حذرت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، من أن 120 ألف عامل مهاجر باتوا في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في لبنان جراء الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي ينهش بالبلاد، في وقت شهد لبنان خروج الآلاف من العمال المهاجرين من البلاد بسبب تدهور سعر صرف الليرة وعجز اللبنانيين عن دفع أجور العمال بالعملة الصعبة.
وقال ماتيو لوسيانو، مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، في بيان أمس، إن مهاجرين كثراً باتوا يلجأون للمنظمة طلباً للمساعدة بعدما «فقدوا وظائفهم. إنهم جائعون، وليس بإمكانهم الوصول للعناية الطبية، كما أنهم لا يشعرون بالأمان»، مشيراً إلى أن «كثيرين باتوا يائسين لدرجة أنهم يرغبون في مغادرة البلاد»، إلا أنهم يفتقرون للأموال اللازمة لتحقيق ذلك.
وقدرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن 120 ألف مهاجر من أصل 210 آلاف يعيشون في لبنان باتوا «في حاجة ماسة إلى دعم إنساني».
وأظهر مسح أجرته المنظمة، أن أكثر من 50 في المائة من العمال المهاجرين لا يستطيعون تأمين حاجتهم من الغذاء؛ ما يجبر بعض العاملات على القيام بأعمال يتعرضن خلالها للإهانة والاستغلال، أو حتى بأعمال «غير قانونية».
وأفادت المنظمة بزيادة في «الممارسات الاستغلالية» التي يتعرض لها المهاجرون، مثل عدم دفع الرواتب أو الفصل التعسفي أو خرق العقود من قِبل أصحاب العمل.
ومنذ عامين، يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي. وقدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قبل أيام، أن 78 في المائة من السكان باتوا يعيشون في الفقر، في حين يعيش 36 في المائة في فقر مدقع.
وفاقم الانهيار الاقتصادي وما رافقه من انتشار جائحة كورونا ثم انفجار مرفأ بيروت قبل عام معاناة العمال المهاجرين، الذين بات أكثر من نصفهم عاطلين عن العمل. وشهدت الأشهر الماضية تجمعات لعمال مهاجرين أمام سفارات بلادهم في بيروت، طالبين العودة إلى ديارهم.
وتعد غالبية العمال المهاجرين في لبنان من النساء اللواتي يحملن تصاريح عمل ويتحدر القسم الأكبر منهنّ من إثيوبيا والفلبين وبنغلادش. وقد غادر الكثير منهم خلال العامين الماضيين بعدما باتوا عاجزين عن نيل رواتبهم بالدولار مع انهيار قيمة العملة المحلية، التي خسرت أكثر من 90 في المائة من قيمتها أمام الدولار.
«الدولية للهجرة»: 120 ألف عامل أجنبي يحتاجون لمساعدات إنسانية في لبنان
«الدولية للهجرة»: 120 ألف عامل أجنبي يحتاجون لمساعدات إنسانية في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة