هادي يرفض استنساخ التجربة الإيرانية ويدعو لاستكمال «اتفاق الرياض»

تشديد حوثي على الاستمرار في حشد المجندين و«تطهير» المؤسسات

الرئيس هادي خلال اجتماعه أمس مع اًعضاء مجلس الدفاع الوطني (سبأ نت)
الرئيس هادي خلال اجتماعه أمس مع اًعضاء مجلس الدفاع الوطني (سبأ نت)
TT

هادي يرفض استنساخ التجربة الإيرانية ويدعو لاستكمال «اتفاق الرياض»

الرئيس هادي خلال اجتماعه أمس مع اًعضاء مجلس الدفاع الوطني (سبأ نت)
الرئيس هادي خلال اجتماعه أمس مع اًعضاء مجلس الدفاع الوطني (سبأ نت)

جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رفضه استنساخ التجربة الإيرانية في بلاده عبر الميليشيات الحوثية، مشدداً في الوقت نفسه على توحيد صف القوى الوطنية واستكمال تنفيذ «اتفاق الرياض» إلى جانب اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي.
تصريحات هادي التي نقلتها المصادر الرسمية جاءت أثناء ترؤسه في الرياض اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني ضم نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، ورئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك، ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية هجماتها المكثفة باتجاه مدينة مأرب حيث ترفض دعوات التهدئة الأممية ومقترحات السلام، بالتوازي مع استمرار الخلاف مع المجلس الانتقالي الجنوبي وتعثر عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن لجهة المخاوف الأمنية المرتبطة بعدم تنفيذ الشق الأمني والعسكري من «اتفاق الرياض».
وفي حين يأمل المجتمع الدولي أن ينجح المبعوث الأممي الجديد في التوصل إلى تسوية للأزمة اليمنية، جدد زعيم الجماعة الحوثية أمس تمسك جماعته بشروطها لوقف النار، مشدداً على الاستمرار في حشد المقاتلين وتطهير المؤسسات الحكومية من المعارضين لحكم الانقلاب المدعوم من إيران.
وذكرت المصادر الرسمية أن هادي استعرض خلال الاجتماع «مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية بجوانبها السياسية والاقتصادية والميدانية والمعيشية وفرص السلام والمساعي الإقليمية والدولية، وجدد رغبة الحكومة الشرعية الدائمة نحو السلام ومواقفها الواضحة والصريحة في هذا الصدد وتجاوبها وتفاعلها الدائم مع كل مبادرات السلام الرامية لحقن الدماء وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإيرانية وتبعاتها الكارثية على اليمن والمنطقة بصورة عامة».
وعلى وقع بدء الميليشيات الحوثية وضع العراقيل أمام مهمة المبعوث الأممي الجديد هانز غروندبيرغ، ذكرت المصادر أن هادي رحب بتعيين الأخير وأكد على الحكومة ضرورة التعاون معه وتسهيل مهامه لتعزيز فرص السلام المبنية على المرجعيات الثلاث المتعارف عليها والمدعومة محلياً وإقليمياً ودولياً.
وإزاء استمرار الخلاف داخل أروقة القوى اليمنية المناهضة للمشروع الحوثي، أفادت وكالة «سبأ» بأن هادي «أكد على وحدة الموقف والهدف لمختلف مؤسسات الدولة في الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته وأمنه واستقراره والانتصار لخيارات وإرادة الشعب في وطن آمنٍ وعادلٍ ومستقر».
كما أكد الرئيس اليمني على ثبات الشرعية وقواها الوطنية والمجتمعية وتماسكها قيادة وحكومة وشعباً في مواجهة كل التحديات والظروف للمضي قدماً نحو الأهداف الوطنية بصورة أكثر قوة ورسوخاً على الأرض بفعل ثبات وجدارة الجيش والمقاومة الشعبية ودفاعهما المشرف عن النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والمرجعيات الثابتة».
وجدد هادي رفض استنساخ التجربة الإيرانية في بلاده، وقال إن الشعب اليمني لا يقبل بها مطلقاً، مشيراً إلى الموقف السعودي القومي المدافع عن الشرعية ونظامها الوطني.
وذكرت المصادر أن الرئيس اليمني وجّه إلى الاهتمام بعناصر الجيش وتوفير متطلباتهم الضرورية والملحة في الجوانب التموينية واللوجيستية، وانتظام صرف المستحقات والرواتب، كما أكد على الاهتمام الخاص بملف الجرحى وتوحيد عمل اللجان المختلفة في هذا الإطار لتوحيد الجهود وتوفير الوقت والإمكانات.
وبحسب ما أفادت به المصادر الرسمية تناول اجتماع مجلس الدفاع الوطني الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها الشعب، وأكد على «ضرورة استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض ليسهم في توحيد الجهود والإمكانات لمعافاة الاقتصاد وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني والنهوض بالتنمية وتعزيز الموارد وتوحيد أوعيتها لمواجهة الالتزامات الملحة تجاه متطلبات الفرد والمجتمع».
وفي حين أفادت المصادر بأن الاجتماع اليمني «اتخذ ما يلزم من قرارات» بخصوص جملة من القضايا المطروحة على جدول أعماله، شكك - من جهته - زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه أمس (الاثنين) في جدية الولايات المتحدة لإحلال السلام، دون أن يشير إلى استعداد جماعته للتعاطي الإيجابي مع المبعوث الأممي الجديد.
وكرس الحوثي خطابه لمهاجمة الشرعية، زاعماً أن هناك حرباً اقتصادية تستهدف جماعته، مجدداً التأكيد على ولائه لإيران وحزب الله اللبناني وما يسمى «محور المقاومة».
كما أكد زعيم الجماعة الانقلابية التمسك بشروط جماعته لوقف النار، المتمثلة بفتح مطار صنعاء وإنهاء الرقابة على المنافذ الخاضعة للجماعة، وإطلاق الأسرى، إلى جانب تخلي تحالف دعم الشرعية عن مساندة الحكومة المعترف بها دولياً، وهي كلها شروط يرى المراقبون أنها تعني تسليم اليمن لحكم الميليشيات.
إلى ذلك دعا الحوثي أتباعه إلى الاستمرار في حشد المجندين للقتال كما دعاهم إلى تشديد القبضة الأمنية على السكان، وإلى الاستمرار فيما وصفه بـ«تطهير» المؤسسات الحكومية ممن وصمهم بـ«الخونة والعملاء».
وقلل زعيم الميليشيات من أثر الدعوات المناهضة لإرهاب جماعته للسكان وانتهاك حرياتهم، وشدد على أهمية الاستمرار في سياق ما سماه «المعركة الثقافية» التي يعني بها محاولة فرض نمط معين من الحياة على اليمنيين بما في ذلك نوعية الملابس وحتى قصات الشعر ونوعية التعليم، وتحريم الموسيقى.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.