وضع مجلس بلدية طهران، أمس، حداً للغموض بشأن هوية العمدة الجديد للعاصمة، وأعلن تسمية النائب المتشدد علي رضا زاكاني، بعد أربعة أيام من تقرير نشرته وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، يكشف عن تولي القيادي السابق في الباسيج، قمرة قيادة بلدية طهران، في منصب يصل وزنه السياسي بإيران إلى وزير الداخلية.
كان زاكاني أحد المرشحين السبعة الذين حصلوا على موافقة مجلس صيانة الدستور لخوض الانتخابات الرئاسية، قبل أن يعلن انسحابه لصالح المرشح الفائز إبراهيم رئيسي، بعد انتهاء المناظرة التلفزيونية الثالثة. وكانت الموافقة على طلبه مفاجئة، نظراً لرفض أهليته في انتخابات الرئاسة 2013 و2017.
وأفاد بيان لمجلس بلدية طهران، أمس، بأن انتخاب زاكاني جاء بعد حصوله على أغلبية الأصوات، بواقع 18 صوتاً من أصل 21 صوتاً، وذلك بعدما أعلنت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، لأول مرة، مساء الأربعاء، انتخاب زاكاني بحصوله على 12 صوتاً أمام تسعة أصوات ذهبت للمرشح الآخر، وذلك بعدما نفى رئيس مجلس بلدية طهران مهدي تشمران، صحة معلومات الوكالة، قبل أن يتسرب الجمعة تسجيل صوتي يكشف ملابسات الجلسة السرية الأربعاء.
ويأخذ زاكاني مكان العمدة الإصلاحي الحالي بيروز حناتشي، الذي يشغل المنصب منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2018. وأفادت تقارير بأن حناتشي قدم استقالته الأربعاء الماضي لمجلس البلدية لكن ذلك لم يعلن رسمياً.
وفي أول ظهور بعد انتخابه، شبه زاكاني للصحافيين، حركة التنمية بطهران، بـ«الكاريكاتورية»، وتعهد بإدارة «عادلة» و«متوازنة» في طهران التي تنقسم إلى 22 منطقة لكل منها بلديته الخاصة. ويبلغ التعداد السكاني في العاصمة 8.6 مليون، وفي عموم العاصمة طهران، يصل إلى 13.5 مليون شخص.
وأبلغ زاكاني الصحافيين بأنه قدم استقالته من جميع مناصبه في البرلمان الإيراني. وهو ممثل مدينة قم، وهو قيادي سابق في «الباسيج» الطلابي ويحمل شهادة «الدكتوراه في الطب النووي». ويحمل في سجله تمثيل مدينة طهران لأربع دورات برلمانية سابقة، قبل الترشح عن مدينة قم في الانتخابات التشريعية العام الماضي. كان رئيس اللجنة الخاصة لتقييم الاتفاق النووي، قبل إعلان إيران الموافقة على تطبيقه، وهو من بين أبرز منتقدي الاتفاق النووي، وأحد أبرز المؤيدين للدور الإيراني الإقليمي في سوريا والعراق.
وكشف تسريب التسجيل الصوتي من محادثة جرت على هامش اجتماع الخميس، بين رئيس مجلس بلدية طهران السياسي المخضرم، تشمران، ونرجس سليماني، ابنة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، عن ضغوط على أعضاء المجلس للتصويت لصالح زاكاني.
ولم يتضح كيفية تسريب التسجيل الصوتي أو الجهة التي سربته لوسائل الإعلام، لكنه كان نتيجة تنصت على ما يبدو يعود إلى الميكرفون المفتوح أمام معقد مهدي تشمران.
وفي التسجيل الصوتي يبدي تشمران استغرابه من تعرض أعضاء المجلس للتهديد والضغوط من أجل التصويت للمرشح زاكاني. وفي المقابل، تقول سليماني «يا ريت أصواتنا شفافة وواضحة، ولم يحدث ما حدث، ولكان الوضع أفضل»، وقال تشمران الذي هو شقيق القيادي الإيراني مصطفى تشمران، الذي قتل في بداية الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، «ليلة أمس كانت سيئة لي، أسوأ من أيام الحرب، انزعجت لدرجة كبيرة من نشر الأسماء». وأضافت: «بعض الأصدقاء صوتهم لم يكن هكذا من البداية، ذهبت أصواتهم باتجاه خاطئ، ويجب أن يحافظوا على أصواتهم، من الأفضل أن نبدأ موضوع الشفافية نحن، ما هي المشكلة أن تكون الأصوات علنية». ويرد تشمران: «ينص القانون على سرية التصويت لأسباب، يخوفون البعض، لقد تلقوا تهديدات… لقد قالوا لي أيضاً قبل فترة، ووجهت تحذيراً لهم ألا يقوموا بهذه الأعمال».
وبعد تسريب التسجيل الصوتي، قالت نرجس سليماني، إنها أدلت بصوتها لزاكاني، نافية أي ضغوط في انتخاب رئيس مجلس بلدية طهران.
يأتي انتخاب العمدة الجديد، بعد الانتخابات التي جرت في 18 يونيو (حزيران) بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وعلى غرار البرلمان سيطر المحافظون على غالبية المقاعد بعد إبعاد المرشحين الإصلاحيين من الانتخابات.
وهذه أول انتخابات تخوضها ابنة سليماني، الذي قضى بضربة أميركية جوية أميركية، أمر بها الرئيس السابق دونالد ترمب، مطلع العام الماضي في بغداد.
ويقول منتقدو الخطوة إن «الحرس الثوري» والأجهزة الأمنية التابعة له، تحاول استعادة موقعه في بلدية طهران للفوز بعقود استثمارية لشركات في العاصمة، على غرار ما جرى خلال 12 عاماً من تولي رئيس البرلمان الحالي، محمد باقر قاليباف، منصب بلدية طهران.
ومن شأن انتخاب زاكاني أن ينعكس إيجاباً على شركات «الحرس الثوري»، كما سيساعدها في تسوية خلافات سابقة مع بلدية طهران.
ونقل موقع «رويدا 24» الإيراني عن الناشط السياسي المحافظ، محمد مهاجري، قوله إن «الفضيحة» المطروحة في التسجيل الصوتي لرئيس مجلس بلدية طهران، «تظهر أي تهديدات وضغوط تم ممارستها من أجل فرض زاكاني»، وفي إشارة إلى سيطرة المحافظين على الحكومة والبرلمان ومجلس بلدية طهران، قال مهاجري «عندما تصبح القوة موحدة، إننا المحافظون نتهاوش مثل ذئاب».
نائب مقرب من «الحرس الثوري» في منصب عمدة طهران
تسجيل صوتي كشف عن تهديدات وضغوط على أعضاء مجلس بلدية العاصمة
نائب مقرب من «الحرس الثوري» في منصب عمدة طهران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة