خسائر انقلابية جنوب مأرب... والحكومة تتهم الجماعة بالارتهان لإيران

TT

خسائر انقلابية جنوب مأرب... والحكومة تتهم الجماعة بالارتهان لإيران

على وقع الهجمات التي تشنها الميليشيات الحوثية باتجاه مأرب، واصلت الجماعة تأكيد ولائها للنظام في طهران من خلال حضور وفد من عناصرها حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، وهو ما رأت فيه الحكومة الشرعية ارتهاناً كاملاً من قبل الجماعة للمشروع الإيراني في المنطقة.
وكان المتحدث باسم الجماعة المعروف باسم محمد عبد السلام فليتة الذي يشغل الوزير الفعلي لخارجية الانقلاب ظهر في حفل تنصيب إبراهيم رئيسي رفقة أعضاء آخرين، في حين أظهرته لقطات مصورة وهو ينحني لتقبيل قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني.
وانتقد موالون للجماعة الحوثية ظهور فليتة إلى جانب رئيسي من دون العلم اليمني، في حين لفتت الساعة الباهظة التي يرتديها تعليقات الناشطين اليمنيين الذين قارنوا بين حياة البذخ التي يعيشها قادة الجماعة الانقلابية والأوضاع الإنسانية المتردية التي يعيشها ملايين اليمنيين.
وفي أول تعليق حكومي على مشاهد حضور ممثلي الجماعة حفل التنصيب الإيراني، قال معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة، إن احتفاء إيران في فعاليات تنصيب إبراهيم رئيسي، بمرتزقتها في المنطقة من ميليشيات مسلحة وحركات إرهابية وانقلابية، في ظل تصاعد أنشطتها الإرهابية التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية مؤشر على نهجها المقبل، وتأكيد إضافي على حالة العزلة الإقليمية والدولية التي تعيشها طهران.
وأضاف الإرياني في تصريحات رسمية: «إنه وبدلاً من توجيه الرئيس الإيراني الجديد رسائل إيجابية على هامش حفل تنصيبه، وإعطاء إشارات عن تغير في السياسات تجاه الأزمات التي تعيشها المنطقة، تعلن طهران رسمياً رعايتها للميليشيات الإرهابية، ومسؤوليتها عن الأزمات والحروب في المنطقة، والإرهاب الذي بات يهدد مصالح العالم أجمع».
وأشار الإرياني إلى أنه «في المقابل لا تتردد تلك الميليشيات الطائفية وفي مقدمتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، عن التباهي بإعلان ارتهانها الكامل وتبعيتها المطلقة لنظام الملالي في إيران، وتحركها كأذرع وأدوات لتنفيذ السياسات الإيرانية في نشر الفوضى والإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة وتهديد المصالح الدولية».
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي لإدراك حقيقة أن ميليشيا الحوثي هي أحد أخطر الأذرع التي تستخدمها إيران لتنفيذ سياستها في زعزعة الأمن والسلم الإقليمي وتهديد المصالح الدولية، غير آبهة بالثمن الذي يدفعه اليمنيون.
وحذر الإرياني من أن الاستمرار في تجاهل دور ميليشيا الحوثي التخريبي ضمن المشروع الإيراني ستكون كلفته باهظة على الجميع، وفق تعبيره.
في السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف بغارتين تجمعات حوثية في جبهة رحبة الواقعة في جنوب مأرب، ونتج عن ذلك سقوط قتلى وجرحى من عناصر الميليشيا، فيما استهدف بغارة أخرى عربة مدرعة ما أدى لتدميرها ومصرع طاقمها.
إلى ذلك، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية إن مدفعية الجيش استهدفت تحركات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة بجبهة رحبة وألحقت بها خسائر في الأرواح والعتاد، منها تدمير عربة قتالية ومصرع جميع من كانوا على متنها.
وكانت المصادر نفسها أفادت بأن قوات الجيش والمقاومة الشعبية، كسرت يوم الجمعة، هجوماً لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهة رحبة نفسها جنوب محافظة مارب، وكبّدوها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله «إن عناصر الجيش والمقاومة رصدوا محاولة مجاميع من ميليشيا الحوثي مهاجمة أحد المواقع العسكرية في جبهة رحبة وكانوا لها بالمرصاد»، مؤكداً أن الاشتباكات انتهت بمصرع جميع تلك العناصر المهاجمة.
وبالتزامن، استهدفت مدفعية الجيش - بحسب المركز - مواقع وتحركات الميليشيا الحوثية على امتداد الجبهة، وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الميليشيا وتدمير آليات ومعدات قتالية تابعة لها.
وفي الجبهة ذاتها، قالت المصادر العسكرية إن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف تجمعات متفرقة للميليشيا الحوثية، وألحق بها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
يشار إلى أن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران تواصل شن هجماتها منذ أشهر على مأرب من الغرب والشمال الغربي والجنوب، على أمل السيطرة على المحافظة النفطية التي تمثل أهم معقل للشرعية في البلاد.
ومع استمرار حالة الانسداد السياسي، ومراوحة المعارك في مكانها للسنة السابعة، إلى جانب استمرار الخلاف بين القوى اليمنية المناوئة للانقلاب، تصاعدت أخيراً في الشارع السياسي والشعبي اليمني الدعوات لإجراء إصلاحات جذرية في صفوف الشرعية يكون من شأنها القضاء على الانقلاب وإعادة الاستقرار إلى البلد الذي يعاني أوسع أزمة إنسانية في العالم.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.