الاتحاد يتحرك لسداد مستحقات «الفيصلي والقادسية»

أغلق ملف الاتفاق بعد إيداع الملايين الثلاثة أمس

أنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد يعيش وضعاً صعباً هذه الأيام (الشرق الأوسط)
أنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد يعيش وضعاً صعباً هذه الأيام (الشرق الأوسط)
TT

الاتحاد يتحرك لسداد مستحقات «الفيصلي والقادسية»

أنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد يعيش وضعاً صعباً هذه الأيام (الشرق الأوسط)
أنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد يعيش وضعاً صعباً هذه الأيام (الشرق الأوسط)

أغلقت إدارة الاتحاد أمس مستحقات نادي الاتفاق وعملت الساعات الماضية على إغلاق مستحقات نادي الفيصلي بعد نجاحها في إسقاط مبلغ 3 ملايين ريال ويجري العمل على إنهاء المبلغ المتبقي والمقدر بـ4 ملايين ريال لتتقلص عدد النقاط التي قد تخصم إلى 12 نقطة، بعد أن كانت 15 نقطة.
ويقاتل الاتحاد هذه الأيام من أجل توفير نحو 18 مليون ريال لسداد الالتزامات المالية بينها 11 مليون ريال للقادسية و7 ملايين للفيصلي خاصة بعقود انتقالات اللاعبين، وذلك بعد طلب إدارة النادي في وقت سابق من لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد الكرة تمديد فترة السداد التي انتهت أمس إلى ثلاثة أيام إضافية لكن لم يتضح بعد إن كان قد حصل على هذه المهلة.
وبينما تسارع إدارة الاتحاد خطواتها، من أجل الحصول على شهادة الكفاءة المالية، التي تخولها تسجيل المحترف البرازيلي الجديد إيغور كورنادو، القادم من صفوف الشارقة الإماراتي، إلى جانب مخالصة المهاجم الصربي ألكسندر بريغوفيتش لتتمكن من تسجيل صانع اللعب، يتعين على النادي إنهاء مستحقات مالية موزعة بين مستحقات أندية ومدربين ولاعبين ورواتب متأخرة تتجاوز 140 مليون ريال، في الوقت الذي تمكنت من تقليص العديد من الالتزامات المالية.
وتنتظر إدارة الاتحاد تحويل مبلغ المركز الثالث إلى حساب النادي خلال الساعات المقبلة ليتسنى لها سداد المتأخرات للقادسية والفيصلي.
وكانت لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم قد أصدرت جملة من القرارات تجاه نادي الاتحاد، وصلت بصورة إجمالية إلى خصم 15 نقطة من رصيد الفريق في الموسم الجديد وذلك في حال عدم تنفيذ قرار غرفة فض المنازعات خلال ثلاثين يوماً لصالح أندية الاتفاق والقادسية والفيصلي.
من جهة أخرى، تتأهب إدارة الاتحاد للإعلان عن تجديد عقد اللاعب سعود عبد الحميد والذي دخل الفترة الحرة مطلع الشهر الحالي بعقد يمتد لـ3 سنوات وسط توصل الطرفين لصيغة تعاقدية مرضية، ينتظر أن يتم حسمها بالتوقيع والإعلان الرسمي.
وإلى ذلك، لا يبدو أن فرص ظهور البرازيلي إيغور كورنادو المحترف في صفوف الاتحاد أمام الفيحاء حاضرة غداً «الأربعاء» في المواجهة التي ستجمع الفريقين ضمن منافسات الجولة الأولى لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين على ملعب مدينة المجمعة الرياضية وذلك لعدم تمكن الإدارة من استخراج شهادة الكفاءة المالية التي تتيح لها قيد المحترفين الجدد خلال فترة الانتقالات الحالية.
وتغادر بعثة الاتحاد إلى العاصمة الرياض غداً ومن ثم إلى المجمعة تأهباً لخوض أولى المباريات الرسمية للفريق بالموسم الرياضي، بينما قام اللاعبون يوم أمس بعمل مسحة طبية للتأكد من سلامتهم من فيروس «كورونا» (كوفيد - 19) قبل انطلاقة منافسات الدوري.
وشرع البرازيلي فابيو كاريلي مدرب الاتحاد خلال الحصة التدريبية يوم أمس على وضع ملامح المنهجية التكتيكية التي سيدخل بها مواجهة الفيحاء والوقوف على جاهزية العناصر التي سيستعين بها في المباراة، وذلك بعد انطلاقة المران بتدريبات فنية وتكتيكية منوعة، قبل تقسيم اللاعبين لمجموعتين خاضت مناورة كروية طبق من خلالها المدرب كاريلي عدداً من الجمل التكتيكية التي يتطلع لمساعدة اللاعبين على خطف الفوز الأول للفريق بالدوري.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.