كاميرا الويب: وسائل الحماية من اختراقات المتسللين

القراصنة الإلكترونيون يوظفونها للابتزاز

كاميرا الويب: وسائل الحماية من اختراقات المتسللين
TT

كاميرا الويب: وسائل الحماية من اختراقات المتسللين

كاميرا الويب: وسائل الحماية من اختراقات المتسللين

يعتمد الكثيرون منّا على كاميرات الويب للعمل والتواصل مع العائلة، وحتّى لحضور الصفوف المدرسية والجامعية الإلكترونية منذ ما يقارب العام ونصف العام.
ولكنّ كاميرات الويب لها جانبٌ مظلمٌ أيضاً. إذ يستخدمها المجرمون السيبرانيون بشكلٍ متزايد هذه الأيّام لاختراقنا، أو يستغلّون خوفنا مما قد يراه النّاس، إذا تمكنوا من الوصول إلى أمورنا الخاصّة ونشرها.
تسلل إلكتروني
يبدأ الأمر عادة برسالة إلكترونية تدّعي أنّ شخصاً مريباً يتجسّس عليكم عبر كاميرا جهازكم أثناء مشاهدتكم لمحتوى للبالغين (يضم أشرطة أو تسجيلات غير لائقة) على الجهاز، وتطالبكم بدفع فدية خلال 48 ساعة أو أقلّ.
صحيح أنّ معظمنا اعتاد هذا النوع من الرسائل وأنّ الحلّ الصحيح هو حذفها على الفور، ولكنّ الكثيرين يخسرون مئات آلاف الدولارات سنويا بسببها، حتّى أنّ وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتّحدة والمملكة المتحدة باتت تعزو حدوث نسبة لا بأس بها من حالات الانتحار إلى عمليّات الاحتيال والابتزاز القائمة على تصوير محتوى شخصي غير لائق.
> هل يستطيع القراصنة الإلكترونيون اختراق كاميرا الويب خاصتكم؟ يقول روجر غريمس، خبير مخضرم في الدفاع عن البيانات الشخصية في شركة التدريب الأمنية «نوو بي 4» (KnowBe4)، «لطالما استخدم القراصنة ومجهزي البرامج الخبيثة، وحتّى الحكومات، كاميرات الويب للتجسّس على النّاس، ولكن نادراً ما يتحوّل التجسّس إلى اعتداء».
لا يستطيع القراصنة اختراق أي كاميرا متّصلة بالإنترنت باستخدام حيلهم السيبرانية الدنيئة فحسب؛ لأنّهم يحتاجون إلى تثبيت أداة إدارة عن بعد remote administration tool (RAT) على الكومبيوتر المستهدف أوّلاً. وهم يحقّقون هذا الهدف غالباً بواسطة رسائل إلكترونية تحمل ملفّات خبيثة مرفقة ويقنعونكم بفتحها، أو يغرونكم للنقر على روابط تصيّد إلكتروني تحمّل برنامجاً خبيثاً على جهازكم، أو من خلال حيلٍ ذكية أخرى.
وسائل الحماية
> تدابير وقائية. يشرح غريمس، أنّ «الطريقة المثلى لمحاربة التسجيلات السريّة هي:
- التأكّد أوّلاً من أنّ الجهاز عصي على الاختراق.
- احرصوا على عدم تسرّب معلوماتكم عبر شخصٍ قريب إلى برنامجٍ من نوع حصان طروادة.
- غطّوا كاميرا الجهاز طوال الوقت، واستخدموا كلمات مرور مختلفة وقويّة لكلّ موقعٍ وخدمة إلكترونيّة.
وبتطبيق هذه الخطوات، ستضمنون مقاومة جميع القراصنة والبرامج الخبيثة، وليس تلك التي تخترق كاميرات الويب فقط».
> كيف يمكنكم معرفة ما إذا كانت كاميرا الويب خاصتكم مخترقة؟ هل يمكنكم أن تعرفوا ما إذا كان أحدهم يراقبكم عبر كاميرا الويب؟ حسناً، يجب أن تعرفوا.
تأتي معظم كاميرات الويب مع ضوء أخضر أو أحمر أو أبيض يشتعل عندما تعمل. إذا رصدتم هذا الضوء في أوقاتٍ غريبة، لا سيّما أثناء عدم استخدامكم لها، يجب أن تعتبروا هذا الأمر إنذاراً جدياً.
لا يمكن لكاميرات الويب أن تضيء نفسها عن غير قصد، وإذا حصل، قد يكون الأمر ناتجاً من عطلٍ في الجهاز في أفضل الأحوال.
في هذه الحالة، أقفلوا جميع التطبيقات التي تستخدمونها ومعها جميع تطبيقات الخلفية.
حل المشكلة
> هل حصلت مشكلة في إحدى إضافات محرّك البحث؟ يمكن للاضطراب أو الاختلال في عمل كاميرا الويب أن يكون أيضاً ناتجاً من مشكلة حصلت في واحدة من إضافات محرّكات البحث browser extension. في هذه الحالة، أقفلوا جميع المحرّكات ومن ثمّ افتحوا كلّ واحدٍ منها على حدة. هل لاحظتم أنّ ضوء كاميرا الويب يشعل عند النقر على متصفّح معيّن؟ إذا كان الجواب نعم، يجب أن تحذفوا كلّ إضافات هذا المحرّك، وتعيدوا إضافتها مرّة أخرى، كلّ واحدة على حدة، لمعرفة أي واحدة المسؤولة عن تشغيل الكاميرا، وعندما تجدونها، احذفوها.
> هل استخدمتم برنامجاً مضاداً للفيروسات، حتّى على جهاز ماك؟ إذا شعرتم أنّ جهاز الكومبيوتر تعرّض للاختراق بأي شكل، أجروا مسحاً موثوقاً للبرامج الخبيثة، حتّى إذا كنتم تستخدمون جهاز ماك. تتوفّر هذه البرامج بشكلٍ كبير وننصحكم بـ«سوفوس»، و«إي في جي»، و«مالوير بايتس».
وإذا كنتم تستخدمون تطبيقاً فعّالاً مضاداً للفيروسات، يمكنكم إجراء مسحٍ يدوي لرصد أي سلوكٍ مريب على جهازكم.
في حال كانت كاميرا جهازكم تضمّ مزايا خاصّة، انقروا عليها لمعرفة ما إذا كانت تعرّضت للاختراق واحرصوا على أنّ يزيل مضاد الفيروساتـ، التطبيقات والملفّات المسببة للاضطراب.
ولكن هذه الوسيلة لها عيب واحد: يجب أن تتأكّدوا من أنّ البرنامج المضاد للفيروسات، لا سيّما إذا كان مصدره تطبيق، قانوني وغير مقرصن.
* هل تحقّقتم من إعداداتكم الأمنية؟ أثناء الخلل، افتحوا تطبيق كاميرا الويب وتحقّقوا من إعدادات الوصول والأمن. هل تملكون كلمة مرور قوية للكاميرا لم يغيّرها أحد؟ هل تستطيع أي من التطبيقات التي تستخدمونها الوصول إلى كاميرا الويب مع أنّكم لا تذكرون أنّكم منحتموها الإذن بذلك؟
* هل جرّبتم الرقعة أو الغطاء؟ إنّ أسهل طريقة تستطيعون من خلالها حماية أنفسكم من اختراق أحدهم لهذه الكاميرا هو تغطيتها عندما لا تحتاجونها. يأتي الكثير من أجهزة الكومبيوتر والشاشات الذكية والأجهزة اللوحية اليوم مع غطاء مخصّص للكاميرا. وفي حال كان غير متوفر في جهازكم، يمكنكم شراء حزمة تتضمّن غطاءين من «أمازون» بسعر 7 دولارات.
وأخيراً، مهما كان الحلّ الذي اخترتموه لحماية خصوصيتكم، تذكّروا النقطة الأهمّ: لا ترسلوا أموالاً لأحد، وأعطوا حيلة الابتزاز المخلّ بالأخلاق حجمها الحقيقي، أي أنّها مجرّد حيلة سيبرانية أخرى وأنتم أذكى من أن تقعوا فيها.
* «يو إس إيه توداي»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تكنولوجيا لدى خدمة «ChatGPT Plus» التي تعتمد على الاشتراك نحو 7.7 مليون مستخدم على مستوى العالم (أدوبي)

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تشكل الخاصية الجديدة نقلة في كيفية التفاعل مع المعلومات عبر إجابات أكثر ذكاءً وسرعة مع سياق الأسئلة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة دولية بجهود الرياض السيبرانية وتنظيم «بلاك هات»

معرض «بلاك هات» يحصد اهتماماً دبلوماسياً وسيبرانياً وإشادة باستضافة السعودية وتنظيمها الناجح.

غازي الحارثي (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

متجر هواوي في شنغهاي
متجر هواوي في شنغهاي
TT

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

متجر هواوي في شنغهاي
متجر هواوي في شنغهاي

في العام الماضي، وضع الاختراق في تطوير الرقائق الإلكترونية شركة «هواوي» على قمة سوق الهواتف الذكية الصينية. والآن تطرح الشركة أحدث هواتفها، سلسلة «مايت 70» (Mate 70).

قفزة «هواوي» التقنية

وكتب كل من ميغان توبين من تايبيه، وجون ليو من سول(*)، أن شركة التكنولوجيا العملاقة «هواوي» حققت قفزة كبرى، العام الماضي، نحو قمة سوق الهواتف الذكية في الصين، عندما أطلقت «مايت 60 برو» (Mate 60 Pro)، وهو هاتف يحتوي على شريحة كمبيوتر صغيرة أكثر تقدماً من أي شريحة كمبيوتر صنعتها شركة صينية سابقاً.

وأصبحت الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية من «هواوي» رمزاً في الصراع بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على التكنولوجيا المتقدمة. لقد أمضى صناع السياسات في واشنطن سنوات في محاولة منع الشركات الصينية من القدرة على صنع نوع الشريحة التي تستخدمها «هواوي» في هاتفها «Mate».

انتصار تقني ضد القيود الأميركية

لكن «هواوي» مضت قدماً، وصقل ذلك الهاتف صورتها بصفتها زعيمة وطنية، منتصرة في مواجهة القيود الأميركية. وأضحى كل المتسوقين في الصين متحمسين لشراء هاتف بمكونات متطورة جرى تصنيعها بالكامل في بلادهم. وتمكَّنت «هواوي» من جذب العملاء الصينيين الذين كانوا في السابق أكثر ميلاً لشراء أجهزة «آيفون»، ما أدى إلى تآكل أهم سوق لشركة «أبل» خارج الولايات المتحدة.

جيل مطور من الهواتف الصينية

وكشفت «هواوي»، الثلاثاء، عن الجيل التالي من هذا الهاتف (سلسلة «مايت 70») من مكاتبها في شنتشن بجنوب شرقي الصين. ووصف ريتشارد يو، رئيس مجموعة المستهلكين في «هواوي»، الجهاز الرائد بأنه «أذكى» هاتف «مايت».

ميزة الدعم بالذكاء الاصطناعي

وبدعم من نظام التشغيل المحلي «HarmonyOS Next»، الذي جرى إطلاقه رسمياً الشهر الماضي، تحتوي سلسلة «مايت 70» على وظائف مدعمة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي المُحسن والنسخ المباشر وترجمة المكالمات الهاتفية.

وتجدر الإشارة إلى أن «أبل» لم تُطلق بعد ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الصين.

* خدمة «نيويورك تايمز».

اقرأ أيضاً