برعاية السيسي والشيخ محمد بن راشد.. مصر توقع عقد عاصمتها الإدارية الجديدة

الرئيس المصري يطالب بسرعة تنفيذ المشروع و«إعمار» الإماراتية تتعهد بالتنفيذ

الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح من الرئيس السيسي حول العاصمة الإدارية على هامش مؤتمر شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح من الرئيس السيسي حول العاصمة الإدارية على هامش مؤتمر شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
TT

برعاية السيسي والشيخ محمد بن راشد.. مصر توقع عقد عاصمتها الإدارية الجديدة

الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح من الرئيس السيسي حول العاصمة الإدارية على هامش مؤتمر شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح من الرئيس السيسي حول العاصمة الإدارية على هامش مؤتمر شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)

وقعت مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة أمس عقد مشروع إنشاء العاصمة الإدارية المصرية الجديدة، على هامش مؤتمر مصر المستقبل لدعم وتنمية الاقتصاد المصري المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ. ومن تحت لافتة ضخمة تحمل علم التعاون المصري الإماراتي، تحرك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصحبة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي قاطعين نحو مائة متر حتى وصلا إلى مكان مخطط المشروع العملاق للعاصمة الإدارية المصرية الجديدة.
وتفقد الرئيس المصري وحاكم دبي مخطط المشروع، بصحبة عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي وسلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي، حيث استمع الحضور إلى شرح عملي عن المخطط العملاق للمدينة المستقبلية من المهندس مصطفى مدبولي وزير الإسكان، وأبدى الحضور إعجابهم الكبير بالمشروع الطموح. ثم شهد مراسم توقيع عقد المشروع الجديد، الذي وقع عليه الوزير مدبولي عن الجانب المصري مع رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مدير عام «الخليج للاستثمارات» ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، وسط تصفيق كبير من الحضور بداخل القاعة الكبرى للمؤتمر ودوي هتافات «تحيا مصر».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السيسي طلب من الجانبين الانتهاء من المشروع في فترة زمنية أسرع من الجدول الزمني الموضوع سلفا؛ والذي يتراوح للانتهاء منه تماما ما بين 5 إلى 7 سنوات. وقال لهم: «المصريون يريدون أن يرحموا من زحام القاهرة».. وتعهد الموقعون بالعمل على تنفيذ ذلك.
وعلى هامش المؤتمر، أكد وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر أنه تم الاتفاق مع مصر على تنفيذ عدد كبير من المشروعات في مجالات الإسكان والطاقة والغذاء والتدريب المهني والنقل. موضحا أن تلك المشروعات التي تم الاتفاق عليها تخدم نحو 10 ملايين مواطن مصري. وتبلغ مساحه المشروع نحو 700 كيلو متر مربع، ويضم 100 حي و21 منطقة سكنية، تتسع لنحو 7 ملايين نسمة وتوفر أكثر من 1.5 مليون فرصة عمل في مرحلتها الأولى، إلى جانب مطار يمتد على مساحة 16 كيلو مترا، أي ما يعادل 1.3 مرة مساحة مطار هيثرو في لندن. كما تضم حديقة تبلع مساحتها 8 كيلومترات مربعة، أي أكبر من حديقة هايد بارك بنحو 6 أضعاف.
من جانبه، أوضح محمد العبار، رئيس شركة إعمار الإماراتية أن المشروع سيكون رمزًا متميزًا، وسيضم كل الخدمات التي يحتاجها المواطن المصري في حياته اليومية. مضيفا في كلمته أمام الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «مصر.. البوابة والملتقى» على هامش المؤتمر أمس وحضرتها «الشرق الأوسط» أنه تمت إزالة كل المعوقات التي واجهت المستثمرين في مصر، من خلال قانون الاستثمار الجديد.. وأن الحكومة المصرية دائما ما تحرص على تذليل العقبات أمام المستثمرين، و«لهذا فالاستثمار الصحيح هو الاستثمار في مصر، لكونها بوابة الشرق الأوسط».
وقال العبار إن المستثمرين الإماراتيين والعرب يفهمون «فلسفة الاقتصاد المصري، ونعرف عمق الاقتصاد المصري، ونعرف البيروقراطية في مصر، ونعرف التعامل مع البنوك». مؤكدا أن «الاقتصاد المصري من أهم 20 اقتصادا على مستوى العالم، طبقا لتقرير مؤسسة (اتش إس بي سي) المصرفية الأخير».
وكان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قد قال في كلمة سريعة مع عدد من الصحافيين بطرقات المؤتمر مساء أول من أمس إن «البيروقراطية في حد ذاتها ليست أمرا معيبا، فمعناها الحرفي هو العمل المكتبي، وهو عمل تنظيمي واجب.. لكن طرق تطبيقها في مصر هي التي كانت قديمة، ونضع خطط تطويرها، وهذا هو التفكير المستقبلي، وهو جزء مما نروج له حاليا في مصر».
وأشار العبار في الجلسة إلى أن الدخول في مجال الاحتياجات الأساسية هو الطريق الصحيح، موضحا أن شركته «تفضل المشروعات الكبيرة في الأماكن الكبيرة التي نعرف اقتصادها وشعبها، وحماس الحكومة للتقدم للأمام، وكل التحليلات التي تمت تؤكد هذا»، مثمنا مشاركته في مشروع العاصمة الجديدة، وقال إن «إعمار شريك مؤسس في الشركة التي تتولى أعمال تطوير مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لمصر».
ووعد العبار الشعب المصري خلال كلمته، أن المدينة الجديدة ستكون رمزًا للتنوع الثقافي للمجتمع المصري، وأنها ستكون رمزًا تسعى الشركة إلى تقديمه للمصريين. موضحا أنه يحمل عواطف قوية لمصر والشعب المصري، وأن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة سليمة لتشجيع الاستثمار، مشيرا إلى أنه رغم الصعوبات التي واجهت الشركة خلال الفترة الانتقالية فإنه لم يترك مصر.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».