عمرو موسى لـ {الشرق الأوسط}: مصر تقدّر الموقف السعودي.. و«شرم الشيخ» أعطى آفاقًا واعدة للمستقبل

نجيب ساويرس: نحن محظوظون أن لدينا الآن وزراء يعملون بكفاءة

عمرو موسى لـ {الشرق الأوسط}: مصر تقدّر الموقف السعودي.. و«شرم الشيخ» أعطى آفاقًا واعدة للمستقبل
TT

عمرو موسى لـ {الشرق الأوسط}: مصر تقدّر الموقف السعودي.. و«شرم الشيخ» أعطى آفاقًا واعدة للمستقبل

عمرو موسى لـ {الشرق الأوسط}: مصر تقدّر الموقف السعودي.. و«شرم الشيخ» أعطى آفاقًا واعدة للمستقبل

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، عمرو موسى، إن «كلمة الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية في افتتاح مؤتمر مصر الاقتصادي كانت قوية جدا واشتملت على رسائل كثيرة ومواقف سياسية على مستوى رفيع»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الكلمة قوبلت بتأييد وتصفيق وتحية كبيرة».
وبينما أكد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أمس أن مصر بحاجة إلى تسريح الموظفين العموميين غير الأكفاء لجذب الاستثمار وتعزيز الاقتصاد، قال في تصريحات له على هامش مؤتمر «شرم الشيخ» إن «هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات حازمة». وأعلن حسين جاسم النويس، رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع، عن تفعيل اتفاقية القرض التي وقّعها مع مصر بقيمة 200 مليون دولار، والتي ستوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل لأبناء مصر.
من جانبه قال موسى، إن «الدعم العربي المتواصل لمصر أصبح جزءا من السياسة العربية.. وهذا أمر مطمئن من حيث المضمون السياسي العربي، بصرف النظر عما إذا كان ذلك يتفق مع السياسات الغربية ذات الصلة والتأثير». وأضاف موسى لـ«الشرق الأوسط»، على هامش مشاركته في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، أن «الموقف العربي أصبح يتسم بالوضوح من حيث الرؤية التي تتفق مع المصلحة العربية».
وحول رؤيته للمواقف السعودية التي جسدها الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية خلال مشاركته في المؤتمر، ذكر موسى أن «كلمة الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود كانت قوية جدا واشتملت على رسائل كثيرة ومواقف سياسية على مستوى رفيع، ولذلك قوبلت بتأييد وتصفيق وتحية كبيرة»، لافتا إلى أن «مصر على المستويين الرسمي والشعبي تقدر هذا الموقف السعودي المهم بالوقوف إلى جانب مصر في كل المجالات، بما في ذلك الإدانة للإرهاب والعمل على تقديم المساندة بما يعيد إلى مصر مكانتها اللائقة».
وأضاف موسى أن المشاريع المعروضة في مؤتمر «شرم الشيخ»، بما في ذلك مشروع المدينة الإدارية، «إضافة جديدة للمرحلة المقبلة، التي تعطي روحا جديدة وآفاقا واعدة للمستقبل»، لافتا إلى أن «نتائج المؤتمر الاقتصادي فاقت كل التوقعات.. وأرى أن المهم هو التنفيذ والتطبيق والاستفادة المضبوطة من الأموال التي تضاف إلى الاقتصاد المصري.. وأعني أن المهم هو ما بعد المؤتمر، بأن ينعكس هذا على حياة المواطنين وأن تعمل وزارة الاستثمار بطاقة جديدة لاستيعاب كل هذه التطورات المهمة والإيجابية لصالح مصر». وعن مواقف الغرب وأميركا التي أعلن عنها المبعوث الأوروبي توني بلير ووزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن دعم مصر خلال المرحلة المقبلة، قال موسى: «أرجو أن يكون هذا الموقف موقفا غربيا عاما وتتبعه سياسة واضحة، وليس مجرد تصريحات تطلق خلال مناسبة هنا أو هناك، لكن أن تعكس موقفا سياسيا جديدا وتعاملا غربيا متطورا تجاه مصر».
في غضون ذلك، قال رجل الأعمال ساويرس، الذي يرأس مجلس إدارة «أوراسكوم» للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا، خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ أمس: «للأسف الهياكل التابعة لوزراء مصر لا تعمل بسرعة وكفاءة وزرائنا الحاليين». وتابع بقوله: «نحن محظوظون أن لدينا الآن وزراء يعملون بكفاءة، لكن بعضهم عالق مع إدارة قديمة تنتمي إلى الماضي في الوقت الذي كان من المفترض أن نطردهم جميعا ونأتي بموظفين جدد». ويطالب رجال أعمال ومستثمرون عرب وأجانب بتغيير العقلية البيروقراطية بالكامل في مصر، إذ تثني البيروقراطية وتضخم الجهاز الإداري المستثمرين الأجانب عن العمل في مصر. ووقّع الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا على قانون الاستثمار المعدل الذي يمكن المستثمرين من الحصول على كل التراخيص والموافقات اللازمة لأي مشروع استثماري من مكان واحد.
في سياق آخر، أعلن حسين جاسم النويس، رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع، عن تفعيل اتفاقية القرض التي وقعها الصندوق مع وزارة التعاون الدولي المصرية والصندوق الاجتماعي للتنمية المصري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بقيمة 200 مليون دولار، لاستثمارها في تنمية قطاع المشاريع المتناهية الصغر في مصر، وذلك بعد أن مرت بكل مراحلها القانونية في كلا البلدين. وقال النويس إن هذه الاتفاقية «تدل بوضوح على مدى حرص القيادة الرشيدة في الإمارات العربية المتحدة على تعزيز وتعميق قنوات التعاون والعلاقات المشتركة مع الشقيقة مصر»، مؤكدا أن «القيادة الرشيدة تولي أهمية كبيرة للمشاريع التنموية التي تحقق فائدة اقتصادية واجتماعية للمواطن المصري البسيط».
وأوضح النويس أن صندوق خليفة «سيبدأ بصرف دفعات القرض لصالح الصندوق الاجتماعي للتنمية المصري قريبا»، متوقعا أن «يسهم هذا المشروع في خلق أكثر من 200 مشروع على مدار السنوات الـ6 المقبلة، بينما سيوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل لأبناء مصر». وأكد أن القرض يهدف إلى «دعم جهود الحكومة المصرية في مكافحة الفقر والبطالة وتعزيز دور المرأة في عملية التنمية وتمكينها عبر إتاحة الفرصة أمام أصحاب المهارات والسمات الريادية لتحقيق طموحاتهم وتأسيس مشاريعهم الخاصة التي ستساهم في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني في مصر».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».