مع إسدال الستار على الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، تحوّلت أنظار العالم بسرعة إلى بكين التي تستضيف بعد 6 أشهر الألعاب الأولمبية الشتوية في ظلّ تصاعد موجة فيروس «كورونا» المستجد، بينما يأمل الفرنسيون أن يقدم «أولمبياد باريس 2024» الصيفي وجهاً مختلفاً لعالم جديد.
ومن المقرّر أن تقام «ألعاب بكين الشتوية» من 4 حتّى 20 فبراير (شباط) المقبل، حيث ستكون العاصمة الصينية أوّل مدينة تستضيف الألعاب الشتوية والصيفية، بعدما سبق لها أن نظّمت الألعاب الصيفية عام 2008.
وتحضيراً لهذا العرس الرياضي المنتظر، فقد جرى بناء منشآت جديدة، فيما اعتمدت منشآت أخرى يعود تاريخها إلى عام 2008؛ بما فيها الملعب الوطني «عشّ الطائر»، الذي يخضع لأعمال التجديد، وقد بُني لكي يرمز إلى الصين القوة الصاعدة التي تثير إعجاباً وقلقاً في جميع أنحاء العالم.
وستقسم ألعاب 2022 بين 3 مدن رئيسية؛ هي بكين ويانتشي وتشانتشايكاو، والتي تبعد نحو 180 كيلومتراً شمال غربي العاصمة. علماً بأن القطار السريع سيربط بين المناطق الثلاث.
جرى الانتهاء من أعمال بناء جميع الأماكن التي ستستقبل المسابقات قبل أشهر عدة، وقد حرصت الحكومة الصينية على التأكيد على أن الاستعدادات قد تسير بنجاح رغم وباء فيروس «كورونا». وتواجه الصين حالياً أكبر موجة انتشار لوباء «كوفيد19» منذ أشهر، حتى لو كانت أعداد العدوى لا تزال منخفضة مقارنة مع العديد من الدول الأخرى.
كما تواجه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين والحزب الشيوعي الحاكم حالات صدام أخرى تتمثل هذه المرة في الدعوات المستمرة من النشطاء والأويغور وبعض السياسيين الغربيين لمقاطعة الدورة على خلفية السجل السلبي لحقوق الإنسان في البلاد، خصوصاً فيما يتعلق بمصير الأقليات المسلمة. وتطبق الصين، التي كانت السبب في انتشار فيروس «كورونا» في العالم بعد ظهوره للمرة الأولى على أراضيها في نهاية عام 2019، بعض إجراءات الاحتواء الأكثر صرامة في العالم وتعمل على تكثيفها في العاصمة.
ويجب على الأشخاص الذين يسافرون إلى الصين من الخارج الالتزام بالحجر الصحي لمدة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع في أحد الفنادق، ولكن من غير الواضح ما إذا كان يتعين على الآلاف من الرياضيين ومسؤولي الفرق ووسائل الإعلام وغيرهم من القادمين إلى الألعاب القيام بالمثل.
وينتظر أن يحذو منظمو «ألعاب بكين 2022» حذو طوكيو في التعامل مع تهديد الفيروس.
فخلال الألعاب الصيفية التي انتهت مؤخراً، كانت هناك مخاوف من احتمال حدوث إصابات جماعية بين المشاركين في اليابان، إلا إنه ورغم ثبوت حالات إيجابية بين الرياضيين، فإن أسوأ المخاوف لم تتحقق. والسبب عائد إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمين المحليين أصروا على إخضاع جميع المشاركين قبل الألعاب وخلالها لفحوص منتظمة لفيروس «كورونا»، وإبعاد الرياضيين عن الجمهور. كما أقيمت معظم الألعاب خلف أبواب موصدة في وجه الجماهير المحلية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت «بكين 2022» ستحذو حذو «طوكيو 2020».
وفي هذا السياق، سأل دراير الذي يعيش في العاصمة الصينية حيث يدير الموقع الرسمي لـ«سبورتس إنسايدر» الخاص بالصين: «لم يتم إصدار خطط التذاكر. نريد أن نعرف هل سيوجد مشاهدون (في الملاعب)؟ يبدو أنه لن يسمح بوجود جمهور من خارج الصين، ولكن ماذا عن المشاهدين المحليين؟». وأضاف: «كل هذه الأشياء، عادة ما يستغرق التخطيط لها سنوات عديدة، وما زالت هناك أحداث اختبارية من المفترض إقامتها من الآن وحتى (انطلاق) الألعاب. لكن نريد أن يقدموا لنا أي معلومات إضافية».
وفي فرنسا وعد منظمو «أولمبياد باريس 2024» بتقديم نموذج جديد للألعاب بعد 3 أعوام، على أمل أن يكون هذا الموعد للترحيب بعالم خال من الوباء.
وأثنى توني إيستانجيه رئيس «أولمبياد باريس 2024» والبطل السابق الفائز بثلاث ميداليات ذهبية في سباق قوارب الكانوي المتعرج، على جميع المعنيين بـ«أولمبياد طوكيو» لإدارتهم تنظيم الحدث وسط وباء عالمي.
ومع تسليم العلم الأولمبي من طوكيو إلى باريس، تحدث إيستانجيه عن خطط فريقه لاستضافة أول دورة ألعاب صيفية أولمبية منذ عام 1924، وقال: «انتظرنا عاماً إضافياً حتى جاءت هذه اللحظة، ولكننا ننتظر مائة عام بالفعل لإعادة العلم الأولمبي إلى باريس، لذلك؛ فإن الإثارة كبيرة للغاية في فريقنا وفي فرنسا».
ويتميز ملف باريس، الذي فاز بتنظيم الأولمبياد في عام 2017، بأماكن مألوفة لأي سائح، حيث ستقام المنافسات في ميدان «الكونكورد»، و«شامب دي مارس»، و«ليزانفاليد»، و«قصر فرساي»، بالإضافة للعديد من الأماكن البارزة الأخرى. وقال إيستانجيه: «كل مدينة مستضيفة يجب أن تدرج شيئاً جديداً وأن تساهم في تطور الأولمبياد. مع (باريس 2024)، طموحنا هو أن نقدم نموذجاً جديداً لفتح (الألعاب) أمام مزيد من الأشخاص. هذا يبدأ بتقديم الأولمبياد للمدينة».
وأكد: «خطتنا هي أن نخرج الرياضة من ساحاتها التقليدية وأن نضع المنافسات في قلب المدينة، أمام أشهر المعالم الباريسية، برج إيفل لمنافسات الكرة الطائرة الشاطئية، المصارعة والجودو، والفروسية في (قصر فرساي)». وأضاف: «طموحنا بسيط: دعوة العالم؛ بما في ذلك مئات الملايين من المشاهدين، لقلب باريس».
على جانب آخر ومع انتهاء عرض الألعاب النارية ومغادرة الرياضيين مدينة الألعاب في طوكيو، باشرت اليابان استخلاص حصيلة «أولمبياد الوباء» التي نظمتها بتكاليف باهظة، وسط توقع خسائر تصل إلى 151 مليار ين (1.4 مليار دولار) حسب أرقام «معهد نومورا المحلي للأبحاث».
وفي دورة كلفت اليابان نحو 13 مليار دولار وشارك فيها نحو 11 ألف رياضي منتمين إلى 205 لجان أولمبية وطنية وفريق من اللاجئين، كان غياب الجمهور سبباً رئيسياً في تراجع العائدات وبدلاً من انتظار مكاسب؛ كانت هناك خسائر تتخطى المليار دولار.
وكان منظمو الدورة يأملون في حضور جماهيري محدود بنسبة 50 في المائة، لكنهم اضطروا للتخلي عن الفكرة كلياً بعد إعلان طوكيو حالة الطوارئ للمرة الرابعة مع ارتفاع حالات الإصابة بالعدوى، وهو الأمر الذي أضر بقطاع الفنادق والمطاعم في العاصمة اليابانية.
بكين تعلن جاهزيتها للأولمبياد الشتوي... وباريس لتقديم وجه مختلف للعالم في 2024
«دورة طوكيو» كلفت اليابان 13 مليار دولار وتتوقع خسائر تزيد على 1.4 مليار
بكين تعلن جاهزيتها للأولمبياد الشتوي... وباريس لتقديم وجه مختلف للعالم في 2024
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة