مع استمرار تفشي «كورونا»... كيف تتفاوض مع مديرك لمواصلة العمل من المنزل؟

ما زالت الكثير من الشركات متحيرة بشأن قرار عودة الموظفين إلى المكاتب (رويترز)
ما زالت الكثير من الشركات متحيرة بشأن قرار عودة الموظفين إلى المكاتب (رويترز)
TT

مع استمرار تفشي «كورونا»... كيف تتفاوض مع مديرك لمواصلة العمل من المنزل؟

ما زالت الكثير من الشركات متحيرة بشأن قرار عودة الموظفين إلى المكاتب (رويترز)
ما زالت الكثير من الشركات متحيرة بشأن قرار عودة الموظفين إلى المكاتب (رويترز)

مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، ما زالت الكثير من الشركات متحيرة بشأن قرار عودة الموظفين إلى المكاتب، حيث يرى بعض المديرين أن الوقت ما زال غير مناسب للعودة في حين يعتقد البعض الآخر أن رجوع الموظفين لمكاتبهم أمر ضروري وينبغي أن يحدث سريعاً.
وفي هذا السياق، يرى بعض الخبراء ضرورة وجود مرونة في هذا الأمر، بمعنى أن يتم السماح لبعض الأشخاص بالعمل من المنزل مع إعادة نسبة معينة من الموظفين للمكتب.
يمكن أن يتم ذلك عن طريق مقارنة إنتاجية الموظفين قبل عملهم من المنزل وبعدها، وإعادة فقط الأشخاص الذين تدهورت إنتاجيتهم أثناء عملهم بالمنزل إلى المكاتب، وإبقاء أولئك الذين زادت إنتاجيتهم في منازلهم.
كما يمكن إنزال الموظفين ثلاثة أيام فقط في الأسبوع أو تقسيمهم إلى مجموعتين يكون على كل منها الذهاب للمكتب لمدة أسبوعين فقط في الشهر والعمل من المنزل خلال الأسبوعين الآخرين.
وتحدثت شبكة «سي إن إن» الأميركية إلى عدد من الخبراء عن كيفية تفاوض الموظفين مع مديريهم حول مواصلة العمل من المنزل أو حول وجود مرونة في جداول الذهاب إلى العمل.
وقال الخبراء إن هناك عدة طرق ينبغي أن يتبعها الموظفون أثناء التفاوض مع المديرين في هذا الشأن.
وهذه الطرق هي:
-افهم أولويات واهتمامات شركتك:
تقول فانيسا بونز، الأستاذة المشاركة في السلوك التنظيمي في جامعة كورنيل: «كل شركة لديها أولويات واهتمامات مختلفة عن الأخرى، فبعض الشركات تهتم فقط بالإنتاجية، وبعضها تهتم بمصلحة العملاء فيما تؤكد بعض الشركات على أهمية أن يحافظ موظفوها على التوازن بين عملهم وحياتهم الخاصة، لأن ذلك سيجعلهم أكثر سعادة وإنتاجاً في العمل».
وأضافت: «حدد اهتمامات شركتك وادمجها في طلبك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعرف أن شركتك تهتم بالإنتاجية، تحدث معهم عن مدى تحسن إنتاجيتك خلال عملك من المنزل. وإن كانت تهتم بصحتك النفسية وموازنتك بين عملك وحياتك، فمن السهل إثبات ذلك في طلبك».
-كن دقيقاً في طلبك:
إذا كنت تطلب من مديرك المزيد من المرونة في العمل، فينبغي أن تكون دقيقاً.
وقالت خبيرة التوظيف ديبرا ويتمان: «قد يعني المزيد من المرونة بالنسبة لك العمل عن بُعد ثلاثة أيام في الأسبوع، ولكن بالنسبة لرئيسك في العمل قد يعني ذلك العمل من المنزل مرة واحدة في الأسبوع».
وأضافت: «يجب أن تكون واضحاً ومحدداً في طلبك».
وأشارت ويتمان إلى أن اقتراح تجربة طلبك لفترة معينة يزيد من احتمالية موافقة المدير.
وتابعت: «على سبيل المثال اقترح على مديرك تجربة العمل من المنزل 3 أيام في الأسبوع لمدة 3 أشهر ثم تقييم التجربة. هذا الاقتراح يزيد من احتمالية موافقته بشكل ملحوظ».
-تجنب إرسال طلبك عبر البريد الإلكتروني:
توصي بونز بضرورة عرض طلب المرونة في العمل خلال محادثة شخصية مع المدير أو عبر تطبيقات مكالمات الفيديو الشهيرة مثل «زووم»، وتجنب إرسال بريد إلكتروني، مشيرة إلى أن المحادثات الشخصية تزيد من فرص قبول المدير للطلب.
وتابعت: «من الصعب أن ترفض طلب شخص ما حين يتحدث إليك وجهاً لوجه، لأن الرفض حينها يكون أمراً مزعجاً وغير مريح».
-احرص على طمأنة رئيسك بالعمل:
كن مستعداً لمعالجة أي مخاوف قد تجعل المدير متردداً بشأن جدول العمل المطلوب.
وقالت خبيرة التوظيف ستايسي هالر: «احرص على إخبار مديرك بأنك ستقوم بأداء عملك بكامل طاقتك وأنك ستزيد من إنتاجيتك وتحقق أهداف الشركة. قد يكون ذلك كل ما يحتاج مديرك للاستماع إليه».
-لا تفقد الأمل:
تقول بونز: «في حال رفض المدير لطلبك، يجب عليك ألا تفقد الأمل وأن تكرر طلبك مرة أخرى في المستقبل».
وأضافت: «عند انتهاء حديثك معه، اسأله عن إمكانية إجراء هذه المحادثة مرة أخرى بالمستقبل. فالكثير من الشركات غالباً ما تعيد تقييم سياستها كل فترة ويمكن أن يكون ذلك في مصلحتك».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
TT

«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)

يقصد عيادةَ اختصاصية التغذية اللبنانية، فيرا متّى، مواظبون على خطط غذائية تقي ويلات؛ منها السكّري. هؤلاء، في معظمهم، لم يغادروا المنازل نحو سقوف تتراءى آمنة من التوحّش المُعادي. في مقابلهم، يُفرِط كثيرون في تناول الطعام لسدّ حاجة إلى امتلاء تفرضه فراغات مؤلمة. لطالما تأكّدت العلاقة الشائكة بين المعدة والعالم الخارجي، وبدا وثيقاً الرابط بين الطعام والظرف. هذه أيامٌ مضطربة. جَرْفٌ من النزوح والخوف وفوضى الوقت. لذا تتدخّل الشهية في ترميم ما يتجوَّف. وتمنح بعض الأصناف اللذيذة شعوراً بالسكينة. فماذا يحدُث لدواخلنا، وهل النجاة حقاً بالأكل؟

اختصاصية السلوك الغذائي والتغذية العيادية الدكتورة فيرا متّى (حسابها الشخصي)

ينطبق وَصْف «ستريس إيترز (الأكل العاطفي)» على ملتهمي الطعام الملوَّعين بالمآسي. تقول اختصاصية السلوك الغذائي والتغذية العيادية، الدكتورة فيرا متّى، إنهم يشاءون مما يتناولونه الإحساس بواقع أفضل. تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن وَقْع الاضطراب في الأجساد والنفوس، فتتصدّى له، عموماً، أصناف المأكولات وكمّياتها: «تاركو المنازل يتابعون النقل المباشر للحرب دون انقطاع. يتفاقم توتّرهم وينمو الشعور بعدم الأمان. ذلك يعزّز هرمونات تشتهي أنواع السكّر، وقد تتعدّى الرغبةُ الحلويات إلى الأملاح، دفعةً واحدة، دون فاصل أو استراحة أضراس».

تحسم تبدُّل العادات الغذائية أو تأثّرها في أقل تقدير. فغذاء النازح غالباً «غير صحّي»، ويُعمّق سوءه «النوم المتقطّع، والروتين المستجدّ». تشرح: «ضرر ذلك على الأطفال الحدّ من نموّهم الفكري والجسدي، بينما يمسُّ هرمون الكورتيزول المُسبِّب تكوُّن الدهون على بطن الكبار، فتتحقّق زيادة الوزن وإن قلَّ التهام الطعام جراء اضطراب النوم والتوتّر العالي. هنا، يتحوّل كل ما يدخل الفم إلى دهون لإصابة هذا الهرمون بالارتفاع اللافت مُحوطاً بعوامل تُصعِّب انخفاضه».

تستوقفها وضعية التغذية المستجدّة، لتراوحها بين القلّة والسوء: «قد يحضُر الطعام على شكل معلّبات مثلاً. هذه طافحة بالصوديوم والسكّر المُضاف، وتحتوي مواد كيميائية تُسبّب السرطان على المدى الطويل. بذلك، لا يعود نقصُ الطعام مُسبِّبَ المرض؛ وإنما سوءه».

غذاء النازح غالباً غير صحّي ويُعمّق سوءه النوم المتقطّع (أ.ف.ب)

ما يُفعِّل تناقُل الأمراض، وفق فيرا متّى، «الطعام غير المحفوظ جيداً». تتحدّث عن حالات بكتيرية تتمثّل في عوارض؛ منها التقيّؤ واضطراب الأمعاء، لغياب الثلاجات أو انقطاع الكهرباء. «ذلك يُخفّض المناعة وينشر الأوبئة، خصوصاً بين الأطفال. أما الكبار فيفاقمون مشكلات السكّري والشرايين والكولسترول وتشحُّم الكبد إنْ عانوها».

تعطي نسبة 20 في المائة فقط، من بين مَن تابعتْ حالتهم الغذائية، لمن لا يزالون يلتزمون نظامهم الصحّي. آخرون لوَّعهم السكّري، فازدادوا لوعة، وضخَّم تبدُّلُ غذائهم معاناتهم مع الأمراض. من دورها العيادي، تحاول إعادة أمور إلى نصابها: «نركّز اليوم على السلامة الغذائية، وكيفية تعامُل النازحين مع واقعهم الصحّي. دورنا توعوي. علينا الحدّ من التسمُّم، فأزمة الدواء لم تُحلّ، والمستشفيات توفّر استيعابها للجرحى. لا بدّ من تفادي تحميلها أعباء إضافية».

تفترض إخضاع اللبنانيين لفحص يختبر انجراف معظمهم خلف «الأكل العاطفي»، وتضمن النتيجة: «قلة فقط ستكون خارج القائمة». تصوغ معادلة هذه الأيام: «تلفزيون وبرادات. الالتهام فظيع للأخبار والمأكولات. لا شيء آخر. نحاول جَعْل هذا البراد صحّياً».

إنها الحرب؛ بشاعتها تفرض البحث عن ملاذ، ومطاردة لحظة تُحتَسب، والسعي خلف فسحة، فيتراءى الطعام تعويضاً رقيقاً. بالنسبة إلى اختصاصية التغذية، إنه «إحساس بالامتلاء وبأنّ مَن يتناوله لا يزال حياً». تحت قسوة هذه الأيام ومُرّها، لا يعود الإحساس بالذنب المُرافق للإفراط في تناوله، هو الغالب... «يتراجع ليتقدّم الشعور بالنجاة. مساعي البقاء تهزم فكرة الكيلوغرامات الزائدة. بإمكان الأكل العاطفي إتاحة المساحة للراحة والسعادة. ذلك يسبق تسبّبه في ثقل وزيادة الوزن. بتحقّقهما، يلوح الذنب، وإنما في مرحلة لاحقة، بعد بهجة الامتلاء الداخلي».

ضرر سوء الغذاء على الأطفال يمسّ بنموّهم الفكري والجسدي (د.ب.أ)

تتفهّم الحاجة إلى اللحاق بكل ما يُعزّي والتشبُّث به. الطعام يتقدَّم. ترى أن لا أحد مخوَّلاً تقديم نصيحة لنازح من نوع «اضبط شهيتك بينما القصف في جوارك». برأيها، «يكفي الخوف وحده شعوراً سيئاً». يهمّها «الحدّ من نتائج كارثية ستظهر بوضوح بعد الحرب»، مُفضِّلة الاستعانة بالتمر مثلاً بدل «القضاء على علبة شيكولاته» والقهوة البيضاء لتقليص ضخّ الكافيين.

وتنصح بالتنفُّس والرياضة، فهما «يهدّئان هرمون الأعصاب»، وبالنظافة بما «تشمل غلي الماء قبل استعماله حال الشكّ في مصدره». تضيف: «الاستغناء عن تناول دجاج ولحوم أُبقيت مدّة خارج الثلاجة، لاحتمال فسادها، على عكس الحمّص والصعتر، مثلاً، القابلَيْن لعمر أطول». أما الحصص الغذائية، فالمفيد منها «التونة والسردين والأرز والمعكرونة وزيت الزيتون، ولا بأس بمعلّبات البازلاء والذرة بديلاً للخضراوات. يُفضَّل استبعاد اللحوم المصنّعة. الحليب المجفَّف جيّد أيضاً لغياب الطبيعي».