ذهبية حامدي المسلوبة تثير ردود فعل «عالمية»... وحكمان احتجا على القرار «التركي»

«الملكية» تستقبل الفيصل والنجم السعودي فجر اليوم في جدة

ركلة حامدي لمنافسه الإيراني التي أثارت الكثير من الجدل في أولمبياد طوكيو (أ.ب)
ركلة حامدي لمنافسه الإيراني التي أثارت الكثير من الجدل في أولمبياد طوكيو (أ.ب)
TT

ذهبية حامدي المسلوبة تثير ردود فعل «عالمية»... وحكمان احتجا على القرار «التركي»

ركلة حامدي لمنافسه الإيراني التي أثارت الكثير من الجدل في أولمبياد طوكيو (أ.ب)
ركلة حامدي لمنافسه الإيراني التي أثارت الكثير من الجدل في أولمبياد طوكيو (أ.ب)

يصل الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس اللجنة الأولمبية السعودية ورئيس البعثة الخضراء في أولمبياد طوكيو, ونائبه الأمير فهد بن جلوي وبصحبتهما اللاعب طارق حامدي حامل فضية الكاراتيه في طوكيو 2020, إلى جدة فجر اليوم, حيث أعدت مراسم استقبال حافلة للنجم السعودي في الصالة الملكية بمطار الملك عبد العزيز الدولي.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن انقساماً جرى بين حكام نهائي الكوميتيه في مسابقة الكاراتيه ضمن منافسات أولمبياد طوكيو 2020 التي اختتمت فعالياتها أمس, وذلك حول سقوط اللاعب الإيراني سجاد كنج زاده بضربة خاطفة على وجهه من قبل البطل السعودي طارق حامدي.
وكانت الضربة أدت الى سقوط اللاعب الإيراني على الأرض للحظات وسط تقدم السعودي حامدي بـ4 مقابل 1 قبيل نهاية المواجهة ليقرر الحكم التركي أوغور كوباس منح الإيراني الميدالية الذهبية على حساب السعودي المتقدم لتنقلب النتيجة من فوز إلى خسارة للأخير ليمنح في النهاية الميدالية الفضية.
وضجت مواقع وسائل التواصل الاجتماعي بسبب قرار الحكم التركي الذي واجه بحسب مصادر «الشرق الاوسط» معارضة اثنين من الحكام قبل أن يتدخل الطبيب الياباني بتقرير طبي رجح كفة اللاعب الإيراني.
وأكدت مصادر أن اللجنة الأولمبية السعودية فضلت عدم تقديم احتجاج إلى المنظمين على اعتبار أن القوانين واضحة حينما يعطي الحكام والطبيب آراءهم في مثل هذه الحالات.
وتواصلت ردود الأفعال العالمية التي دعمت طارق حامدي ووصفت خسارته الذهبية بالأمر الغريب، حيث أشارت صحيفة «وان سبورت» الأمريكية إلى أن مباراة الميدالية الذهبية في كوميتيه للرجال الذين يزيد وزنهم على 75 كجم انتهت بضربة جزاء فوضويّة ومربكة لركلة كانت تبدو مذهلة للغاية بالنسبة للكاراتيه.
وبالمثل اهتم الموقع الأمريكي الشهير «ذي هيل» بالنزال الغريب في الأولمبياد، ليضع صورة الإيراني سجاد واقعاً على الأرض ويؤكد أن الرجل الذي سقط هو الفائز بالذهبية، بينما السعودي حامدي حصل على الفضية رغم توجيهه ضربة حاسمة لخصمه في النهائي.
ويمكن القول بأن طارق حامدي نجح في توحيد الرأي العام السعودي والعربي وحتى العالمي الذي أجمع على أحقيته بالحصول على الميدالية الذهبية، ليتفق المتابعون على تعرضه لظلم قوي خلال لقائه بالإيراني لينتهي به الحال متوجاً فقط بالفضية بحسب لجنة التحكيم والمنظمين، لكنه نجح في صناعة ذكرى لا تنسى في تاريخ المواجهات الأولمبية، بأداء واثق وشخصية قوية وضربات حاسمة، كونه البطل الحقيقي المتوج بالذهبية مع إيقاف التنفيذ، على الأقل من وجهة نظر المحايدين.
ومن جانبه أكد نجم الكاراتيه السعودي طارق حامدي أنه كان يتطلع للفوز بالذهبية في أولمبياد طوكيو 2020 لكنه سعيد بالميدالية الفضية التي حصدها.
وأشار حامدي إلى أن هزيمته أمام الإيراني سجاد كنج زاده في نهائي منافسات الكاراتيه لوزن فوق 75 كجم لم يكن متوقعاً بالنسبة له.
وأوضح حامدي أنه جاء لليابان بغرض الحصول على الميدالية الذهبية وقد خطط لذلك جيداً مع مدرب المنتخب الكابتن المغربي منير أفقير.
وأوضح أن منافسات الأولمبياد حساسة وتستوجب الهدوء والتركيز حيث لا يوجد مجال للتعويض ، مضيفاً «خضت الجولة التأهيلية للأولمبياد في باريس في شهر يونيو (حزيران) الماضي واستطعت الحصول على المركز الأول وسط مشاركة أبطال اللعبة وهذا الأمر أعطاني ثقة أكبر لكن الأولمبياد يحتاج لاستراتيجية مختلفة لذلك كنت محظوظاً بقيادة المدرب المغربي منير أفقير لي بتلك المرحلة التي تسبق الأولمبياد فأنا أعرف المدرب منذ انتقالي عام 2020 لنادي الهلال حيث كان يدرب النادي وقد عايشت كفاءته بالتدريب بالمستوى الاحترافي وإلمامه بالتفاصيل ورأيت أنه أفضل من يقودني فنياً في هذه المرحلة ، لذلك اجتزنا هدفنا بشكل واضح ومخطط له ومدروس، ولا أنسى المدربين الذين أشرفوا علي سابقا بالمنتخب، عبدالفتاح النجار وعلي الزهراني فلهما الشكر والتقدير على ما بذلاه من جهد للعبة».
وأشاد حامدي بدور وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي قائلاً: «هو ملهم رياضي للشباب والشابات في السعودي، يتابع بنفسه ويدعم ويستفسر ويناقش بكل تواضع لذلك نعتبره الأب الروحي لنا والأخ الصادق معنا وأمير الميدان الرياضي، وللأمانة اللجنة الأولمبية بقيادته أصبحت مركزاً للتطوير والاحترافية ودقة المستهدفات، ولا أنسى الأمير فهد بن جلوي نائب الرئيس المتابع والمهتم والدينامو الرائع للبعثات الرياضية وكافة أفراد اللجنة الأولمبية السعودية».
وحول دور الاتحاد السعودي للكاراتيه في تطوير اللعبة وتحقيق المنجزات, قال: «لقد كان من الجميل أن يقود اتحاد الكاراتيه أبناء اللعبة والمجلس السابق بقيادة الدكتور إبراهيم القناص بذل الكثير والكثير من أجل بناء قوة سعودية للكاراتيه ونجح بذلك واليوم يستلم الراية الدكتور مشرف الشهري الرجل العملي المؤسسي ورجل المرحلة وابن اللعبة ونحن مسرورون لوجوده بيننا لتواضعه وخبرته وطموحاته العالية وقد دعمني كثيراً بشكل احترافي بالإعداد قبل وصولي طوكيو وبعدها».
وعلق حامدي على قرار إقصائه من النهائي قائلاً: «لا أريد الحديث عن أمور تحكيمية لكنني متأكد أن الضربة التي وجهتها لمنافسي الإيراني لم تصل لدرجة التسبب بإغمائه، هذا أمر واضح لدي، لكن المنافس قام بما في مصلحته, لقد بكيت بحرقة من هذا القرار، لكنني الآن طويت هذه الصفحة وأنظر لمستقبلي بكل شغف وقوة فأنا محظوظ بوجودي ببلدي المملكة العربية السعودية التي تدعم الشباب بشكل قوي».
يذكر أن حالة من الإحباط سادت تجاه اللجنة الأولمبية الدولية وذلك بعد المعلومات الواردة ومفادها أن لعبة الكاراتيه لن تكون مدرجة ضمن الألعاب في أولمبياد باريس 2024 حيث سيتم استبعادها علماً أن حضورها في أولمبياد طوكيو كان للمرة الأولى وبطلب من اللجنة المنظمة المحلية في طوكيو حيث تنص القوانين على منح كل لجنة مستضيفة أحقية استضافة خمس ألعاب في دورة أولمبية علماً أن فرنسا ورغم أنها متميزة وتاريخها كبير في لعبة الكاراتيه فإنها لم تقم باختيار اللعبة في الأولمبياد المقبل.
من ناحيته قال فرانسيس ديديه في اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» معه أمس من مقر إقامته في طوكيو حيث يحضر الأولمبياد إن المحاولات لا تزال جارية لإقناع الأولمبية الدولية وكذلك اللجنة الأولمبية الفرنسية بإدراج رياضة الكاراتيه ضمن ألعاب باريس 2024.
وكان الاتحاد الفرنسي قد أكد في بيان رسمي أنه يسعى لإقناع المنظمين في باريس بأهمية ادراج الكاراتيه ضمن الألعاب.
وجاء في بيان الاتحاد الفرنسي للكاراتيه عبر موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي: «الاجتماع مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية 2024، يستهدف إقناعهم بإدراج اللعبة في الدورة المقبلة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».