بلينكن يرى المنافسة مع الصين حافزاً للاستثمار في «التجديد الداخلي»

TT

بلينكن يرى المنافسة مع الصين حافزاً للاستثمار في «التجديد الداخلي»

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للاستثمار في البنية التحتية مثل التعليم والطرق والسكك الحديدية والموانئ والنطاق العريض للإنترنت إذا أرادت أن تظل قادرة على المنافسة عالمياً ضد الصين وخصوم آخرين وإظهار قوة ومرونة نظامها الديمقراطي.
وكان بلينكن يتحدث أمام أساتذة وطلاب في مختبر للهندسة لدى جامعة ميريلاند في وقت اقترب فيه أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري من التوافق على تمرير حزمة بنية تحتية بقيمة تريليون دولار. وكان مرجحاً أن يجري التصويت على مشروع القانون الخاص بذلك أمس الثلاثاء.
وتواجه الحزمة مصيراً غير محسوم في مجلس النواب، الذي سينظر في الإجراء عند عودته من العطلة في سبتمبر (أيلول) المقبل. وشدد بلينكن على أهمية الرسالة التي كان الرئيس جو بايدن يوجهها منذ أشهر، ومفادها أن الاستثمار الأميركي في الداخل، من مجالات من البنية التحتية والمدارس إلى الابتكار، أمر بالغ الأهمية للأمن المحلي والوطني، ولا سيما في مجالات تتخلف فيها الولايات المتحدة بشكل كبير عن بعض منافسيها. وقال بلينكن: «أنا هنا لأخبركم أنه يمكننا أن نقوم بما هو أفضل»، مضيفاً أن «هذه هي الحقيقة الصعبة». وزاد: «نحن متخلفون عما كنا عليه في السابق، ومنافسونا يقتربون من ورائنا ببطء ولكن بثبات. في بعض المجالات، هم بالفعل أمامنا».
ولفت إلى أنه بعد عقود من الإنفاق المكثف على استثمارات البنية التحتية في منتصف القرن العشرين في الولايات المتحدة «انخفض الاستثمار العام كحصة من الاقتصاد بأكثر من 40 في المائة».
وحذر من أنه في الوقت ذاته من أن الدول الأخرى تضاعف حجم اقتصاداتها، موضحاً أن الصين تنفق الآن ثلاثة أضعاف ما تنفقه الولايات المتحدة على البنية التحتية كل عام.
ورأى أن ما سماه «التجديد الداخلي» يجب أن يكون على رأس أولويات السياسة الخارجية والأمن القومي. وقال: «هذا مهم بشكل خاص الآن، لأنه لا يخفى على أي منا أن الحكومتين الصينية والروسية، من بين آخرين، تطرح الجدل علناً وسراً أن الولايات المتحدة في حال تدهور. لذا فمن الأفضل لتلقي نصيبك من خلال رؤاهم الاستبدادية للعالم أكثر من رؤيتنا الديمقراطية».
وأكد أن «لا شيء من شأنه أن يهدئ بشكل أسرع حجتهم الخادعة حول أن أفضل أيام أميركا كانت وراءنا مما لو قامت الولايات المتحدة باستثمارات جادة في تجديدنا المحلي في الوقت الحالي».
وذكر بأنه قبل ثلاثين عاماً، كانت الولايات المتحدة هي الأولى في العالم في الإنفاق على البحث والتطوير بالنسبة لحجمها الاقتصادي وكانت الصين في المرتبة الثامنة، معترفاً بأن الولايات المتحدة تراجعت الآن إلى المركز التاسع، فيما باتت الصين في المرتبة الثانية.
وقال: «يمكننا أن نفعل ما هو أفضل. هذه هي الحقيقة الصعبة (...) نحن متخلفون»، مضيفاً أن «مهمتنا تتمثل في حمل العصا ونقلها للأمام للأجيال القادمة». ويأمل الديمقراطيون في ربط التشريع بحزمة بنية تحتية «اجتماعية» مصاحبة بقيمة 3.5 تريليون دولار أميركي تشمل الإنفاق على رعاية الأطفال وتغير المناخ والرعاية الصحية وغيرها من الأحكام.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».