الاتحاد الأوروبي: إجراءات إسرائيل لا تسهم في خلق مناخ إيجابي

TT
20

الاتحاد الأوروبي: إجراءات إسرائيل لا تسهم في خلق مناخ إيجابي

اعتبر مسؤول في الاتحاد الأوروبي اليوم، أن إجراءات إسرائيل ضد الفلسطينيين «لا تسهم» في خلق مناخ إيجابي بين الجانبين. وقال مسؤول الإعلام في مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس شادي عثمان لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن «عمليات القتل للفلسطينيين ومواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية لا تسهم في خلق مناخ إيجابي ولا وضع أي رؤية سياسية لإنهاء الصراع».
ودعا عثمان، الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بنيت إلى «تغيير النهج الذي كان سائداً لفترة طويلة والتعاطي مع الملف الفلسطيني بطريقة مختلفة عبر المفاوضات وصولاً لحل الصراع بين الجانبين». وجاءت تصريحات عثمان تعليقاً على مقتل الفلسطيني عماد دويكات (38 عاماً) في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي (الجمعة) في قرية بيتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد 24 ساعة على زيارة قام بها رؤساء البعثات الدبلوماسية في الأراضي الفلسطينية للقرية للاطلاع على تزايد عنف المستوطنين الإسرائيليين. وقال عثمان إن الزيارة تمت ضمن العمل الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لمتابعة أي «انتهاكات» للمستوطنين والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية خصوصاً المصنفة (ج).
وأوضح «أن زيارة قرية بيتا جاءت لمتابعة ما يجري هناك على الأرض والتضامن الأوروبي بشكل مباشر مع السكان الفلسطينيين وإيصال رسالة سياسية مهمة للجانب الإسرائيلي لوقف انتهاكاته».
وأكد عثمان رفض الاتحاد الأوروبي بشكل مطلق الاستيطان الإسرائيلي سواء في المناطق المصنفة (ج) من الضفة الغربية أو القدس الشرقية، مشدداً على مواصلة دعم الوجود الفلسطيني في هذه المناطق من خلال مشاريع ومساهمات أوروبية للحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وتشهد قرية «بيتا» مواجهات يوميه منذ مايو (أيار) الماضي بعد أن أطلق أهالي القرية فعاليات احتجاجية ضد إقامة بؤرة «جفعات أفيتار» الاستيطانية على قمة جبل صبيح الأثري. وقتلت إسرائيل منذ بداية الاشتباكات 6 فلسطينيين آخرهم الشاب دويكات يوم الجمعة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس، والتي أدت إلى «استشهاد الشاب عماد دويكات».
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: «إن هذه الجريمة تؤكد بشاعة الاحتلال وإجرامه ضد أبناء شعبنا الأعزل، مؤكدة أنها استمرار لمسلسل القتل اليومي الذي لا يمكن السكوت عليه».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.