كيف أحبطت الاستفزازات الإيرانية آمال بايدن في العودة للاتفاق النووي؟

قال أشخاص مطلعون على المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران للعودة للاتفاق النووي، إن المسؤولين الأميركيين يراجعون خياراتهم بعد أشهر من فشل المحادثات للعودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك بالتزامن مع تنفيذ تنظيمات مدعومة إيرانياً لسلسلة من الهجمات على ناقلات نفط قرب سواحل عمان، وإطلاق تنظيم «حزب الله» ضربات صاروخية على إسرائيل.
وتنظر واشنطن لعدد من البدائل المحتملة كاتخاذ خطوة موقتة بتخفيف محدود للعقوبات مقابل توقف إيران عن أعمالها الاستفزازية في مجال انتشار الأسلحة النووية، رغم الدعوات المتكررة الأميركية بضرورة العودة السريعة للاتفاق النووي الإيراني.
من جانبه، قال دبلوماسي غربي كبير مطلع على المحادثات بين الجانبين، إن التحدي الذي يواجهه المفاوضون الأميركيون هو أن إدارة بايدن لم تكن قادرة على استغلال النفوذ الذي تتمتع به من العقوبات لمنع إيران من خرق شروط الاتفاق، وذلك وسط تقدم لطهران في برنامجها النووي مع رئيس جديد متشدد أعلن أنه غير مستعد للشروط الأميركية رغم أوضاع بلاده الاقتصادية الصعبة، بحسب ما نقله موقع شبكة «بلومبرغ» الأميركية.
وأحد العوامل التي تسببت في إحباط إدارة بايدن هو إقرار المسؤولين الأميركيين بعدم وجود دليل على أن الحكومة الإيرانية مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي، وهو ما يؤشر له عدم تحقيق ست جولات من المحادثات في فيينا منذ تولي بايدن السلطة أي تقدم يُذكر.
وقال علي فايز، مدير مجموعة إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن الفشل في العودة إلى الاتفاق الأصلي سيمثل انتكاسة كبيرة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي صنف إحياء الاتفاق المتعدد الأطراف كأولوية عليا في السياسة الخارجية ومفتاح لخططه للشرق الأوسط رغم احتجاجات حلفاء واشنطن مثل إسرائيل ودول الخليج.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في وقت سابق: «نحض إيران على العودة إلى المفاوضات قريباً... تُعدّ هذه أولوية عاجلة بالنسبة إلينا»، مضيفاً «إذا كان الرئيس رئيسي صادقاً في عزمه على التوصل إلى رفع العقوبات، فإن هذا هو تماماً المطروح على الطاولة في فيينا»، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.