نجم يتحول إلى «دمعة» قبل انفجاره بـ70 مليون عام

توقع علماء الفلك في دراسة نشرتها دورية «نيتشر أسترونومي» في 12 يوليو (تموز) الماضي، حدوث انفجار لأحد النجوم بعد 70 مليون عام، إثر اكتشاف بعض العلامات التي تنذر بهذه النهاية، والمفارقة أن هذه العلامات كانت تحوله إلى شكل يشبه «الدمعة».
وباستخدام بيانات من القمر الصناعي العابر لاستطلاع الكواكب الخارجية (تيس) التابع لناسا، قال فريق دولي من علماء الفلك والفيزياء الفلكية بقيادة باحثي جامعة وارويك الأميركية، إن هذا الشكل المأساوي ناتج عن أحد النجوم المسماة بـ«القزم الأبيض»، وهو نجم ضخم، يقوم بتشويه نجم آخر بجاذبيته الشديدة، وهو أمر سيكون حافزاً لحدوث الانفجار المسمى بـ«المستعر الأعظم من النوع Ia» في نهاية المطاف.
ويقع النجمان ضمن نظام نجمي يسمى (HD265435) على بعد 1500 سنة ضوئية تقريباً، ويتألف من نجم شبه قزم ساخن ونجم قزم أبيض، يدوران حول بعضهما البعض عن كثب بمعدل حوالي 100 دقيقة.
والأقزام البيضاء هي نجوم «ميتة» أحرقت كل وقودها وانهارت على نفسها، مما يجعلها صغيرة ولكنها كثيفة للغاية، ويعتقد أن المستعر الأعظم من النوع Ia يحدث عندما يشتعل قلب نجم قزم أبيض، مما يؤدي إلى انفجار نووي حراري.
وهناك سيناريوهان لذلك، الأول أن يكتسب القزم الأبيض كتلة كافية لتصل إلى 1.4 مرة كتلة شمسنا، والمعروفة باسم «حد شاندراسيخار»، أما الثاني والذي قال العلماء إنه يناسب النظام النجمي (HD265435)، هو أن تكون الكتلة الكلية لنظام نجمي مجاور لأحد النجوم قريبة من هذا الحد أو أعلى منه، وتم اكتشاف عدد قليل فقط من أنظمة النجوم التي ستصل إلى هذه العتبة وتؤدي إلى مستعر أعظم من النوع Ia.
تقول المؤلفة الرئيسية الدكتورة إنغريد بيليسولي من قسم الفيزياء بجامعة وارويك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة «إحدى الطرق التي ستؤدي للانفجار، أن القزم الأبيض سيكتسب كتلة كافية من القزم الفرعي الساخن، فبينما يدور الاثنان حول بعضهما البعض ويقتربان، ستبدأ المادة في الهروب من القزم الفرعي الساخن وتسقط على القزم الأبيض، أو أنهما بسبب فقدهما للطاقة نتيجة ما يعرف بـ(انبعاثات الموجات الثقالية)، سوف يقتربان حتى يندمجان، بمجرد أن يكتسب القزم الأبيض كتلة كافية من أي من الطريقتين، سوف يتحول إلى مستعر أعظم».
وتضيف: باستخدام بيانات القمر الصناعي «تيس»، تمكنا من مراقبة القزم الفرعي الساخن، لكن ليس القزم الأبيض، لأن القزم الفرعي الساخن أكثر إشراقاً، ومع ذلك يختلف هذا السطوع بمرور الوقت مما يشير إلى أن النجم قد تم تشويهه إلى شكل دمعة بواسطة جسم ضخم قريب.
ويمزق القزم الأبيض من كتلة القزم الفرعي الساخن ويحوله إلى شكل يشبه الدمعة، وسوف تنتهي العلاقة بين هذين النجمين فقط عندما ينفجر كلاهما في انفجار نووي حراري عنيف.