجرائم المروعة» هناك. وقال هوبتون، الذي ظهر في أحد المواقع التي يتم منها استخراج رفات الجثث بترهونة، في مقطع فيديو نشرته السفارة عبر صفحتها على «فيسبوك» إنه «يستحيل التعبير بالكلمات عماذا يعني زيارة هذا المكان، الذي قتلت فيه ميليشيا الكانيات العديد من المواطنين». وفيما تنتظر عشرات الأسر في ترهونة، ومناطق مجاورة إجلاء مصير ذويهم المختفين، قالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين إنه بعد إجراء تحليل لـ1300 عينة بالحمض النووي، ومطابقتها بالعينات المأخوذة من الجثامين، تمكنت إدارة مختبرات البصمة الوراثية من التعرف على هوية 34 مفقوداً من خلال مقارنة العينات المرجعية لذويهم.
وأُعلن في بنغازي عن مقتل محمد الكاني، قائد ميليشيا «الكانيات» نهاية الشهر الماضي، «خلال مقاومته لأجهزة الأمن أثناء مداهمة مقر سكنه في بنغازي، بناء على مذكرتين من القضاء المدني والعسكري، واستنادا إلى شكاوى ضد جرائم نسبت له خلال فترة حرب 2019».وسبق لبريطانيا فرض عقوبات على «الكانيات» في 13 من مايو (أيار) الماضي، لاتهام قادتها «بارتكاب أعمال ترويع وترهيب في ترهونة، شملت التعذيب وقتل المدنيين والإخفاء قسراً».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.